أهالي عبري يطالبون بتخصيص مساحات مناسبة للرعي وتنزه العائلات بعيدا عن مسارات الأفلاج

ناشدوا الجهات المعنية تغطية فتحات الأفلاج لحماية الأطفال والمارة من السقوط فيها

عبري - ناصر العبري

يُطالب عددٌ من أهالي عبري الجهات المعنية بتوفير مساحات مناسبة للرعي والترفيه عن العائلات، وتخطيطها بحيث تكون بعيدة عن مسارات الأفلاج بالولاية، التي تأثرت مساراتها بفعل الزحف العمراني المتزايد، كما طالبوا بتغطية فتحات الأفلاج لحماية الأطفال والمارة من السقوط فيها. وانتقد عددٌ من أهالي وشيوخ الولاية تخصيص المخططات السكنية في محيط مسارات الأفلاج؛ مما يؤثر على كفاءة الأفلاج وكميات المياه التي تنقلها، خاصة في ظل إقدام البعض على حفر آبار داخل المنازل تقلل من منسوب المياه في الأفلاج.

وقال حميد بن مسعود الشملي عضو المجلس البلدي ممثل ولاية عبري: إنَّ السلطنة عرفت نظام اﻷفلاج قبل حوالى 2500 سنة، والفلج عبارة عن قناة مائية تشق وسط الجبال واﻷودية تنساب من خلالها المياه وصولا للقرية وتستخدم مياهه للشرب والزارعة والاستخدامات المنزلية الاخرى، ومن البديهي أنه عند التخطيط للتجمعات السكنية الجديدة يجب مراعاة ألا تتقرب تلك المخططات من مسارات اﻷفلاج لما لها من أهمية للمحافظة على هذا اﻹرث الذي يعكس هندسة وبراعة الانسان العماني منذ القدم كما يجب على الجهات المختصة القيام بتغطية ثقاب الافلاج كونها تمثل خطرا على الأطفال والكبار. كما يجب تخصيص أراضٍ فضاء تكون صالحة لإقامة متنزهات للأسر تكون متنفسا للعائلة لتستطيع قضاء وقت ممتع فيها، وكذلك الحال بالنسبة للمخططات وسط القرى فلا يجب التعدي على اﻷماكن العامة كتوزيع مخططات قريبة من ضفاف اﻷودية والسدود أو أماكن الرعى.

وقال الشيخ أحمد بن حمد بن سعيد الساعدي: إنَّ الأفلاج موروث حضاري واقتصادي تجلت فيها روعة الهندسة العمانية لاسلافنا وهي مصدر مهم للمياه ومصدر رزق لأصحاب بساتين النخيل والمزروعات الموسمية وما تتعرض له هذه الأفلاج هي مسؤولية الجميع في المحافظة عليها ولكن المسؤولية العظمى تقع على المؤسسات مثل الإسكان والبلديات فعندما تخطط لإنشاء الأعمال الخدمية كالصرف الصحي أو تخطيط المساكن ويجب أن تأخذ في الاعتبار سلامة هذه الأفلاج من التأثر بأي جانب من جوانب التلوث أو التأثير. وانتقد ما نلاحظه من عدم مراعاة لهذه الاشتراطات من قبل بعض المؤسسات لبعض الأفلاج ما أدى إلى تأثرها وكذلك لا يمكن أن نلقي بالمسؤولية كاملة على الجهات الرسمية فالمواطن له دور لا يمكن تجاهله وبتكاتف الجميع نحفظ موروث آبائنا ومن التجاوزات التي حدثت في مناطق عديدة قيام المواطنين بحفر الآبار أعالي منابع الأفلاج مما يؤدي إلى خلل في المخزون المائي وجريان هذه الأفلاج كما يجب تغطية ثقاب الافلاج المكشوفة لا نها تمثل خطرا على المواطنين خصوصا ان الزحف السكاني متزايد في محيطها.

وأضاف الساعدي بأنَّه لابد من ترك مساحات للتنزه ومساحات للرعي لتوفير البيئة المريحة للإنسان وإيجاد متنفس ضروري سيما في ظل الازدحام العمراني وخاصة في مراكز المدن والولايات. وقال إسماعيل بن يوسف بن علي البلوشي إن ما نراه ونسمع عنه عن مدى تأثر المخططات السكنية التي تقع بجانب الأفلاج أمر يثير الجدل بين شرائح المجتمع وله العديد من السلبيات على المواطنين لعل ابرزها وجود خدشات وفتحات عميقه بالقرب من المنازل الممتدة على الفلج وكذلك قد تؤدي الى غرق الاطفال الذين يلعبون بالقرب من فتحات الافلاج العميقة لذلك يجب أن يعيد المختصين بوزارة الاسكان النظر في توزيع تلك الاراضي والمخططات السكنية بالقرب من الافلاج باستشارة كبار السن واصحاب الراي والمشورة ومن لديهم المعرفة الجغرافية بالمكان المراد توزيعه، فضلا عن المسح الجغرافي عن طريق الاقمار الصناعية الذي لابد من دعمه بمعرفة إنسانية بشرية مستمرة لتجنب حدوث ذلك مستقبلا، خاصة أن الأحوال المناخية في البلد متقلبه ويجب أخذ ذلك بعين الاعتبار.

وعن ضرورة إيجاد مساحه للرعي وتنزه الأسر في القرى، قال البلوشي: إنه أمر ضروري جدا للحفاظ على توازن البيئة، شريطة أن تقوم الجهات المختصة كوزارة البلديات الاقليمية وموارد المياه بمتابعتها باستمرار وفرض غرامات على من تسول له نفسه المساس والعبث بتلك الامكان ووضع لوحات ارشاديه للتحذير، ضاربا المثل بإقدام بلدية السويق قبل سنوات على ترميم خور ضيان ووفرت له العديد من المظلات وجسر للمرور وبسبب عدم متابعة المسؤولين بالبلدية وعدم وجود لوحات للتنبيه ادى ذلك الى تكسير تلك المقتنيات الترفيهية وخسارة المشروع. لذلك فإن وجود مناطق للرعي والترفيه مطلب اساسي يساعد على خلق بيئة صحيه لطيفه شريطة تفعيل الأنظمة والقوانين للحفاظ على الممتلكات.

تعليق عبر الفيس بوك