المنتجات الحرفيّة العمانية تحقق انتشارًا واسعًا في مختلف الأسواق العالمية
هيئة الصناعات الحرفية تحرص على المشاركة في كافة المعارض والفعاليات الترويجية بقطر
العلاقات العمانية القطرية تتسم بالأخوية.. والتعاون المشترك يشمل مختلف المجالات الحرفية
المعارض القطريّة ميدان خصب لتسويق منتجاتنا لتنوع زوارها وتميزها بعناصر الديكور
حوار - راشد البلوشي
قالت معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية إنّه من المؤمل أن ينتهي العمل بمشروع كلية الأجيال حسب الخطة الزمنية الموضوعة لذلك وحال انتهاء الخطط والبرامج المصممة للكلية بما يتطابق مع الرؤية السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- سيبدأ العمل بها. وأضافت في حوار ينشر بالتزامن مع "الشرق" القطرية إنّ السلطنة يسعدها أن تقوم بدور ريادي لتعليم أبناء دول مجلس التعاون الخليجي الصناعات الحرفية التقليدية وأن تكون حاضنة لهذا القطاع في دول المجلس من خلال كلية الأجيال، مشيرة إلى أن تنفيذ ذلك يخضع للدراسة والتخطيط مستقبلا في المراحل المتقدمة من عمل الكلية.
كيف تقيمون العلاقات القطرية العمانية ومدى التعاون المشترك في مجال الصناعات الحرفية؟
تتسم العلاقات القطرية العمانية بالأخوية والود المتبادل في كل جوانب الحياة بما يؤكد أواصر الشراكة والتعاون. أمّا في الجانب الحرفي فمتانة علاقتنا تستمد قوتها من احتضان كل الدول الخليجيّة للعديد من المهن التقليدية والصناعات الحرفية التي تعكس جذور الثقافة والتاريخ المشترك لكل من هذه الدول والنسيج الذي يجمعها، فتشابه خصائص أنماط من البيئة العمانية الغنية بالتنوع التضاريسي (صحراوي، جبلي، بحري) مع البيئة القطرية والتي أسست بدورها وخلقت صناعات حرفية متداخلة فيما بين البلدين، لذلك فإن مجالات التعاون متميزة وفعالة لإظهار هذه الصناعات بالمستوى الذي يليق بها في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
شاركت الهيئة العامة للصناعات الحرفية في معارض بقطر، ماذا عن نتائجها؟ وكيف تقيّمون مستوى المعارض القطرية؟
تحرص الهيئة على المشاركة في المعارض التي تنظمها دولة قطر الشقيقة وهذه المشاركات تعد من أفضل ثمار التعاون القائم بين السلطنة وقطر في مجالات الشراكة الحرفية، فالهيئة دائما ما تسعى إلى تعزيز التعاون والعلاقات وتبادل الخبرات مع دول مجلس التعاون الشقيقة خصوصًا في ما يتعلق بالمجالات الحرفيّة والموروثات التقليدية، لذلك نحرص على المشاركة في هذه المعارض من خلال عرض المنتجات الحرفية العمانية في الصناعات المختلفة ومن خلال العروض الحية للصناعات للتعريف بالصناعات الحرفيّة العُمانية والمهن التقليدية للزوار عبر وسائط وتقنيات مبتكرة وعن طريق نخبة من الحرفيين المجيدين في مختلف أنواع الصناعات الحرفية حتى نقدم الصورة الشمولية للصناعات الحرفية في السلطنة كما نسعى إلى إبراز دور الهيئة وجهودها في المحافظة على الحرف العمانية وضمان استمرارها جيلا بعد جيلا وتطويرها بما يتناسب مع مقتضيات العصر والذوق العام دون الإخلال بأصالتها التي ترمز للهوية العمانية وثقافة المجتمع العماني وحضارته العريقة من خلال البرنامج المخصصة لذلك إلى جانب عرض تجربة الهيئة المؤسسية والمتمثلة في المشاريع الحرفية والتي تسهم في ضمان استمرارية الإنتاج الحرفي المطور على المستوى المحلي. كما أنّ المعارض القطرية ميدان خصب جدًا لإبراز أنشطتنا نظرًا لتنوّع زوارها ولآليات الجذب فيها من خلال عناصر التسويق والديكور وغيرها من العناصر الجاذبة.
وماذا عن مساعي الهيئة لإبراز منتجات أصحاب الصناعات الحرفية وحجم الدعم المقدم لهم؟
نواصل تقديم الدعم الحرفي للمشاريع بهدف تطوير الصناعات الحرفية في سلطنة عُمان حيث تسهم برامج الدعم والرعاية الحرفية في تحفيز الحرفيين إضافة إلى زيادة الإنتاج الحرفي وتشجيع الحرفيين على الاستمرارية في الحفاظ على المهن المتوارثة كما يعمل الدعم الحرفي على زيادة نمو المعدلات الاقتصادية والاجتماعية للقطاع الحرفي في السلطنة، كما أنّ رعاية الحرفيين تعزز من تحقيق مستويات من الكفاءة والإنتاجية الحرفية، ويتمثل الدعم المقدم للحرفيين من قبل الهيئة الهامة للصناعات الحرفية على دعم نقدي وتشغيلي إضافة إلى توزيع حقائب تدريبية وإنتاجية للحرفيين تتضمن على معدات وأدوات حديثة لمساندة عمليات الإنتاج، كما تشمل آليات الدعم على تدشين منافذ تسويقية داخلية وخارجية لتسويق منتجات أصحاب المشاريع الحرفية الاستثمارية وتشجيعهم على تطوير منتجاتهم لتنافس مختلف الأسواق، وشهد القطاع الحرفي العُماني تطور ملموس في التأهيل والتدريب بالإضافة إلى الإنتاج والتطوير، كما يشمل الدعم شراء منتجات حرفية متنوعة من الحرفيين أصحاب المشاريع الحرفية المنتجة.
وفي أي الأسواق نجحت الهيئة العامة للصناعات الحرفية في الترويج لمنتجات السلطنة؟
نقول وبكل فخر إنّ المنتجات الحرفية العمانية حازت على إعجاب دولي وإشادة واسعة بمستوى كفاءتها وجودتها وهذا ما لمسناه من خلال مشاركاتنا في المعارض الدولية والإقليمية في أنحاء العالم؛ لذلك نستطيع القول إن المنتجات العمانية وصلت إلى العديد من أقطار العالم ليس كحضور فقط ولكن كمنتج عالمي استطاع أن ينافس في المحافل الدولية وعلى أرقى الجوائز المعنية بالصناعات التقليدية والحرفية المقدمة من مجلس الحرف العالمي، ومن العديد من المنظمات الأخرى، وحصلت على مراكز متقدمة فيها، كما أننا شرعنا في تسجيل المنتجات الحرفية العمانية في المنظمات العالمية لضمان حماية الابتكارات والملكية الفكرية لأصحابها؛ وهذا بحد ذاته إثبات لوجود المنتج العماني على خارطة العالم.
وما هي الوجهات الدولية القادمة لمشاركة الهيئة بالمنتج العماني من الصناعات الحرفية؟
شاركت الهيئة في العديد من الاجتماعات والندوات والمهرجانات الدولية والإقليمية إضافة الى الفعاليات الثقافية والاجتماعية في كل من الإمارات وقطر وماليزيا والبرازيل وفرنسا وتركيا والمغرب، وذلك في إطار حرصنا لتحقيق التكامل في العمل الحرفي المشترك على المستوى الاقليمي والدولي ولتسليط الضوء على المنتج الحرفي العماني الذي يستحق التواجد الدائم في مختلف المحافل والمهرجانات والفعاليات الدولية نظرًا لمستوى الابتكار والجودة فيها ولقيمتها النفعية والجمالية، لذلك نحرص وبشكل دائم التواجد في معظم الأنشطة والمحافل الدولية لإبراز المنتج الحرفي العماني وتسويقه بما يتلاءم مع جودته.
ومتى ينتهي العمل في إنشاء كلية الأجيال؟
من المؤمل أن ينتهي حسب الخطة الزمنية الموضوعة لذلك وحال انتهاء الخطط والبرامج المصممة للكليّة وبعد انتهاء كافة اللجان من أعمالها بما يتطابق مع الرؤية السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه-.
وهل هناك توجه لاستقبال طلبة من دول مجلس التعاون للدراسة في كلية الأجيال؟
يسعدنا ويشرفنا أن تقوم السلطنة بهذا الدور الريادي في تعليم أبناء دول مجلس التعاون الخليجي الصناعات الحرفية والحرف التقليدية وأن تكون حاضنة هذا القطاع في دول المجلس وهذه من الأمور التي سيتم دراستها والتخطيط لها مستقبلا وفي المراحل المتقدمة للكلية بإذن الله بعد مناقشة ودراسة كافة جوانب الموضوع ووضع الأساس الصحيح والهادف لها، أمّا في المرحلة الأوليّة فسيكون توجه الكلية محلياً بما يضمن استيعاب واستقطاب كافة الطاقات والكوادر الحرفية المجيدة حتى يتم ترسيخ الصناعات الحرفية العمانية وتثبيتها والمحافظة عليها وعلى هويّتها وخصائصها المتفردة والمتميّزة.
