دار الأوبرا السلطانية تستضيف عرضا لأسطورة الجاز الأمريكي آل جارو.. 24 أبريل

احتفالا باليوم العالمي لموسيقى الجاز

الرُّؤية - شريف صلاح

تصوير/ راشد الكندي

قال أمبيرتو فاني المدير العام لدار الأوبرا السلطانية مسقط، إن معدل مبيعات الدار خلال الموسوم الحالي جيدة جدا، وتكاد تتساوى مع مبيعات الدار خلال الموسم الماضي للفترة نفسها. مشيرا إلى أن الدار شهدت تزايداً في أعداد الجمهور العُماني، لمشاهدة البرامج العربية أو غير العربية، لافتا إلى أن أسعار التذاكر المخفضة لم تطرأ عليها أي زيادة؛ مع العمل على تحسين خدمات باستمرار.. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد أمس بدار الأوبرا السلطانية؛ للإعلان عن إضافة عرض جديد للموسم الحالي وهو أسطورة الجاز الامريكي آل جارو، ويعرض يوم 24 أبريل في السابعة والنصف مساء.

وكانت دار الأوبرا السلطانية قد استهدفت في برنامجها الأصلي الاحتفاء باليوم العالمي للجاز الذي اعتمدته منظمة اليونسكو في 30 أبريل من كل عام، وذلك باستضافة الفنانة الكبيرة ناتالي كول، التي كانت حفلتها مقررة في يوم الاحتفال باليوم العالمي لموسيقى الجاز، إلا أن الحفلة ألغيت بسبب وفاة المغنية قبل عدة أشهر.

وموسيقى الجاز لونا من أنواع الغناء والعزف ذي الطابع شبه الارتجالي، ويسميه البعض العزف الانتقائي، كونه يعتمد على نحو كبير على إحساس الفنان لحظة العزف. وتبلورت موسيقى الجاز على نحو واضح في ولاية نيو أورلينز الأمريكية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. وربط هذا اللون الموسيقى بين الموروث الموسيقي للأمريكيين الأفارقة، وبين الموسيقى الأوروبية وآلاتها، مستمدا روحه من صنوف متداخلة من التعبير الموسيقي مثل (البلوز) وموسيقى (الفولك) و(الهيلي-بيلي). والارتجال هو محور موسيقى الجاز، لاسيما مع آلات النفخ. وتمكن هذا اللون الموسيقى أن يتحول خلال عقود بسيطة إلى واحد من أكثر ألوان الموسيقى رواجا في كافة أنحاء المعمورة. لكل تلك الأسباب مجتمعة احتفت منظمة اليونسكو بموسيقى الجاز وحددت له يوما عالميا للاحتفاء به. ومشاركة من دار الأوبرا السلطانية للعالم في الاحتفاء بيوم الجاز العالمي، تأتي حفلة الفنان الأمريكي المجدد في موسيقى الجاز (آل جارو) بعد جهد كبير بهدف عدم تفويت الاحتفاء بهذه المناسبة الموسيقية العالمية.

ويعتبر "آل جارو" ثاني موسيقي في العالم يحظى بجائزة جرامي في ثلاثة فروع مختلفة (الأول كان مايكل جاكسون). نال (آل جارو) الجائزة عن موسيقى الجاز، والبوب، والإيقاع والبلوز. تتصف موسيقى (آل جارو) باستقائها جذورها من أناشيد الجوسبل وجذور الموسيقى الأفريقية-الأمريكية. وتمتد تجربة (آل جارو) الموسيقية على مدار خمسة عقود من الزمن، طاف فيها معظم بلدان العالم بموسيقاه المفعمة بالحيوية.

وأتقن آل جارو أداءه الغنائي ليصبح فناناً بارزاً فقد بدأ الغناء في الرابعة من عمره وبحلول أواخر ستينيات القرن الماضي أدرك في قرارة نفسه أن الغناء سيكون محور حياته وفي عام 1975 بدأت المؤسسات المهتمة برصد المواهب بمتابعة أعماله ووقع عقداً لتسجيل أغنياته إذ حقق ألبومه الأول (وي جوت باي) نجاحاً واسع النطاق، وحظي بإشادة وتقدير من النقاد. وأطلقت عليه صحيفة شيكاغو تريبيون لقب صوت التنوع وسمته ديترويت نيوز أحد أعظم موارد العالم الطبيعية. وبعد أكثر من 30 عاماً ما يزال آل جارو واحداً من أكثر الرجال المجتهدين في عالم الفن، وهو بلا شك أحد أعظم الفنانين والمطربين المبدعين الذين عرفوا في عالم الموسيقى وقد وصفته مجلة تايم بأنه أعظم فنان جاز على قيد الحياة.

زمن المنتظر أن تكون حفلة (آل جارو) بدار الأوبرا السلطانية مسقط ليلة لا تنسى، ليس فقط لمحبي موسيقى الجاز، ولكن لكافة عشاق الموسيقى بأنواعها. وقد وضع الناقد الأمريكي دان هِكمان الكاتب بصحيفة نيويورك تايمز (آل جارو) في مصاف عمالقة الموسيقى والغناء عبر التاريخ، أمثال فرانك سيناترا و نات كينج كول و بن كروسبي، وذلك بسبب شخصيته الكارزيمية وصوته الآسر. وتقام حفلة (آل جارو) لليلة واحدة، يوم الأحد 24 إبريل، في السابعة والنصف مساء.

ومن المنتظر أن تقدم فرقة "نار الأناضول" التركية العرض الأسطوري الراقص "طروادة" يومي الخميس 31 مارس والجمعة 1 أبريل؛ حيث يستمتع الحضور بالعرض على مدى حوالي ساعتين بروائع فنية ومسرحية حوّلت "طروادة" من ملحمة للحرب والقتال إلى رسالة سلام وحوار بين الحضارات، لتصطحب الجمهور في رحلة موسيقية راقصة مليئة بالحركات المفعمة بالأمل، والتي أداها عدد من أمهر الراقصين الأتراك.

وتأسست فرقة (نار الأناضول) في عام 2002، وحصلت عروضها على نجاح كبير في جميع أنحاء العالم لما تقدمه من عرض متناسق على المسرح، لا سيما التفاهـم والتفاعل العالي ما بين أفراد الفرقة الذي يضفي نكهة جميلة وصادقة على العروض لإيصالها للجمهور بشكل سريع وواضح. وأكد أمبيرتو فاني المدير العام لدار الأوبرا السلطانية مسقط أهمية العرض.. قائلا: إن ملحمة طروادة قديمة قدم القصص المذكورة في الكتاب المقدس، كما وتدين الحضارة الغربية في إرثها الثقافي لأسطورة طروادة ولا شيء سواها. وأعاد شاعر أناضولي إلى الذاكرة الإنسانية هذه القصة، التي يُعتقد أن أحداثها دارت في عام 1180 قبل الميلاد، واستمدت هذه القصة، التي دوّنها هوميروس المولود في إزمير في كتابيه الخالدين الإلياذة والأوديسا، مكانتها من بين أشهر المؤلفات على مستوى العالم، ومن هنا، فإن منزلتها المهمة والمؤثرة تضاهي جميع الكتب المقدسة، وقد تحولت طروادة إلى مغامرة غامضة أثارت دوافع المعرفة وحب الاستطلاع لدى كتّاب التاريخ من جميع الأمم وعلى مرّ الأزمان.. ونرحب بهذا الإنتاج الفني التاريخي الخالد بعد ثلاثة آلاف عام، ومن خلال عرضهم بدار الأوبرا والتراث لهذا العمل سينتقل من وطنه الأم إلى الجمهور في السلطنة من كافة الجنسيات، ويبقى أن الزمان في طروادة، المكان في طروادة، الحب والخلود في طروادة.

وتنتمي هذه الرواية الأسطورية إلى عصور ما قبل التاريخ.. حيث خرجت من فم شاعر أعمى من إزمير. حيث روى الشاعر الكبير هوميروس قصة المدينة الأناضولية المهيبة، طروادة: حكاياتها الخالدة في الحب وحروبها الأبدية وجيوشها في صراعات لا تهدأ. تحدّث عن كيفية تدخل الآلهة في مصائر الناس، هذه الآلهة التي تجلب النحس للمدينة حيث كان يُعتبر السلام القيمة الأثمن. هذا المصير هو نفسه قبل ثلاثة آلاف عام ولم يتغير ولو قليلا عما هي عليه الحال في عصرنا الراهن.

تعليق عبر الفيس بوك