الخليليّ يُصدر "النفحات النَّبويّة" في تخميس الهمزيّة

الرؤية- خاص

على الرغم من كثرة فرائده الشعرية، وشيوع، وذيوع غرائده الإبداعية؛ - إلا أنّ الاستمساك بأمانة الكلمة، والقبض على جمر المباديء، والنظر إلى التاريخ والمأثور من إبداع الأقدمين بعين التقديس، والسير إلى المستقبل بعين اليقين، تحت راية -القادم أجمل بإذن الله- تَجَاسَرَ الشيخ محمد بن عبد الله بن علي الخليليّ غير هيّاب في الدفع بإصداره الأول تحت عنوان: "النَّفَحَات النَّبَويِّة في تَخْمِيسِ الهَمْزيِّة".

أمّا عن أسباب تخميس الشيخ محمد بن عبد الله الخليليّ قصيدة الهمزية للإمام البوصيريّ الموسومة بـ(الكواكب الدرية في مدح خير البَريّة)، والتي بلغ مجموع أبياتها 400 بيتٍ شعريّ، فيقول: (حُبًّ لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وبرًّ والدِي -رحمه الله- الذي حاول تخميسها وأنجز منها 40 بيتًا فقط، ولكن شدة مرضه حالت دون إكمالها.

ثم أقدمَ الشيخ محمد بن عبد الله الخليلي على خوض غمار تجربة تخميسها؛ لأسباب عديدة، ذكر منها؛ أولا: أنه رأها فرصة سانحة للتعلّم - وإن لم يستطع السير على منوالها-، وثانيها استخارته الله تعالى وعزمه على إكمال ما بدأه والده أمير البيان وصلًا للبرّ به. فبدأ بالبيت 41 من حيث انتهى والده؛ لكنّ أخاه عبد الملك الخليليّ اقترح عليه أن يبدأ من أول همزية البوصيريّ، ويترك ما بدأ به والده – رحمه الله – فاستحسن الرأي لسببين: الأول أنّ تخميس الوالد كان مسوّدةً لم يراجعها ولم ينقّحها قبل أن تُوافيه المنيّة، والثاني أن أمير البيان لم ينجز غير أربعين بيتًا منها.

فلم أن عزم الشيخ محمد بن عبد الله الخليليّ الأمر بعد أن توكّل على ربّ الأسباب، ورمى بنفسه في بحرها، وأتى على همزية البوصيري تخميسًا في ستة أشهرٍ متتالية؛ يتخطى العقبات، ويجدّ السير مأخوذًا بشغف الإنجاز، ونشوة الوصول إلى الهدف.

ومن الأدب الجمّ للشيخ محمد بن عبد الله الخليلي اعترافه بذوي الفضل الذين آذروه وشجعوه على تخميس هزية البوصيريّ؛ فذكر لنا حماسة الدكتور محمود السليميّ الذي أوصاه بأن يبدأ التخميس من حيث انتهى والده، وأشاد بدور الشيخ الدكتور حسن بن خلف الرياميّ، الذي عكف على مراجعتها بيتًا بعد آخر سدًّا للخلل، وجبرًا للكسر.

وفي الختام يرجو الشيخ محمد بن عبد الله الخليلي أن يكون تخميس همزية البوصيري سببًا في نيله رضا الله – عزَّ وجلَّ وشفاعة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وتبركًّا بمحبة الرسول وآل بيته، واستدرارًا لِمَنِّ الله وعطائه ورضاه – جلّ جلاله- معطوفًا بتقديم متعة للقاريء العربي والمسلم أينما كان.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z