مسقط- الرؤية
احتضنت دار الأوبرا السلطانية مسقط مسرح باليه وأوركسترا "أوبرا أستانا" يومي الخميس والجمعة، حيث قدّموا عرض باليه "كوبيليا" الذي شكّل تجربة كلاسيكية مشرقة ومبهرة ومُمتعة، وذلك بقيادة المايسترو روسلان بايمورزين.
وازداد العرض جمالًا بالرقصات الجميلة التي صمّمها الفرنسي الشهير رولان بيتي، والتي أضفت بهاءً خاصًا على عرض الباليه الكلاسيكي الوحيد المُدرج ضمن برامج الموسم الحالي (٢٠٢٥- ٢٠٢٦). ولقد ساد العرض المرح والجمال، ووجد الجمهور في باليه "كوبيليا" كل ما هو مدهش، وممتع، ومليء بالسحر والألوان والشخصيات الآسرة التي كشفت عن عالم مفعم بقصص الحب والأحداث الغامضة غير المتوقّعة، ضمن نوع نادر من الكوميديا في فن الباليه حيث السحر والتحولات والمغامرات والألحان المحببة منذ الطفولة، من خلال رقصات كانت نابضة بالتنوع والجمال، مما منح الجمهور تجربة لا تُنسى.
واستلهم العرض أحداثه من الرواية القصيرة للكاتب الرومانسي الشهير إيرنست ثيودور أماديوس هوفمان، والتي روت قصة شاب وقع في حب دمية ميكانيكية صنعها صانع الألعاب كوبيليوس، غير أن مؤلفي الباليه حوّلوا هذا الطابع الغامض المظلم في هوفمان إلى عمل كوميدي، روى خلافًا بسيطًا ثم مصالحة جميلة بين عاشقين.
وعُرِض باليه كوبيليا لأول مرة على موسيقى ليو ديليب، من تصميم أرثر سان ليون، على خشبة مسرح الأوبرا الملكية في ٢٥ مايو ١٨٧٠م، واليوم، تُدرِج العديد من دور الأوبرا حول العالم هذا العمل الكلاسيكي ضمن ذخيرة أعمالها بوصفه إحدى روائع فن الباليه.
وكانت قصة الحب والخداع، قد ألهمت العديد من مصممي الرقص، ومنهم العظيم رولان بيتي، ففي عام ١٩٧٥م، قدّم بيتي نسخته من كوبيليا لدى فرقة الباليه الوطنية في مرسيليا، وأثارت في البداية استياء عشاق الباليه لمزجها الرقص الأكاديمي بمشاهد استعراضية مرحة، وفي كوبيليا، ظهرت المؤديات بزي التوتو الكلاسيكي وهن يُؤدّين إلى جانب الخطوات التقليدية حركات من رقصة التويست التي كانت شديدة الشعبية آنذاك.
وانتقل هذا العرض إلى خشبة دار أوبرا أستانا على يد لويجي بونينو، المساعد الدائم لرولان بيتي، الذي قدّم دور كوبيليوس في العرض الأول، بينما استمر رولان بيتي في أداء هذا الدور حتى بلغ الثالثة والسبعين من عمره.
