التصدي للإرهاب بتنسيق الجهود الدولية

الهجمات الإرهابية التي استهدفتْ مطار بروكسل ومحطة لقطارات المترو بالعاصمة البلجيكية، أمس، تُؤكِّد على تنامي خطر الإرهاب، وأنْ لا دولة في العالم بمنأى عن هذا الخطر؛ الأمر الذي يُحتِّم تبنِّي جَهْد دولي للتصدي لهذه الآفة التي تزهق أرواح الأبرياء وتهدِّد الأمن والسلم الدوليين؛ حيث إنَّ غياب الجهود المتناسقة للمجتمع الدولي للتصدي للإرهاب من شأنه الإسهام في تمدد ضرره على المزيد من الأبرياء الآمنين.

فالإرهاب -وكما هو معروف- لا دين له، وأنَّ من يقومون بالعمليات الإرهابية واقتراف هذه الجرائم النكراء يُخالف كافة الأعراف الإنسانية والتعاليم الدينية، ويتعارض مع جميع الأديان.. فتفجيرات بروكسل، وقبلها تفجيرات باريس...وغيرهما من أعمال إرهابية، جرائم بشعة تتنافى مع المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية.

ومخطئ من يُحاول الرَّبط بين هذه الأعمال والإسلام؛ لأنَّ من يُقدمون على اقتراف هذه الجرائم النكراء يحملون فهمًا خاطئا للإسلام، دين الرحمة والتسامح والوئام والسلام، والذي ترفض تعاليمه السمحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله. فالإسلام بريء مما يُحاول البعض إلصاقه به من تُهم التطرُّف والتشدد، وأنَّ المعركة ضد الإرهاب بقدر ما تتطلَّب تكاتفَ الجميع لإلحاق الهزيمة به، تتطلَّب كذلك الإدراك الواعي لحقيقة أنَّه غير مُقتصر على عرق أو عقيدة، بل هناك -وفي كل دين وعرق- من يعتنقون أفكار الإرهاب الضالة، ويهددون سلامة الناس وأمنهم في مختلف أنحاء العالم.

... إنَّ مُقتضيات العدل والإنصاف لتتطلب من الدول الأوروبية، عدم تعميم النظرة السلبية تجاه من يعيش بأراضيها من المسلمين على خلفية مثل هذه الأعمال الإرهابية؛ لأن من يتبنون مثل هذه الأعمال يستهدفون الجميع بمن فيهم المسلمون؛ لذا ينبغي التمييز بين من يقومون بأعمال الإرهاب ومن يتضررون منها، وعدم الانسياق وراء الأصوات المتطرفة من الأوروبيين التي تستغل مثل هذه الأحداث لتستثير المشاعر المعادية للمسلمين والعرب في أوروبا والغرب.

تعليق عبر الفيس بوك