المستشفى السلطاني ينظم حلقة عمل حول "النهج متعدد التخصصات لعلاج الألم" بمشاركة 17 كادرًا طبيًا

مسقط - صالح البلوشي

تصوير/ خميس السعيدي

نظم المستشفى السلطاني ممثلا في قسم التخدير أمس حلقة عمل حول "النهج متعدد التخصصات لعلاج الألم" بحضور الدكتور ماهر بن جعفر البحراني مدير العام المساعد للشؤون الطبية المساعدة بالمستشفى السلطاني، وبحضور عدد من الأطباء والممرضين وإخصائي العلاج الطبيعي، ومشاركة 17 من الكوادر الطبية العاملة بالمستشفى السلطاني ومختلف التخصصات الطبية من مختلف المؤسسات الصحية بمحافظات السلطنة، وذلك بفندق كراون بلازا بالقرم. وهدفت الحلقة إلى معرفة طب علاج الألم، وزيادة وعي العاملين في الحقل الصحي وإعلامهم بمضمون طب علاج الألم، ومعرفة مدى اهتمام الناس بطب علاج الألم.

وألقى الدكتور ماهر البحراني كلمة رحب فيها بالحضور والمشاركين، وعرّف بأنواع الألم ومنها الألم المزمن، والألم الناتج من مضاعفات السرطان وغيرها. وأشار إلى أسباب حدوث الألم سواء بسبب الجراحة أو التعرض لحادث أو تلف الأعصاب أو بسبب بعض الأمراض كالسكري وغيرها، كما أشار إلى أنه بإمكان الألم أن يكون بدون سبب واضح وظاهر.

وتطرق البحراني إلى التطور الذي حدث في علاج الألم من أدوية وتقنيات حديثة. ونوه بأنّ المؤتمر يسلط الضوء على أحدث المستجدات والتطور الحاصل في علاج الألم وأنّ ذلك لا يعتمد على تخصص واحد وإنّما عدة تخصصات متكاملة؛ ولهذا فإنّ المستشفى السلطاني من أوائل المستشفيات التي استحدثت لجنة من عدة تخصصات في عام 1998 لعلاج الألم، وتمّ تكوين فريق عمل لعلاج الآلام في المستشفى في المستشفى برئاسى الدكتور أتما براسانا الذي عمل دورات تدريبية للممرضين والأطباء ليس فقط لكوادر المستشفى السلطاني وإنّما لكل المستشفيات المرجعية في المحافظات المختلفة؛ وذلك لزيادة الوعي والتعليم المستمر لهذا التخصص المهم، كما وفّرت الوزارة الأدوية اللازمة والمعدات الطبيّة لكل المستشفيات المرجعيّة لعلاج الآلام الحادة الناتجة بعد الجراحة أو الأمراض الأنيميا المنجلية وغيرها. وأضاف البحراني أنّ المؤتمر يسلط الضوء على أنواع العلاجات المتوفّرة في المستشفى السلطاني لعلاج الآلام المزمنة.

وألقت الدكتورة سلامة الحارثي من المستشفى السلطاني محاضرة أكّدت فيها أنّ علاج الآلام المزمنة يعتمد على التعاون المشترك بين عدة تخصصات واستخدام وسائل مختلفة منها على سبيل المثال: الأدوية، والدعم النفسي، والعلاج الطبيعي، وغيرها وأوضحت أنّه من الضروري التقييم الدقيق للمريض والتوصل إلى التشخيص الصحيح بعد ذلك يتم اختيار المريض المناسب للعلاج التدخلي.

وأشارت الحارثية إلى أنّ فريق علاج الآلام في المستشفى السلطاني يقيم المرضى من مختلف محافظات السلطنة في عيادة علاج الآلام في أيام الإثنين وأمّا العلاج التدخلي فيتم أيام الأحد والثلاثاء.

وألقت الدكتورة هيا بنت سالم الحرملية طبية تخدير من مستشفى النهضة محاضرة عن أهمية متابعة الألم بعد العمليات الجراحية والدور الحيوي في مراقبة المرضى وعلاج الألم وتفادي الأعراض والمضاعفات التي قد تنتج عن عدم السيطرة على الألم الحاد بعد الجراحة. وتطرقت الحرملية في محاضرتها إلى الطرق الحديثة لعلاج الألم والأجهزة المتاحة لدى فريق طب الألم وأهميّة مناقشة المريض والأهل والطاقم الطبي في خطة العلاج والنصائح قبل الخروج من المستشفى والتعريف بالأعراض الجانبية للأدوية التي قد تصيب المرضى بعد خروجهم من المستشفى.

وألقى الدكتور فيصل بن خلفان البلوشي طبيب تخصص في المجلس العماني للاختصاصات الطبية محاضرة قام فيها بشرح كيفية حصول الألم بأنواعه المختلفة وانتقاله عبر خلايا الأعصاب بالجسم وآلية تفسيره في الدماغ. كما شرح البلوشي بعض النظريات الحديثة التي تفسر حدوث الآلام وكيفية علاجها وأحدث أنواع الأدوية المستخدمة في علاج الآلام وآلية عملها.

وألقى الصيدلي محمد بن سعيد اللمكي صيدلي أول في المركز الوطني للأورام وسرطانات الدم بالمستشفى السلطاني محاضرة أوضح فيها أنّ ظاهرة الشعور بالألم هي متلازمة قد يواجهها كل منا بشكل ملحوظ في حياتنا اليومية، وأكد على أهمية التعاون والاحترام مع المرضى باعتبارها عوامل ضرورية من أجل رفع حالتهم النفسية وقدرتهم على التخلص من الآلام.

وأشار اللمكي إلى أهميّة توجيه المرضى إلى الطرق العلاجية الصحيحة والاستخدام الدوائي الآمن والمتابعة المستمرة مع الأطباء المعالجين والصيادلة المختصين بما يتعلق بأخذ الجرعات العلاجية، وعدم التهاون في المراجعات العلاجية وفقا للجداول الموضوعة لهم، وفي نهاية المحاضرة نصح اللمكي مرضى الألم بضرورة إعلام الأطباء والصيادلة بالمستجدات في حالتهم المرضية وتجنب الإدمان في أخذ جرعات الأدوية مثل مسكنات الآلام نظرا لآثارها الجانبية وخطورتها إذا تجاوزت الجرعات المقررة.
وقدمت د.أميرة بنت عبدالمحسن بن صالح الرعيدان رئيسة قسم الصحة النفسية بدائرة الأمراض غير المعدية بديوان عام وزارة الصحة، وطبيبة نفسية بعيادة الإدمان في مستشفى المسرة ورقة عمل جاء فيها إنّ التغيرات النفسية والسيكولوجية المصاحبة لحالات الآلام المزمنة الناجمة من الأمراض المستعصية كمرض السرطان، أمراض الدم الوراثية، مرض السكري، أمراض القلب وضغط الدم.. وغيرها. واستعرضت أهم الأمراض النفسيّة المصاحبة لمثل هذه الحالات مثل القلق النفسي والاكتئاب التفاعلي. وأوضحت أهميّة دور الإخصائي النفسي في تقديم حزمة من استراتيجات الإدراك المعرفي مثل العلاج المعرفي السلوكي، التأمل، جلسات التنفس العميق، الاسترخاء.. إلخ، لتشجيع المريض على تقبل مرضه المزمن والتكيف معه من خلال تفعيل حلقة التغيير لتغيير المعتقدات والأفكار السلبية إلى أفكار وسلوكيات إيجابية نحو تقدير الذات وأتباع أنماط الحياة الصحيحة من خلال الاهتمام بالتغذية السليمة، ممارسة الرياضة لحياة صحية أفضل. واختتمت د.أميرة ورقة العمل بعرض تطبيقي مع المشاركين لتمرين التنفس الاسترخائي.

تعليق عبر الفيس بوك