"إذا خسرنا الحرب.. لا غرابة"..!

المعتصم البوسعيدي

"السر في مأساتنا.. صراخنا أضخم من أصواتنا.."هكذا يصف نزار قباني سر الخسارة في "استدعاء نكسة 1967م"، وربما إذا ما وقفنا على كل ما نخسره اليوم كأمة إسلامية أو عربية سنجد ذات السبب "خلاصة القضية.. توجز في عبارة.. لقد لبسنا قشرة الحضارة"!!

كرة الطائرة تحلق من صحم لكنّها تسقط أيضًا !! وإذا ما عُدنا للذاكرة سنجد طائرة عُمانية كانت تحمل الفرح؛ حين أوجدنا لأنفسنا بصمة تنافسية خاصة في طائرة الشواطئ، نحن ـ دائمًا ـ نتوقف عند مرحلة ثم نعود لنقطة الصفر مرة أخرى، الحلقات التي تنتقل فيها رياضاتنا من جيل إلى جيل تفتقد كثيرًا "للرابط" الذي يجعل منها سلسلة متواصلة، فتشت عن السبب؛ وأحسب "المال" سببًا أولا وكل ما بعده امتداد له، نعم أدرك أنّ المال تديره العقول قبل كل شيء، لكن العالم اليوم أصبح ذا إغراءات كبيرة ومتطلبات أكبر وما لم نُشّرع الأموال في استثمار الرياضة؛ سنخسر الأمرين!! وقبل أن يجرني الحديث لموضوع آخر، أرى أنّ الاهتمام "الصحماوي" بهذه البطولة يشكل بارقة أمل؛ لقد زرعوا في أنفسهم التحدي، وسارعوا بالتواصل مع الجميع، أعجبني اجتهادهم ومحبة الظهور الجميل، وجارهم يشكل قوة معهم؛ فصحار بجماهيره الجميلة يلون فرح اللقاء الخليجي، وعسى أن يتحصل على مركز بين الكبار، وإن كنت أظن أن "الذهب" المطلب وما سواه خسارة ولا غرابة؛ فقد "جافينا" طموح المشاركة والاحتكاك من زمن بعيد!!

من جانب آخر أعلنت قائمة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم من المدرب الجديد "لوبيز كارو" والتي ستواجه منتخبي "غوام وإيران" برسم التصفيات المزدوجة، القائمة لن ترضي الجميع على كل حال، لكن ما يثير "الدهشة" كمية "الاتهامات والتهكم والابتعاد عن النقد الفني والموضوعي في آن، ومحاولة الانتقاص من الآخر سواء مدرب أو لاعب أو إداري، نعيش "فوضى" الانتماء "والريبة" حول كل ما لا يتفق مع المعتقد، نصل لخسارة قيمنا ولا غرابة؛ "لأننا ندخلها بكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابة.. بالعنتريات التي ما قتلتْ ذبابةْ"، المدرب كان صريحًا حين قال إنه لابد أن يغامر، نختلف معه أم نتفق الحكم كما يقال "بعد التداول" !!

عُمان للإبحار يتأهب لانطلاق افتتاح موسم سباقات الاكستريم هنا في مسقط، والمرشح الأبرز قارب "الطيران العُماني" الذي سيكون من ضمن طاقمه البحار العُماني "ناصر المعشري" المتوج العام المنصرم مع فريق "الموج مسقط" باللقب، أجزم أننا "مقصرين" لإظهار هذا البطل العُماني "العصامي"؛ فمسيرته حافلة بتطوير الذات وبالعمل المؤسسي الكبير، وشخصيًا سأبقى أردد دائمًا عن العمل الرائع والمدهش لعُمان للإبحار، وأتوقع أن الوقت حان لتوجيه بوصلة الإعلام للرياضات الأخرى، أن تتجه لناصر المعشري وغيره في هذا المشروع الطموح الذي يعكس حرفية عالية على أكثر من صعيد ليس أوله "التتويج الأكثر نجاحًا في سلسلة سباقات الإكستريم الشراعية وليس آخره وجود السلطنة على خارطة العالم "كمحطة أساسية في جدول السباقات" علاوة على الواجهة الترويجية للسياحة والجاذبة للاستثمار الذي يقوم به المشروع، إضافة إلى حاجة الناشئة في عُمان لقدوة في الرياضة، والبحر لغة عُمانية تُترجم قيمة الزمان والمكان والإنسان، لذلك عذرًا يا "قباني" إذا كسبنا المعركة، فلا غرابة؛ فعنترياتنا ليست "بمنطق الربابة"، وبحرنا لا زلنا نُبحِر فيه بالمهابة، وعسى أن تتواصل الإنجازات ونشاهد قاربا عُمانيا متوجا ببطولة عالمية يقوده طاقم عُماني خالص.

تعليق عبر الفيس بوك