عسكريون روس وأمريكيون يبحثون غدا الهدنة في سوريا.. وألمانيا تطالب بمنطقة حظر جوي

قافلة مساعدات إنسانية تدخل ضاحية محاصرة في دمشق

عواصم - الوكالات

نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن الخارجية الروسية قولها أمس إن مسؤولين من الجيشين الروسي والأمريكي سيشاركون غدا في أول اجتماع لمجموعة عمل لمناقشة تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا.

وأضاف جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن فرض منطقة حظر طيران في سوريا مستحيل دون موافقة الحكومة السورية والأمم المتحدة. ونقلت الوكالة عن جاتيلوف قوله "تنفيذ الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في ميونيخ بشأن حل سلمي في سوريا بدأ بالفعل." وعندما طلب منه التعليق على اقتراح ألماني بفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا رد بقوله "لا يمكن أن يُتخذ أي قرار بفرض مناطق حظر جوي دون موافقة الدولة المضيفة وقرار من مجلس الأمن الدولي."

ومن جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الوضع في سوريا "غير مقبول" وجددت دعوتها لفرض منطقة حظر جوي لحماية المدنيين. وأضافت في كلمة أمام مجلس النواب الألماني (البوندستاج) "لا يزال الوضع الراهن غير مقبول وسيكون من المفيد فرض منطقة حظر جوي في سوريا لا يستطيع أحد تنفيذ ضربات جوية فيها." وقالت إنّ الاتفاق على منطقة حظر جوي بين القوات الحكومية وجماعات المعارضة سينقذ أرواحًا ويساعد في دفع العملية السياسية في سوريا.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إن أنقرة لا تنوي وقف قصف وحدات حماية الشعب الكردية السورية ردا على إطلاق النار عبر الحدود وأضاف أن على الولايات المتحدة أن تقرر ما إذا كانت تريد مساندة تركيا أم المقاتلين الأكراد.

وأغضب تركيا تقدم المقاتلين السوريين الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة وانتهزوا فرصة الضربات الجوية التي تشنها روسيا في المنطقة للسيطرة على أراض قريبة من الحدود التركية. وتقصف تركيا مواقع وحدات حماية الشعب منذ أيام وتعتبرها منظمة إرهابية.

وقال أردوغان في خطاب نقله التلفزيون على الهواء "قواعد الاشتباك قد تكون الرد على هجوم مسلح ضد بلادنا لكن غدا يمكن توسيع هذه القواعد لتغطي مخاطر أخرى."

وأضاف "يجب ألا يشك أحد في هذا. لن نسمح بإقامة (قنديل) جديدة على حدودنا الجنوبية" في إشارة إلى جبال قنديل في شمال العراق التي يتمركز فيها حزب العمال الكردستاني المحظور. وقال إن تجاهل الصلة بين الأكراد السوريين وحزب العمال الكردستاني المحظور هو "عمل عدائي".

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن قافلة تضم 35 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية دخلت يوم الأربعاء منطقة معضمية الشام المحاصرة بضواحي دمشق.

وقال الهلال الأحمر العربي السوري في وقت سابق إن ما لا يقل عن 100 شاحنة مساعدات تستعد للانطلاق من دمشق إلى مناطق محاصرة في أحدث عمليات لتوصيل مساعدات إلى سكان محاصرين.

وميدانيا، أثار ما حققه المقاتلون الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة من تقدم سريع في شمال سوريا بالاستفادة من غارات القصف الجوي الروسي للسيطرة على مناطق قرب الحدود التركية حنق أنقرة وهدد بدق إسفين بين أعضاء حلف شمال الأطلسي. وترى واشنطن في حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب أفضل فرصة متاحة لها في المعركة مع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وأدى هذا إلى انزعاج تركيا عضو حلف شمال الأطلسي التي تعتبر هذه الجماعة إرهابية وتخشى أن تثير مزيدا من القلاقل بين الأقلية الكردية في تركيا نفسها. وفي الأسابيع الأخيرة أحدث القصف الروسي تحولا في الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ خمس سنوات وحول الزخم بشكل حاسم لصالح الرئيس السوري بشار الأسد حليف موسكو.

وأصبح الجيش السوري على مسافة 25 كيلومترا فقط من الحدود التركية ويقول إنه يهدف لإغلاقها بالكامل ليقطع بذلك شريان الحياة الرئيسي الممتد إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة واستعاد مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية قبل الحرب. وفي الوقت نفسه استغلت وحدات حماية الشعب الوضع واستولت على أراض من جماعات معارضة أخرى في المنطقة.

وتقول واشنطن إنها لا تعتقد أن الأكراد ينسقون تنسيقا مباشرا مع موسكو. غير أن تقدم وحدات حماية الشعب قد يمثل ضربة محكمة من جانب روسيا التي قد تستفيد من أي خلاف بين تركيا والولايات المتحدة العضوين في حلف شمال الأطلسي.

تعليق عبر الفيس بوك