صراع الكالتشيو .. والمُدن الحالمة

حسين الغافري

سيكون عنصر التشويق سمة بارزة في صراع التتويج باللقب الإيطالي هذا الموسم. قطبا الصراع أصبحا أكثر وضوحاً عما مضى. يوفنتوس بدأ شيئاً فشيئاً استعادة كبريائه وقوته التي عرفته وتعرفه بها كل إيطاليا. أما نابولي فحلم التتويج بدأ يدغدغ تلك المدينة الساحلية في الجنوب الإيطالي والتي لازلت تتذكر نجمها ومعشوقها الأول الأرجنتيني مارادونا. هذه المرة أيضاً حُلمها بقيادة أرجنتيني آخر ولكن بإمكانيات مختلفة وبشخصية مختلفة وقدرات غير تلك الاستثنائية التي كان يملكها دييغو. هيغواين انفجر هذا الموسم وأصبح مُرعباً جداً أمام المرمى ولعل خروج الفريق من دور قبل المجموعات كان إيجابيا من أجل التركيز على البطولة المحلية بشكل تام.

قطبا مدينة ميلان في تضارب بالمستويات في الفترة الماضية. إنتر حقق نتائج باهرة في الدور الأول من المسابقة، في حين كان منافسه الأزلي ميلان يتخبّط في تحقيق الفوز بشق الأنفس وحتى أن أخبار إقالة مدربه ميهالوفتش كثرت أو بالأحرى كانت قريبة من الحدوث فعلياً. ولكن تغيرت العملية بسرعة البرق وأصبح ميلان متصدراً للمشهد في المدينة خصوصاً بعد فوزه العريض على إنتر في لقاء الديربي الكبير بثلاثية بيضاء جعلت طموحات أبناء مانشيني تضعف عما هي في السابق وأظهرتهم على أنهم فريق لا يملك ذلك النفس البعيد في المنافسة وهو أمر له أسبابه.. أيضاً سقوط إنتر في ذهاب نصف نهائي الكأس المحلية بثلاثية بيضاء كشفت كثيراً من العيوب التي يعيشها الفريق ككل. إنتر بحاجة إلى خط وسط على مستوى عالٍ من الكفاءة وصانع ألعاب من طراز عالمي كما كان يفعل الهولندي شنايدر أيام فترة مورينهو .. بالفترة الأجمل في تاريخ الفريق ومن الأسماء التي كان يمتلكها الفريق كذلك. أيضاً الفريق بحاجة إلى مهاجم آخر قناص مزعج يستغل أنصاف الفرص. من ناحية أخرى فإنّ ميلان بدأ بخطوات حقيقية وهامة في التوقيت من أجل تحقيق مركز متقدم، ويحتاج إلى المحافظة على هذا النسق المتصاعد في هذه المرحلة.

مع ذلك فإنّ عنصر التشويق قد يستمر بصفة بارزة بين يوفنتوس ونابولي مع أفضلية للأول. يوفنتوس وكما جرت العادة -وذكرناها مراراً وتكراراً- متقدم خطوة إضافية عن بقية الأندية الإيطالية لاعتبارات عديدة أولها الخبرة وثانيها: فريق كيوفنتوس معروف عنه السياسة الواضحة في الانتدابات لإدارة تعمل وفق خطط مدروسة وقواعد ثابتة رغم المشاكل التي عصفت بهم ونزل معها للدرجة الأولى، وهجرة أغلب النجوم .. الفريق لم يتأثر وعاد إلى موقعه الطبيعي. أما نابولي فالحقيقة أنه أصبح يمتلك طموحات عالية مع التقدم في لقاءات الدوري ويرسم لتحقيق لقب البطولة كمطلب جماهيري منشود. نابولي منذ أعوام قليلة ماضية أصبح رقماً صعباً في البطولة وسلك طريق الفوز كثيراً. الفريق يود استعادة أمجاده بقيادة مارادونا والحلم أصبح ممكناً تحقيقه.. ولكن لا تبدو طريقه سهلة ومعبدة، وقد يواجه صعوبات بالغة، لكن عليه الاستمرار بذات النسق وذات الرغبة والإصرار. لكن لليوفنتوس أفضلية واضحة للعيان لا يمكن إنكارها أو التقليل منها. يوفنتوس أقرب لتحقيق اللقب وهو الآن يمر بأفضل أوقات أداء نجومه هذا الموسم وفي مقدمتهم الأرجنتيني ديبالا والفرنسي بول بوجبا.. فهل هُناك مدينة ستنهض على تحقيق حلم الدوري الإيطالي غير مدينة تورينتو وفريقها يوفنتوس؟! شخصياً استبعد ذلك.. ولكن يبدو الأمر مشوقا ومثيرا للاهتمام في اللقاءات القادمة.. لننتظر ونرى.

HussainGhafri@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك