العجمية والناعبية والرحيلية يحصدن المراكز الأولى في مسابقة يوم البحث العلمي السادس

نظّمها "الاختصاصات الطبية" وتضمنت 50 بحثًا

- السبتي: ضرورة تشجيع البحوث العلمية في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية

نظم المجلس العماني للاختصاصات الطبيّة أمس فعالية مسابقة يوم البحث العلمي السادس للأطباء المقيمين، تحت رعاية سعادة الدكتور هلال بن علي السبتي، الرئيس التنفيذي للمجلس العماني للاختصاصات الطبية، وذلك في قاعتي المؤتمرات والمعارض بجامعة السلطان قابوس، حيث تنافس في هذه المسابقة 18 تخصصًا طبيًا للحصول على المراكز الأولى في المسابقة، حيث عُرض خمسين بحثًا مختلفاً، انقسمت إلى 18 بحثًا مرئيًا شفويًا، و36 ملصقًا تعريفيًا. وتنظم مسابقة هذا العام تحت شعار "بحوث الأطباء المقيمين.. حرفيّة صياغة الأدلة العلمية"

وبدأ حفل انطلاق الفعالية بقراءة آيات من الذكر الحكيم، ثمّ ألقى سعادة الدكتور هلال بن علي السبتي، الرئيس التنفيذي للمجلس العماني للاختصاصات الطبية كلمة أشار لأهمية البحث العلمي وضرورة السعى لإدارك موقعنا مع الحضارات الأخرى، ورصد كل الإمكانيات المادية والمعنوية لما لها من أهمية كبرى للأجيال القادمة، والتي من المفترض أن تكون المصدر الرئيسي لموارد أي دولة عصرية، مشيرا إلى أننا نمر بوقت صعب للغاية؛ لأن مواردنا تُستهلك، ولا نعرف متى تنضب.

وقال إنّ البحث العلمي ليس رفاهية تسعى لها الدول، بل ضرورة قصوى في ظل الكثير من التحديات الاقتصادية منها والسياسية والجغرافية وغيرها. وإن الجامعات والمؤسسات التعليمية في مختلف أرجاء العالم، لا يقتصر دورها فقط على تأهيل المتعلم للحصول على الشهادة في تخصص معين، بهدف الحصول على وظيفة، بل إنّ رسالتها الحقيقية تكمن في أن تأخذ بأيدي باحثيها من أجل أن يبدعوا ويبتكروا، وأن تجعل آفاقهم أوسع وأرحب، وأن تشغلهم بما يمكن أن يحققوه ليس بنقل ما حققه الآخرون.

ترسيخ الابتكار والإبداع

وأضاف أن كلمات كالابتكار والإبداع والاختراع، ينبغي أن ترسخ في أذهان الجيل الحالي والأجيال القادمة، ويجب أن نعمل جميعا أفرادا ومؤسسات خاصة وحكومية لتبني حَملة من أجل ترسيخ مبدأ أننا قادرون على الإبداع في شتى المجالات. وأن نغذي الأجيال القادمة بشكل مستمر بأن العالم يسير في هذا الاتجاه إذا أردنا أن نتقدم ونتطور ونصل إلى تحقيق ما حققه غيرنا وربما أكثر.

إنّ العلم والمعرفة والإبداع لا تنمو إلا بنمو القراءة والمطالعة في كافة المجالات، التي هي بوادر التغيير في الفكر، ومحطة لابد منها للبدء في استيضاح الأمور، وفي الوقت الحالي لم تعد الكتب المصدر الوحيد للمعرفة بل أصبحت الكثير من الوسائل مصادر تسهل علينا الحصول على المعلومة. والانترنت إحدى تلك المصادر المهمة، كما أنّ الكتب الإلكترونية تتيح فرصة كبيرة للحصول على المعرفة...

ولا ننسى الدور الذي تقوم به الحكومة الرشيدة في توفير البيئة الملائمة للبحث العلمي والتشجيع من أجل أن يكون جزءًا من الصناعة المستقبليّة وأن تكون ترجمة لتوجيهات صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- للسعي نحو تحقيق الذات. لذا جاء إنشاء مجلس البحث العلمي ومراكز البحوث في جامعة السلطان قابوس والجامعات الأخرى، إضافة إلى دور الجهات الأخرى لإيجاد التنافسيّة للمشاريع الابتكاريّة التي تقام بشكل دوري داخل السلطنة وخارجها والتي حققت إنجازات جديرة بالذكر والرعاية.

ثمّ قدم الدكتور يوسف الوشاحي، مدير دائرة التطوير المهني المستمر بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية، عرضا حول "البحث العلمي وأهميّته"، من ثمّ قدمت البرفسورة ليندا من جامعة ميجيل الكندية محاضرة تتعلق بتشجيع البحث العلمي لدى الأطباء المقيمين. تبع ذلك افتتاح المعرض المصاحب للفعالية والذي ضم ملصقات تعريفية في مختلف التخصصات الطبية مع الشرح.

ومن ثمّ استعرض المتسابقون عروضهم البحثية أمام لجنة التقييم، كما تم تقييم الملصقات المشاركة من قبل لجنة تقييم متخصصة.

بعد ذلك تمّ توزيع جوائز المراكز الأولى في فئة البحوث المرئيّة الشفويّة للأطباء المقيمين المتنافسين في المسابقة حيث حصل على المركز الأول: الدكتورة ولاء العجمية، تخصص التخدير. المركز الثاني حصلت عليه، الدكتورة مايسة الكيومية، تخصص طب الأسرة. وفي المركز الثالث حصل عليه الدكتور موسى العبري تخصص الطب الباطني. والمركز الرابع حصلت عليه، الدكتورة هاجر الغيثي تخصص أمراض الدم.

أمّا في فئة الملصقات التعريفية للأطباء المقيمين بالمجلس فقد حصل على جائزة أفضل الملصقات كل من الدكتورة ريهام الناعبية، طبيب مقيم تخصص طب الأطفال بالمجلس. والدكتور ناصر الكندي، طبيب مقيم تخصص الطب الباطني بالمجلس. والدكتورة عائشة البلوشية وزليخة البلوشية، تخصص طب الأسرة بالمجلس.

أما بالنسبة للملصق الفائز فئة طلبة كليّات الطب فقد حصلت عليه كل من الطالبة منى الرحيلية والطالبة ريا المقبالية والطالبة علياء الكندية من كلية عمان الطبية على المراكز الأولى.

علما بأنّ المجلس نظم في فترة سابقة مسابقات للبحث العلمي على مستوى كل برنامج تخصصي من البرامج الطبية الـ 18 في المجلس تنافس فيها الأطباء المقيمون في مختلف سنوات تدريبهم ومن ثم تمّ انتقاء وتأهيل البحوث الأولى الفائزة من كل برنامج لتتاح لهم فرصة التنافس في هذه الاحتفالية. وتنقسم الاحتفالية إلى فئتين: الفئة الأولى تحتوي على عرض 18 بحثًا مرئيًا شفويًا في مختلف التخصصات الطبية الموجودة في المجلس أمّا الفئة الثانية فتتضمن 36 ملصقًا تعريفيًا يتنافس فيه كل تخصص طبي بملصقين.

وتعد هذه الاحتفاليّة تشجيعًا للأطباء المقيمين في المجلس العماني للاختصاصات الطبية ليصبحوا أكثر تعمقاً في البحث وقادرين على إثبات جدارتهم في المستقبل، والاعتناء بالمنهج العلمي بشكل أفضل أثناء تقديم بحوثهم المشاركة. وذلك بغرض تحسين الخبرة العلمية لديهم عن طريق تعريفهم بمهارات البحث. بالإضافة إلى تشجيع الأطباء المشاركين وإتاحة الفرصة لهم لنشر بحوثهم الطبية في المجلات المعروفة لتنتشر بشكل أوسع، أيضا إظهار حضور فعال للبحوث الطبية في السلطنة. وتمكين الطبيب العماني ليكون مبدعا ومبتكرا.

صياغة الأدلة العلمية

وتنظم مسابقة هذا العام تحت شعار "بحوث الأطباء المقيمين.. حرفية صياغة الأدلة العلمية" ويحمل الشعار بين طيّاته تشجيعًا للأطباء على عمل البحوث بهدف تحسين ممارسات طبيّة عديدة، بالبحوث ذات الجودة العالية خصوصًا ما يهتم منها بطبيعة معايشة الطب في عمان، والذي يساهم في تحسين طريقة نظام الخدمة الصحية مع مختلف المشاكل.

ولأوّل مرة يقوم المجلس رغبة منه في ضم مختلف جهود البحوث العلميّة التي تخدم قطاع الطب والصحة، من جميع القطاعات بإبراز دور المؤسسات كوزارة الصحة، ومجلس البحث العلمي، ومنظمة الصحة العالمية. كذلك تجسيدًا عن إيمانه بأهمية تشجيع تكامل واستمرارية التعليم بين فرعيه الأساسين، التعليم الطبي الأساسي، والمتقدم فقد تم فتح المجال لطلبة الطب من كلية الطب بجامعة السلطان قابوس وكلية عمان الطبية للمشاركة ببحوثهم والاستفادة من الخدمات الموجودة إيمانًا بأن طلبة اليوم هم باحثي المستقبل.

ويشجع المجلس العماني للاختصاصات الطبية الأطباء للبحث من خلال حثهم على الاستقصاء والبحث كل في مجال تخصصه، حيث تعد من أساسيات المنهج المتبع في كل البرامج التدريبية، وذلك من أجل إيجاد الوسائل التي تجعل الطبيب العماني قادرًا على الإبداع، واكتشاف المشكلات، وحلها بنفسه.

يذكر أن المجلس العماني للاختصاصات الطبية مؤسسة أكاديميّة تعنى بتدريب الأطباء العمانيين ممن تخرجوا في جامعة السلطان قابوس أو كلية عمان الطبية أو أي كلية معترف بها لدى المجلس ليتم تدريبهم في أحد البرامج الطبية الـ 18 في مدة تتراوح من أربعة إلى ستة أعوام ليتخرّج الطبيب العماني حاملا شهادة الاختصاص من المجلس العماني للاختصاصات الطبية، والتي تماثل شهادة الزمالة الدوليّة، ويأتي ذلك بهدف توفير المختصين من الأطباء العمانيين ورفع كفاءتهم وخبراتهم بالتعاون مع المؤسسات الدولية.

تعليق عبر الفيس بوك