مغامرون يستكشفون وهاد الصحراء العربية على ظهور الجمال و"خطى الأجداد"

دبي - ناصر العبري

تستمر النسخة الثانية من الرحلة الصحراوية الاستكشافيّة السنوية "على خطى الأجداد" التي يتولى تنظيمها والإشراف عليها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بالمضي على خطى الأجداد، وذلك بعد أن انطلقت صباح يوم الجمعة الماضي. ويشارك في هذه الرحلة التي تستمر لمدة عشرة أيام حتى الأول من فبراير المقبل، ما يزيد على 20 شخصًا من هواة الترحال والمغامرات ينتمون إلى جنسيّات عديدة. ومن بينها سلطنة عمان حيث شارك أحمد بن محمد بن سليمان الكلباني وماجد بن سعيد بن محسن الكلباني من بلدة خدل بولاية عبري حيث عبرا عن سعادتهما بهذه المشاركة التي ينظمها مركز حمدان لإحياء التراث.

وقال أحمد بن محمد الكلباني: إنني فخور جدا أن أمثل السلطنة في هذه الرحلة التي ترجع بنا إلى ذاكرة الآباء والأجداد في تنقلاتهم في ربوع السلطنة والخليج العربي وتعتبر هذه لفتة كريمة من مركز حمدان لإحياء التراث. أما ماجد بن سعيد الكلباني فقال: كنت متشوقا أن أشارك في هذه الرحلة الجميلة التي كثيرا ما نسمع عنها وعن طرق الأجداد في ذلك الزمان. وأضاف الكلباني نحن في دول الخليج عاداتنا وتقاليدنا واحدة وتجمعنا الألفة والمحبة وأواصل القربى، وهذه الفعاليات هي دليل على التمسّك بعادات وأصول أبناء الخليج. كما أشكر مركز حمدان لإحياء التراث على تفعيل مثل هذه الفعاليات.

وحول هذه الفعالية قال إبراهيم عبد الرحيم، مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: "يسعدنا أن نستقبل النسخة الثانية من رحلة على خطى الأجداد" بهذا الحضور من المشاركين الذين يحظون بمؤازرة ذويهم وأصدقائهم. وكان من المثير للإعجاب أن نستقبل معجبين بهذه الفكرة من دول مختلفة، فالبعض قدم من الهند، وآخرون من سلطنة عمان، كما رحب معكسر الانطلاق بمجموعة جاءت من ماليزيا لتقديم الدعم النفسي لأصدقائهم وأقاربهم". وقبل انطلاق القافلة في ساعات الصباح الأولى، سادت العزبة أجواء إيجابية رائعة مشحونة بالحماسة. وفي الوقت الذي كان يستعد فيه المشاركون لشد الرحال والانطلاق في رحلتهم، ظهرت العزيمة على وجوههم، وأبدوا إصرارًا على المضي قدمًا في هذه المغامرة الممتعة التي تعيدهم إلى العيش في كنف الطبيعة، بعيدًا عن ضغوط الحياة المعاصرة وكانت أول نقطة وصلتها القافلة منطقة البطايح، ثم تابعوا المسير وصولاً إلى منطقة المدام في إمارة الشارقة.

وأوضح إبراهيم عبد الرحيم: "لقد تجاوز حجم المشاركة مستوى توقعاتنا، مع أننا ندرك تمامًا شغف الكثيرين إزاء حب استكشاف الصحراء العربية، وعيش أيام تحت سمائها الصافية، وهم يقطعون تلالها وأوديتها على ظهر الجمال. وأعتقد أنّ هذه الرحلة ستقدم لهم تجربة فريدة من نوعها لأنّها ستبقى خالدة في الأذهان، بل إنّ الكثيرين منهم سيحرصون على خوضها في السنوات المقبلة". وقال الرحالة الشهير أحمد القاسمي الذي تقع على عاتقه قيادة القافلة: لقد كانت استعداداتنا جيّدة، وخضع المشاركون لفترة تدريبية قبل انطلاق القافلة، لرفع مستوى قدرة التحمل لديهم، وتحقيق النجاح والوصول إلى خط النهاية. وأسهمت الفترة التدريبية المكثفة التي استمرت أسبوعًا تقريبًا
في توفير أجواء تحاكي التنقل عبر الصحراء، بدعم من مدربين متخصصين أشرفوا على تدريب المشاركين على كيفية ركوب الجمال وتوجيهها في مسارات صحراوية مختلفة".

ويرى محمد بن تريم، باحث أول في الشؤون البرية، في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث أنّ الهدف الأساسي من الرحلة هو الحفاظ على التراث وصونه أمام المؤثرات القادمة مع الحياة المعاصرة، وأعرب عن أمله أن تسهم هذه الرحلة في تقديم نموذج لهواة الرحلات الصحراويّة، واختيار "سفينة الصحراء" كونها الوسيلة الأصليّة للاستمتاع في هذه البيئة الجميلة وحمايتها، للدور السلبي الذي تلعبه السيّارات في تلوث الحياة والنباتات الفريدة التي تتمتع بها صحراء الإمارات. وتنطلق الرحلة كل يوم في تمام الساعة السابعة والنصف، وتواصل مسيرها حتى الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا، ثم يستريح الجميع لساعتين، قبل استئناف المسير حتى غياب الشمس ووصول القافلة إلى موقع المخيم المحدد سلفًا، والمزود بكافة وسائل الراحة، بما في ذلك الأسرّة والحمامات في ظروف آمنة تمامًا.

تعليق عبر الفيس بوك