مسقط - سعيد الهنداسي

تضم حديقة النسيم العامة العديد من الفعاليات المميزة، ضمن مهرجان مسقط 2016، وخلال التجوال في أركان المهرجان، تجتذب رائحة البخور العماني والعود الأصلي زوار المهرجان، فما أن يبحث الزائر عن مصدر هذه الرائحة العطرة إلا وتقابله الحرفية معصومة الزدجالية بابتسامة قائلة: "أهلاً وسهلاً".

الزدجالية التي تحترف بيع البخور وصناعة الخلطات المميزة للعطور تقول إنّها تشارك في المهرجان منذ سنوات، وتنتظر هذا الحدث السنوي كي تعرض ما لديها من عطور وبخور، سواء كانت المشاركة في حديقة النسيم أو العامرات. وتضيف أنها جاءت هذا العام إلى حديقة النسيم بركن خاص بها لبيع الأنواع المختلفة من البخور والعود. وأوضحت أنّ زوار المهرجان يتفاعلون مع منتجاتها، وأنهم دائماً ما يتساءلون عن أنواع البخور والعود ومميزات كل نوع وطريقة تصنيعه ومكوناته، قائلة: "هذا الأمر يسعدني كثيراً، لكن تبقى هناك خلطة سرية اختص بها في عملي ولا أخبر بها أحداً، لأنّها من صميم عملي". وأشارت إلى أن سر المهنة لديها يكمن في الاتقان والإخلاص في صناعة البخور والعطور، حيث تحترف هذه المهنة منذ 19 عاماً اكتسبت خلالها خبرات متعددة.

وعن بداياتها في مجال البخور والعود، قالت الزدجالية: "البداية كانت مع صناعة البخور ثم تطورت وقمت بتحضير أطقم خاصة بالمناسبات مع إضافة لمسات جمالية على أنواع البخور لإرضاء أذواق الزبائن، بعد ذلك تحولت إلى صناعة (اللوشن) وكذلك العطور بأنواعها، ثم اتجهت إلى العود الكمبودي، وتخصصت فيه، ومن ثم تحولت الى مرحلة إنتاج (البخاخ) والمخمرية". وأضافت: "لديّ الآن طلبات من جهات حكومية وخاصة تطلب أنواعاً كثيرة من منتجاتنا، والتي تتنوع بين المسك والسكر والبخور والعطر الكمبودي مع العطور الأخرى، وهناك كذلك المخمريات والتي تكون جامدة ثم أعيد تدويرها وأضيف عليها العنبريات والعطور، والتي تستخدم بعد الاستحمام، وكذلك بخور صلالة المتميز برائحته الجميلة".

وأشارت الزدجالية إلى أنّها التحقت بعدد من الدورات التدريبية لتطوير عملها، كان آخرها مع زهرة الشرجي من الكويت، والتي تؤكد أنها استفادت منها كثيراً في معرفة الطرق الصحيحة لصناعة اللوشن والمخمريات.

وبينت أن هناك اهتماما كبيرا من الحكومة بالحرفيين، حيث تدعمهم مادياً ومعنويًا، مشيرة إلى أن من صور الدعم الموجهة للحرفيين إتاحة المجال لهم للمشاركة في مثل هذه الفعاليات والتي يأتي مهرجان مسقط في مقدمتها. وأعربت الزدجالية عن أملها في أن تمتلك مشروعها الخاص بها لبيع العطور في أحد المراكز التجارية، ويكون له علامة تجارية مميزة، تروج للمنتج العماني المصنوع بأنامل عمانية ماهرة.