سوريا: قوات موالية للحكومة تدخل بلدة تسيطر عليها المعارضة.. ومجلس الأمن يبحث شأن المناطق المحاصرة

منسق المعارضة يقول إنّ أمريكا تسعى لاسترضاء روسيا بشأن الصراع السوري

دمشق - الوكالات

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل إعلام حكومية إنّ قوات موالية للحكومة السورية قاتلت مسلحين من المعارضة داخل وحول بلدة يسيطرون عليها في محافظة اللاذقية أمس في إطار مساعي قوات الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة أراض خسرتها في غرب البلاد.

وقال المرصد ومقره بريطانيا إنّ القوات الموالية للنظام كانت مدعومة بعشرات الغارات الجوية. وأضاف أنّ قوات الجيش ومقاتلين من جماعة حزب الله اللبنانية دخلوا بلدة سلمى الواقعة في ريف اللاذقية وهي جبهة قتال بين قوات المعارضة والقوات الحكومية.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إنّ القوات الحكوميّة سيطرت على المشارف الجنوبية الشرقية لبلدة سلمى. وتركز القوات الموالية للأسد هجماتها في المحافظات الغربية مثل حلب واللاذقية وحماة وحمص في محاولة لاستعادة أراض خسرتها وقطع خطوط إمداد لقوات المعارضة.

وكسب الجيش السوري وحلفاؤه أراضي في حلب واللاذقية لكن المعارضين تمكنوا من التقدم في مناطق أخرى منها حماة. وتدعم طلعات جوية روسية القوات الموالية للحكومة وتضم قوات إيرانية ومقاتلين من حزب الله. وقصفت الطائرات الروسية معارضين في اللاذقية في مناطق منها جبل الأكراد وجبل التركمان.

وتدخلت روسيا في الحرب الأهلية الدائرة منذ نحو خمس سنوات في صف قوات الأسد في سبتمبر أيلول قائلة إنها تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. ويقول مسؤولون أمريكيون إن أغلب الغارات الروسية أصابت جماعات معارضة أخرى تقاتل قوات الأسد منها جماعات مدعومة من الغرب.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الثلاثاء إن روسيا تعد الساحة لخلق "دويلة" سورية حول محافظة اللاذقية وإنها تنفذ هجمات تستهدف التركمان هناك.

وانتقد إردوغان إيران خلال كلمة في أنقرة للسفراء الأتراك وقال إنها تستغل التطورات في دول مثل سوريا والعراق واليمن لتوسيع نطاق نفوذها وتحاول إشعال عملية خطيرة باتخاذها موقفا يحول الخلافات الطائفية إلى صراع.

ومن جانبه، قال رياض حجاب منسق المعارضة السورية أمس إن الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها بشأن سوريا- بتخفيفها موقفها لاسترضاء روسيا- وحذر من أن المعارضة ستواجه خيارا صعبا بشأن إمكانية المشاركة في محادثات السلام المنتظرة هذا الشهر.

وأضاف حجاب- الذي اختير في ديسمبر منسقا للهيئة التفاوضية للمعارضة لقيادة المحادثات المستقبلية بشأن سوريا- إن الخلافات لا تزال قائمة مع الحكومة السورية والأمم المتحدة بشأن جدول أعمال المحادثات.

وقال إن هناك تراجعا واضحا للغاية من جانب الولايات المتحدة مشيرا إلى قرار الأمم المتحدة في ديسمبر كانون الأول الذي قال إن الولايات المتحدة ضغطت من أجله برغم ثغرات كثيرة. وردا على سؤال بشأن السياسة الأمريكية بوجه عام تجاه سوريا قال حجاب إنه لا يعتقد أن التاريخ سيغفر لأوباما.

وبحث مجلس الأمن الدولي أمس أمر البلدات المحاصرة في سوريا بعد ظهور تقارير عن حصار عشرات الآلاف من المدنيين لشهور دون إمدادات وأن البعض يموتون جوعا.

وجاء اجتماع مجلس الأمن بدعوة من نيوزيلندا وأسبانيا وفرنسا استجابة لتقارير عن أشخاص يموتون في بلدة مضايا ومناطق أخرى بسبب نقص الغذاء والرعاية الطبية.

وقال جيرارد فان بوهيمن سفير نيوزيلندا لدى الأمم المتحدة للصحفيين "أسلوب الحصار والتجويع أحد أبشع معالم الصراع السوري." وقالت الأمم المتحدة والصليب الأحمر إن شاحنات تحمل إمدادات غذائية وطبية وصلت إلى مضايا القريبة من الحدود اللبنانية وبدأت توزيع المساعدات في إطار اتفاق بين الأطراف المتحاربة.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن شاحنات محملة بمواد الإغاثة تشق طريقها إلى قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا. والقريتان في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

وقالت سمانثا باور سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة كلمات قوية بشأن مضايا وانتقدت "التكتيكات المثيرة للاشمئزاز التي يستخدمها النظام السوري الآن ضد شعبه والتي تخير السكان بين التجويع أو الاستسلام."

وأضافت باور "انظر إلى الصور المحزنة للمدنيين ومنهم الأطفال وحتى الرضع في مضايا... هذه فقط الصور التي نراها. يتعرض مئات الآلاف للحصار والتجويع عن عمد الآن وتعيد هذه الصور إلى أذهاننا الحرب العالمية الثانية."

كانت باور تتحدث في جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة في الذكرى السنوية السعبين لأول اجتماع للجمعية في لندن.

وقال السفير البريطاني ماثيو رايكروفت "تجويع المدنيين تكتيك غير إنساني يستخدمه نظام (الرئيس بشار) الأسد وحلفاؤه." وذكر رايكروفت في بيان "يجب رفع الحصار لإنقاذ أرواح المدنيين وإحلال السلام في سوريا." وأضاف أن 850 طفلا في حاجة عاجلة للألبان في مضايا.

وقال بشار الجعفري السفير السوري لدى الأمم المتحدة للصحفيين إن حكومته ملتزمة "بالتعاون الكامل" في ايصال المساعدات لكنه قال إن كثيرا مما قيل عن مضايا يستند إلى معلومات كاذبة. ووصف صور الجياع بأنها ملفقة.

وقال إن هناك نقصا في المساعدات الإنسانية في مضايا مضيفا أن بعض المساعدة نهبتها "الجماعات الإرهابية المسلحة". لكن ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قال للصحفيين إن التقارير الواردة عن أشخاص يموتون جوعا في مضايا تحظى "بمصداقية تامة". وأضاف أن نحو 400 شخص في حاجة ماسة إلى إجلاء طبي.

وأقر مجلس الأمن الدولي قرارا في 18 ديسمبر يؤيد خارطة طريق لمحادثات سلام تدعو إلى السماح لوكالات الإغاثة بالوصول إلى جميع أنحاء سوريا دون معوقات لاسيما في المناطق المحاصرة أو المناطق التي يصعب الوصول إليها.

وقال فرانسوا ديلاتر سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة إنه قد "لا يكون هناك عملية سياسية موثوقة بدون التقدم على الجبهة الإنسانية." وأصبح حصار مضايا قضية محورية بالنسبة لقادة المعارضة السورية الذين أبلغوا مبعوث الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنهم لن يشاركوا في المحادثات المقررة في وقت لاحق هذا الشهر مع الحكومة حتى ترفع هذا الحصار وحصارات أخرى.

تعليق عبر الفيس بوك