وزير التنمية الاجتماعية يشيد بمستوى العروض المقدمة في المهرجان المسرحي الخليجي لذوي الإعاقة

السعودية تقدم "قرية الصلاح" في رابع أيام الحدث الفني

مسقط - الرُّؤية

تواصلتْ، أمس، فعاليات المهرجان المسرحي الرابع للأشخاص ذوي الإعاقة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لليوم الرابع على التوالي، المقام في السلطنة، بتنظيم من وزارة التنمية الاجتماعية، خلال الفترة من 27 ديسمبر وحتى الثاني من يناير، برعاية إعلامية من جريدة "الرؤية"، و"عمان"، و"الوطن"، و"الشبيبة"، و"الزمن".

وقدَّمت المملكة العربية السعودية، مساء أمس، على خشبة مسرح الكلية التقنية العليا بالخوير عرضها المسرحي "قرية الصلاح"، وهو من تأليف فيصل بن سالم القطعيطي، وإخراج يحيى بن غريب الدهمشي. وتدور أحداث المسرحية حول قريتين الأولى "قرية الصلاح" ويعيش أفرادها سعداء مترابطين متعاونين ومتماسكين فيما بينهم ومع قادتهم وعلمائهم. أما الثانية فتدعى "قرية الطلاح" ويعيش أفرادها تعساء متفككين متحاسدين بين بعضهم ولا يحبون قادتهم، وتصيبهم الغيرة من قرية الصلاح فيتآمروا عليها لتمزيق وحدتها وزرع الشقاق بينهم وبين قادتهم وعلمائهم، باستخدام جميع الوسائل الخبيثة ويستمر الصراع، لكن تنتصر قرية الصلاح في النهاية.

ونظمت وزارة التنمية الاجتماعية، أمس، مأدبة غداء على شرف الوفود المشاركة في المهرجان، بفندق إنتركونتيننتال مسقط، وبحضور مَعَالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية، الذي أكد في كلمة له أنَّ المهرجان الخليجي حقَّق نجاحًا قبل نهايته بوجود مشاركين من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين استطاعوا توصيل رسالة إلى المجتمع، وإلى كلِّ دول المجلس التعاون الخليجي، وإلى الدول الأخرى عبر المسرح. وتوجَّه مَعَاليه بالشكر إلى جميع الوفود المشاركة؛ كما أثنى على العروض التي حظيت باستحسان وترحيب المشاهدين، وكذلك الإشادة بالجهود التي بذلها القائمون على تنظيم المهرجان داخل السلطنة وخارجها، وأيضا المديرية العامة للأشخاص ذوي الإعاقة بوزارة التنمية الاجتماعية، والتي عملت بكل جهد وطاقة لتقديم الأفضل، وإلى الفنانين العمانيين لمساندتهم المسرح العماني ومسرح الأشخاص ذوي الإعاقة.

وشهد الحفل تبادل الهدايا والدروع التذكارية بين الوفود المشاركة، وتكريم الفنانين العمانيين، وتقديم فرقة الفنون الشعبية بالبحرية السلطانية العمانية العديد من الفنون والأهازيج الشعبية التي تبرز التراث العماني في هذا الجانب، وأيضا تقديم كلٍّ من العازف الدكتور أسكار علي أكبر والعازفة أريناياتو معزوفات موسيقية نالت استحسانَ الحضور.

وحَضَر الحفلَ ممثلو المكتب التنفيذي لمجلس وزارة الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورؤساء الوفود الخليجية المشاركة وأعضائها، وأعضاء كلٍّ من اللجنة الخليجية العليا للمهرجان، واللجنة الرئيسية للمهرجان، وكافة أعضاء اللجان الفرعية، وأعضاء لجنة التحكيم، وعدد من الفنانين العمانيين المشاركين في إدارة جلسات المهرجان.

أهمية بالغة

وقال الفنان العماني جاسم البطاشي: إنَّ هذا المهرجان يحمل أهمية بالغة؛ حيث يعكس أهمية الأخذ بأيدي هذه الفئة ودمجها في المجتمع.. مشيرا إلى أنَّ إعاقات الناس واحتياجاتهم تتباين، وأن إقامه مهرجان مسرحي لهذه الفئة يجعلنا نستشعر قدراتها وإمكانياتها. وأوضح أنَّ هذا المهرجان لا يفرق بين الأسوياء والأشخاص ذوي الإعاقة الذين أبهروا الحضور بإبداعاتهم التمثيلية والمسرحية؛ حيث أثبتوا اتزانهم واحترافهم الكبير في العمل والأداء على خشبة المسرح. وأضاف البطاشي بأنَّ فعاليات المهرجان كشفتْ عن مواهب عدة، وتسعى لدمجهم في الأعمال الفنية الأخرى.. مشيرا إلى أنَّ هناك مواهبَ تستحق الحصول على أدوار رئيسية.

وقال محمد بن سالم النبهاني رئيس فرقة مسرح الدن للثقافة والفن: "فخورون جدًّا باستضافة السلطنة للنسخة الرابعة من هذا المهرجان المسرحي؛ إذ إنَّها إضافة كبيرة للحراك المسرحي العماني، والذي شهد قبل أسبوع إقامة المهرجان المسرحي العماني السادس بكل تظاهرته الجميلة وعروضه المختلفة". وأضاف: "نلتقي في هذا المهرجان بالأشقاء من دول الخليج، ومشاهدة عروض مسرحية، لكن هذه المرة مع ممثلين قد تكون إمكانياتهم أكبر من إمكانياتنا؛ لأن إرادتهم أكبر. وأكد النبهاني الحاجة إلى مثل هذه التظاهرات واستمرارها، معربا عن أمله في أن يكون المهرجان إضافة كبرى للمسرح.

وقال عبدالعزيز بن عوض العنزي من المملكة العربية السعودية: "أود التأكيد على أن ليس كل معاق لا يستطيع أن يبدع ويتميز في مجال ما، بل إنَّ هناك أشخاصًا من ذوي الإعاقة تفوَّقوا على أقرانهم من الأسوياء في مجالات عدة، وهذا ما نلاحظه خلال المهرجان المسرحي للأشخاص ذوي الإعاقة؛ فحين تشاهد الممثلين على الخشبة لا يساورك الشك أبدا بأن من يؤدي تلك الأدوار هو شخص كفيف أو أصم.. وأقول إنَّ زملائي من ذوي الإعاقة الذين يشاركونني العرض المسرحي، أفضل مني بكثير، سواء في الأداء أو في سرعة حفظ النص وتقمُّص الأدوار".

فيما أوضح سليم بن علي البلوشي (ممثل بمسرحية المزار) إن التكامل والتعاون بين كادر المسرحية هو الذي جعلنا نجتاز كافة الصعوبات التي واجهتنا في إتقان الأدوار، مشيداً بالتشجيع الذي تلقوه من الجميع قبل وبعد العرض. وأشار إلى الحضور الجماهيري الغفير الذي شكَّل عاملاً إيجابيا ساهم في تحفيز مقدمي العروض لإخراج كل ما لديهم من إمكانيات أسعدوا بها جميع الحضور.

تعليق عبر الفيس بوك