"جمعية المرأة" بمسقط تناقش نشر ثقافة ريادة الأعمال ودورها في التنمية المستدامة

مسقط- الرؤية

عقدت جمعية المرأة العمانية بمسقط في مقرها بالقرم، جلسة حوارية، حول الدعم والبرامج التوجيهية المقدمة لرائدات الأعمال، وأقيمت الجلسة تحت رعاية المكرم محفوظ الوهيبي عضو مجلس الدولة، وبحضور عدد من أعضاء مجلس الدولة والمختصين في المجال الاقتصادي، ومجموعة من رواد ورائدات الأعمال، بالإضافة إلى عدد من عضوات الجمعية.

واستضافت الجلسة الدكتور حسن الحبسي خبير اقتصادي رئيس قسم التدقيق ببنك نزوى وسهام الزدجالية رئيسة نادي صاحبات الأعمال واسحاق الشرياني مدير مركز الطموح الشامخ، وقد أدار الجلسة الإعلامي والخبير الاقتصادي أحمد كشوب.

وقدمت الدكتورة بدرية بنت ناصر الوهيبية رئيسة صالون العمانية الثقافي التابع للجمعية والمنظم للفعالية كلمة، تحدثت فيها عن أهم الأهداف التي يسعى إليها الصالون من خلال تنظيم مثل هذه الجلسات الحواريّة، والتي تتمثل في رفع المستوى الثقافي للمرأة في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وأوضحت أنّ مثل هذه الجلسات تشهد التحاور وتبادل وجهات النظر حول قضايا تهم المجتمع، والمرأة بشكل خاص، بحضور مجموعة من المختصين والمختصات، وذلك بغيّة الوصول إلى نتائج وتوصيات يمكن رفعها إلى صنّاع القرار، بهدف تأكيد دور المرأة وإثبات قدراتها وإمكانياتها في عمليات الإنتاج والمشاركة في بناء الوطن. وأشارت الوهيبية إلى أهميّة تنظيم هذه الجلسة الخاصة برائدات الأعمال، حيث تهدف إلى ملامسة واقع المجتمع حول الصعوبات التي تواجهها رائدات العمال والتأكيد على أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة ومشاركتها في ريادة الأعمال؛ إذ أنّ ريادة الأعمال تمثل إحدى القاطرات الرئيسة للنمو الاقتصادي وتحقيق القدرة التنافسية وتوفير فرص العمل في السلطنة.

وبدأت الجلسة بتوضيح مفهوم ريادة الأعمال الذي يرتبط بالعمل التجاري، كما يرتبط بالقيمة المضافة والابتكار، الذي يؤثر في حياة المجتمع والعالم بأسره، كما أنّه ذو صلة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتكمن أهميتها باعتبارها تمثل 80% من حركة الاقتصاد في البلدان التي تحقق نموًا مضطردًا في دخلها القومي. وبيّنت أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة أثبتت كفاءة كبيرة في العديد من المجالات بهذه الدول، لاسيما دورها في التنمية الاقتصادية والحد من تفاقم البحث عن عمل ومكافحة الفقر، مشيرة إلى أنّ السلطنة تزخر بنماذج مشرفة في ريادة الأعمال يعكس توجه القيادة في مواكبة العصر الحديث والاقتصاد الجديد وتشجيع الابداع والابتكار ضمن عملية تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في البلاد.

وتحدثت سهام الزدجالية عن الاهتمام الذي حظيت به المرأة العمانية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- منذ بزوغ فجر النهضة المباركة في شتى المجالات الاجتماعية والصحية والثقافية والاقتصادية، مشيرة إلى أنّ هناك الكثير من العمانيات اللاتي توجهن للتجارة كرائدات، يعملن في مشاريع خاصة مثلها مثل أخيها الرجل، مؤكدة أن مثل هذا التوجه بمثابة إضافة جيّدة للمرأة العمانية.

كما تطرّقت الجلسة إلى الصعوبات والتحديات التي تواجه رائدات الأعمال، حيث أشار الدكتور حسن الحبسي الخبير الاقتصادي ورئيس قسم التدقيق في بنك نزوى، إلى الأخطاء التي يرتكبها بعض الرواد، وهو عدم وضع خطة للمشروع بشكل صحيح، وبأرقام حسابية. وأوضح الحبسي النقاط المهمة لعمل المشروع؛ والمتمثلة في دراسة الجدوى للمشروع ودراسة السوق والدراسة المالية.

وتطرق إسحاق الشرياني مدير مركز الطموح الشامخ إلى جغرافيا المكان ومدى ملائمتها للمشروع، خاصة وأن هناك مشاريع ناجحة في منطقة جغرفية من السلطنة، بينما نفس المشروع قد لا ينجح في منطقة أخرى، إضافة إلى أن الكثير من رائدات الأعمال يبحثن عن الربح السريع، ويغفلن أهمية وضع خطة ورؤية للمشروع. وأوضح أنّ الكثير من رواد ورائدات الأعمال يلجأ إلى استنساخ المشاريع المشابهة. وأضاف الشرياني أنّه لا بد من وضع رؤية لمسائل الربح والخسارة، وتغطية تكلفة المشروع وحساب المصروفات.

فيما أبرزت سهام الزدجالية ضعف المعرفة القانونية التي قد تحمي رواد الأعمال من الوقوع في أزمات قد تؤدي إلى فشل المشروع. وتابعت الزدجالية أن الربح الأول يظهر نتائج المشروع ويوضح الكثير من الجوانب التي قد يغفل عنها رائد الأعمال، ومع مواصلة العمل يكتسب الرائد الخبرة في التعامل مع أي عقبات تواجهه، وكيفية غلق منافذ قد تؤثر سلبا عليه أو تؤدي إلى خسارة أو نزول في الربح.

وتحدثت الجلسة الحوارية عن أهم البنود التي يركز عليها المشروع، وذكر الدكتور حسن الحبسي أهمية التركيز على الأرباح وعائدات المشروع، خاصة وأنّ التوقعات في السنوات الأولى لا تحقق في كثير من الأحيان أرباحًا.

وفي ختام الجلسة الحوارية أستخلص المشاركون عدة نقاط مهمة أثناء القيام بأي مشروع، وتتمثل في المنافسة ومدى القدرة على دخول السوق في ظل وجود منافسين، وكذلك مسألة الموردين مع وجود التنوع وعدم الاعتماد على مورد واحد، وأهمية تنويع الزبائن وعدم الاعتماد على زبون واحد، فضلا عن الإشارة الى المنتج البديل، إذ يتعين البحث عن منتج بديل، بالإضافة إلى قضايا التجار المنافسين والجدد في السوق.

وفي ختام الجلسة الحوارية، قدم المكرم محفوظ الوهيبي عضو مجلس الدولة راعي الجلسة الحوارية، هدايا للمشاركين في الجلسة، فيما قدمت إيمان الغافريّة رئيسة الجمعية هدية تذكارية لراعي الجلسة الحوارية.

تعليق عبر الفيس بوك