إدمان تصفح مواقع التواصل الإلكتروني يهدد الترابط الأسري والاستقرار المجتمعي

متصفحون يؤكدون أنها سلاح ذو حدين له إيجابياته وسلبياته

 

السعدي: انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي عشوائيًا ظاهرة سلبيّة تستوجب مواجهتها

الغافري: الاكتفاء بالتواصل عبر الإنترنت يساهم في تدهور العلاقات بين أفراد الأسرة

العبري: مواقع التواصل الاجتماعي بوابة لنشر الشائعات والمعلومات المغلوطة بدلا من تثقيف المتصفحين.

 

حذر عدد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي من الآثار السلبيّة للمواقع والتطبيقات المتخصصة في مجال التواصل عبر شبكة الإنترنت والهاتف المحمول على كثرتها، وقالوا إنّ انتشار تلك التطبيقات وزيادة عدد مستخديمها بشكل لافت يدعو إلى رصد سلبيات وإيجابيات تلك المواقع والتطبيقات، وتجنب الوصول بمستخدميها حد إدمان تصفحها. وقال عدد ممن استطلعت "الرؤية" آراءهم في هذا المجال إن شبكات التواصل الاجتماعي أرض خصبة لانتشار الشائعات والأنباء المغلوطة بسبب سهولة النشر، وكثرة الإقبال على التصفح من جانب مختلف الفئات والأعمار، ويستوي في ذلك الصغار والكبار، وأشاروا إلى أثر تلك المواقع والتطبيقات في ميل متصفحيها على المدى البعيد إلى العزلة عن المحيط الأسري والاجتماعي والاكتفاء بالبقاء مع أصدقاء في عالم افتراضي لا يحقق المتصفح فيه أي إنجاز على أرض الواقع في ظل إهدار الساعات الثمينة أمام شاشات أجهزة الكمبيوتر والهواتف.

 

الرؤية - محمد قنات

 

وقال سلطان السعدي إنّه في ظل تعدد الخيارت في مواقع التواصل الاجتماعي وتنوّع برامجها زادت قدرتها على جذب مختلف الفئات التي تستخدم شبكة الإنترنت أو تملك هواتف محمولة متطورة، وهو ما ساهم تدريجيا في زيادة ارتباط الشباب والمتصفحين عموما بتلك التطبيقات بشكل زاد على المعدل المقبول، حتى أنّ كثيرا من الشباب يعطونها جل اهتمامهم ويهملون مهامهم الدراسية والعملية، وهو ما يجب الانتباه إلى آثاره السلبية على المستويين الفردي والاجتماعي، ويستوجب العمل من أجل توعية الفئات المستهدفة بتلك السلبيات بمحاولة التغلب عليها.

وأضاف السعدي أنّ الكثير من الأبناء على صغر سنهم يمتلكون حسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل غياب رقابة الأسرة، رغم أنّهم ليسوا في حاجة ضرورية إليها في هذه السن، واللافت أنّهم باتوا يتقنون التعامل معها ويحرصون على تصفحها يوميا إلى حد الهوس بها في ظل غياب الرقابة الأسرية، كما أنّ غياب الوازع الديني قد يدفع بالمتصفحين على اختلاف فئاتهم إلى الانحراف بمساعدة متصفحين آخرين في الواقع الافتراضي، لذلك يجب الانتباه إلى تلك المخاطر على مستوى المتصفح الفرد ومن ثم الآثار العامة في المجتمع.

وحذر السعدي من مخاطر السماح للأطفال بالاشتراك في هذه المواقع التي من خلالها يمكن لهم تصفح مواقع أخرى تتعارض مع القيم والأخلاق الدينية وهو ما يقودهم في النهاية إلى ما لا يحمد عقباه سواء من خلال التأثير على قيمه الدينية أو مستقبله الدراسي الذي ينعكس بالضرورة على الاستقرار الأسري وتضرر العلاقات الاجتماعية وانتشار الأمراض النفسية والفساد الأخلاقي فضلا عن كون المبالغة في تصفح هذه التطبيقات يساهم في ضياع الوقت.

ونبّه السعدي إلى ضرورة العمل من جانب مختلف الجهات المعنية في الحكومة وجمعيات المجتمع المدني على نشر التوعية والتثقيف في هذا الجانب لتنظيم تصفح الشباب على وجه الخصوص لتلك المواقع والتطبيقات وتحجيم استخدام الأطفال لها حماية لمستقبلهم. وقال إنّها ليست دعوة لمقاطعة تلك التطبيقات الإلكترونيّة وإنّما فقط تحقيق التوازن في تصفحها حتى يستفيد منها المتصفح بالصورة المثلى من خلال الاستفادة من خدماتها وتجنب التأثير السلبي لإدمان تصفحها. ودعا إلى تشديد الرقابة الحكومية على المخالفين في تلك المواقع حماية لباقي المتصفحين والعمل على مكافحة المظاهر السلبيّة التي تنتشر عبر تلك المواقع.

 

تدهور العلاقات الاجتماعية

 

وقال سليمان بن سعيد بن خلفان الغافري إنّ الاستخدام السيء لشبكات التواصل الاجتماعي قد يتحول إلى مشكلة متجذرة ينتقل أثرها السلبي من الفرد الى الاسرة والمجتمع بشكل عام، ومن الآثار السلبية التى يخلفها الاستخدام السيء لشبكات التواصل الاجتماعي تدهور العلاقات الاجتماعية بين الأفراد رغم أنّها من المفترض صنعت من أجل المساهمة في التقارب العائلي وبناء صداقات جديدة، إلى جانب دورها في زيادة الثقافة العامة للمتصفحين، وهو ما يحدث عكسه على أرض الواقع، حيث ثبت أنّها تساهم في انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة التي تسبب البلبلة في مختلف المجتمعات. وأشار إلى أثرها النفسي على المتصفحين الذين يدمنون البقاء داخل تلك التطبيقات على مدار اليوم حتى باتوا يفضلون الحديث مع من يتعرفون عليهم في الواقع الافتراضي أكثر من التقرب إلى أصدقائهم وإخوانهم في الواقع.

وقال الغافري إنّ شبكات التواصل الاجتماعي تؤثر على الأبناء بهدر أوقاتهم دون فائدة حيث يهملون في إنجاز المهام الدراسية التي يجب عليهم تنفيذها من واجبات مدرسية وطاعة الوالدين وغيرها من الواجبات، ومن أهم الأمور التي يجب ألا يغفل عنها الآباء هي حمايه أبنائهم من التواصل مع أشخاص ليسوا في مثل أعمارهم مما قد يكون له أثر سلبي على سلوكهم، ولابد أن يراقبوا أبناءهم أثناء التعامل مع برامج التواصل، لحمايتهم من بعض المخاطر الاجتماعية من خلال غرس القيم النبيلة وتحصينهم فكريا وروحيا ودينيا.

وذهب عزان بن علي بن حمد العبري إلى أنّ شبكات التواصل الاجتماعي نالت خلال السنوات القليلة الماضية شهرة واسعة بين الصغار والكبار، وكثير من فئات المجتمع تفضل التعامل معها بهدف التواصل والتعارف ورصد ما يدور حولهم من أحداث والتعرف على كل جديد في شتى مجالات الحياة. وأوضح أن تلك المواقع سلاح ذو حدين، بحسب الاستخدام الايجابي والمفيد أو الاستخدام السلبي، فلا ننكر أن هناك فئة ليست بالقليلة تستخدم هذه الشبكات بالشكل السلبي ويتركون آثارهم على مختلف فئات المجتمع من خلال نشر الشائعات والأخبار التي لا مصدر صحيح لها، ورغم ذلك تنتشر بسرعة عبر هذه الشبكات ويصدقها الكثيرون، لذلك يجب الحذر من اختيار الشبكات ذات الخصوصية التي تحفظ البيانات والمعلومات حتى لا يتم استغلالها فيما يضر المتصفحين.

 

تأثر نتائج الطلاب

 

وأضاف العبري أن شبكات التواصل الاجتماعي تؤثر على نتائج الطلاب ومستويات تحصيلهم كما أن لها أثرا على الخريجين والمقبلين على مشاريع التخرج فضلا عن أثرها السلبي على تدهور ضعف المستوى اللغوي لدى المتصفحين الذين يستخدمون اللغة الإنجليزية أو يستخدمون الحرف الإنجليزية في كتابة كلمات عربية في الأصل وكذلك الكتابة باللهجات المحلية بدلا من الالتزام بقواعد اللغة العربية. وأكد العبري أنّ المتخصصين يحذرون من الأثر السبي لتلك المواقع على الترابط الأسري حيث إنّ أفراد الأسرة لا يقضون وقتا مناسبا مع ذويهم ويهدرون هذه الأوقات مع أشخاص غرباء في واقع افتراضي.

وأضاف يجب تطبيق ضوابط وقوانين استخدام هذه الشبكات الاجتماعية لكي يحفظ للمستخدم حقه في الاستخدام وعدم تعرّضه للقرصنه أو السب أو الشتم أو التهكير والتقليل من الظواهر السلبيه من جراء استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وعمل حملات تثقيفية لنشر الوعي والتعريف بقانون وضوابط استخدامها بالشكل الصحيح.

وقال الوليد بن خالد بن حميد اليعقوبي إنّ المجتمعات حول العالم تعيش حالة من التطور على كافة الأصعدة ومن مظاهر ذلك أن ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في جعل العالم قرية صغيرة، لكنّها تبقى سلاحا ذو حدين وخطرها يأتي من خلال استخدامها بشكل سيء مما يؤدي إلى وقوع العديد من المشاكل الاجتماعيّة التي لا تنتهي وقد تؤدي بصاحبها إلى التورط في متاهات ليس لها نهاية لذلك يجب أن تكون هناك ضوابط لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي بحيث لا تؤثر على الفرد والمجتمع ودون وجود هذه الضوابط قد تتسبب شبكات التواصل الاجتماعي في انحراف المجتمع فكريًا ودينيًا وسياسيًا إلى جانب تسببها في مشاكل أسرية ومنها قطع صلة الرحم وانشغال أفراد الأسرة في أمور هامشية. وأضاف اليعقوبي أن الأفكار الدخيلة قد تعرض المجتمع للانحراف وهو ما نلمس أثره في الكثير من المجتمعات الأخرى على مستوى الأخلاق والقيم الدينية وتحول أهلها إلى فرق وطوائف فكرية ودينية وسياسية.

تعليق عبر الفيس بوك