انتعاش آمال التسوية السلميّة للأزمة اليمنيّة

مرة أخرى تنتعش الآمال في إمكانيّة التوصل إلى حلول سلميّة للأزمة اليمنيّة، مع سريان وقف لإطلاق النار في اليمن أمس؛ تزامنًا مع بدء أطراف الصراع محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف بسويسرا..

والباعث على هذا التفاؤل، أنّ التئام شمل الفرقاء اليمنيين على مائدة التفاوض يعد تطورًا مُهمًا في مسار الحل السياسي للأزمة، خاصة أنّ هذه الجولة من المحادثات افتتحت بالموافقة على جدول الأعمال، إضافة إلى التقاء كبار المبعوثين، مما يعد تطورًا إيجابيًا على صعيد إذابة الجليد المعنوي الذي يعترض مسار المفاوضات، على عكس الجولة السابقة من المحادثات، والتي جرت في يونيو المنصرم بجنيف وكانت غير مباشرة وبرعاية الأمم المتحدة، وانتهت دون التوصل إلى اتفاق مع تبادل الطرفين الاتهامات.

والشاهد أنّه يمكن التأسيس على هذا الوقف المؤقت لإطلاق النار ليصبح دائمًا؛ وبالتالي تكون الأطراف المُتصارعة قد خطت خطوتها الأولى نحو إنهاء النزاع الذي استمر لأشهر وأسفر عن مقتل أكثر من ستة آلاف شخص وفقًا للإحصائيات الدولية المعتمدة.

ولا شك أنّ الالتزام الكامل لأطراف الصراع في اليمن بوقف إطلاق النار، وإنهاء كافة المظاهر العدائيّة من شأنه أن يُمهّد الطريق إلى بناء سلام دائم في البلاد التي أنهكها الصراع، وفاقم معاناة أهلها بصورة كارثية.. حيث إنّه وفي هذا الصدد تُحصي وكالات الإغاثة والأمم المتحدة أعدادًا كبيرة من اليمنيين الذين يرزحون تحت وطأة المعاناة جراء نقص الغذاء والدواء..

ويعول كثيرًا على أن تقوم الأمم المتحدة بدور مهم وأساسي في العمل مع الأطراف اليمنيّة للتوصّل إلى تسوية سلميّة للأزمة؛ من خلال تحقيق اتفاق يترتب عليه سلام شامل ومستدام يكفل وقف نزيف دم الشعب اليمني الذي يعاني كثيرًا جراء هذا الصراع الدموي.

تعليق عبر الفيس بوك