عبد اللطيف الزياني: مستجدات القضايا الإقليمية والدولية على طاولة قمة الرياض بعد غد

أمين عام مجلس التعاون الخليجي في حوار ينشر بالتزامن

 

دول مجلس التعاون حققت مستويات عالية من التنسيق لمواجهة كافة التحديات الأمنية

 

مواجهة المخططات الإرهابية على رأس الاهتمامات.. وأمن الخليج كل لا يتجزأ

 

التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون ارتفع إلى أكثر من 140 مليار دولار

 

الاتحاد الجمركي الخليجي بات واقعا ملموسا ونسعى للحصول على اعتراف دولي به

 

من أبرز الإنجازات إنشاء جهاز الشرطة الخليجية لتعزيز التعاون الأمني

 

لا خلافات بين دول التعاون بشأن الأهداف الاستراتيجية الكبرى حول قضية اليمن

 

على إيران إنهاء احتلال الجزر الإماراتية.. ونؤكد الرغبة في إقامة علاقات مشتركة تستند للقانون الدولي

 

 

حوار - جابر الحرمي

قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني إن القمة الخليجية السادسة والثلاثين التي تنعقد في الرياض بعد غد، الأربعاء، تتناول مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن قادة الدول الخليجية حريصون على اتخاذ القرارات التي تحفظ مصالح دول المجلس والأمة العربية والإسلامية، خصوصا وأن القمة تنعقد في ظل مرحلة زاخرة بمزيد من التشابك والتعقيد بين ملفات كثيرة.

وأضاف الزياني في حوار مع صحيفة الشرق القطرية أجراه رئيس التحرير جابر الحرمي، وتنشره "الرؤية" بالتزامن، إن دول الخليج حريصة على تعزيز التعاون لمواجهة التحديات الأمنية وعلى رأسها مكافحة ظاهرة الإرهاب مؤكدا أن دول التعاون حققت مستويات عالية من التنسيق وتبادل المعلومات لمواجهة كافة الأخطار الأمنية بأعلى درجات الحيطة والحذر، لافتا إلى أن أبرز الإنجازات على هذا الصعيد إنشاء جهاز الشرطة الخليجيّة ومقره أبوظبي لتعزيز التعاون الأمني، مشددا على أنّ الخليج كل لا يتجزأ.

وأضاف الزياني أنّ الاتحاد الجمركي بات واقعًا ملموسًا مشيرا إلى أنّ دول المجلس تسعى حاليًا إلى تحقيق اعتراف دولي بالاتحاد الجمركي الخليجي، منوها إلى أنّ وجود الاتحاد ساهم في زيادة التبادل التجاري بين دول المجلس حتى وصل إلى 140 مليار دولار عام 2014.

وجدد الأمين العام للمجلس نفي وجود أي خلافات بين دول التعاون بشأن الأهداف الاستراتيجية الكبرى حول اليمن، والتي تتطابق مع مصالح الشعب اليمني الشقيق وعلى رأسها تحقيق انتقال سياسي سلمي. ودعا الزياني إيران إلى إنهاء احتلال الجزر الإماراتية ووقف كل أشكال التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس، مشيرًا إلى أنّ دول التعاون تؤكد دائمًا رغبتها في إقامة علاقات مع إيران تستند إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

 

..وإلى نص الحوار:

 

· كيف تقيّمون أهمية القمة الخليجيّة السادسة والثلاثين التي تبدأ أعمالها الأربعاء المقبل في الرياض، وما هي أبرز الملفات التي تتصدرها؟

 

** بداية، لابد من التأكيد على أنّ لقاءات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، حفظهم الله ورعاهم، هي دائماً وأبداً لقاءات خير وبركة، وعلامات مضيئة في مسيرة مجلس التعاون. فهم، رعاهم الله، يستعرضون الموضوعات التي ترفع لهم من أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية ووزراء الدفاع ووزراء الداخلية وبقية الوزارات، والتي تتعلق بمجالات التعاون والتكامل بين دول المجلس، ويقيّمون ما تمّ إنجازه خلال العام، ومن ثمّ يصدرون توجيهاتهم بشأنها.

كما أنّهم يتابعون مستجدات القضايا الإقليمية والدولية ويحرصون على اتخاذ القرارات التي تحفظ مصالح دول المجلس والأمة العربية والإسلامية. ولا يخفى أنّ المرحلة الحالية زاخرة بمزيد من التشابك والتعقيد بين ملفات كثيرة.

 

· وما تقييمكم لرئاسة دولة قطر لمجلس التعاون حاليا، وأبرز الملفات التي تم إنجازها في هذه الدورة؟

 

** كانت رئاسة دولة قطر للدورة الخامسة والثلاثين لمجلس التعاون متميزة وفعالة ومثمرة، بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر-حفظه الله ورعاه- وما أبداه سموه من دعم واهتمام لتعزيز مسيرة المجلس ومضاعفة إنجازاته، وما قدمته الحكومة القطرية من مساندة وتسهيلات خلال اجتماعات المجالس واللجان الوزارية المختصة. كما كان للجهود الحثيثة التي بذلها سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير خارجية دولة قطر الأثر الفعّال في دفع مسيرة المجلس المباركة. وحفلت الدورة المباركة بالإنجازات المهمة التي أدت إلى استكمال تنفيذ العديد من قرارات المجلس الأعلى؛ ومتابعة تنفيذ المشاريع الاستراتيجية المهمة.

 

 

· وما حجم التحديات الأمنيّة التي تواجه دول المجلس ورؤيتكم تجاهها؟

 

** هناك تحديات بكل تأكيد، لكن مجلس التعاون هو صخرة استقرار وسط بيئة إقليمية شديدة التوتر وعدم الاستقرار. كما أنّ عالم اليوم أصبح أكثر تعقيداً من ذي قبل، حيث تتداخل فيه التأثيرات المتبادلة على المستويات الإقليمية والعالمية. فعلى سبيل المثال، أصبحت ظاهرة الإرهاب كما هو مشاهد ظاهرة عالمية تتخطى الحدود والقارات. ودول المجلس تؤكد دائما على أن منهجها في مواجهة التحديات الأمنية كافة هو تعزيز التعاون المشترك فيما بين دول المجلس وكذلك فيما بينها وبين الدول والمجموعات الدولية الصديقة. وحققنا في المجلس بحمد الله مستويات عالية ومتقدمة من التنسيق وتبادل المعلومات لمواجهة كافة الأخطار الأمنية بأعلى درجات الحيطة والاستعداد. ومن آخر منجزاتنا في هذا الشأن إنشاء جهاز الشرطة الخليجية، ومقره في أبو ظبي لتنسيق وتعزيز التعاون الأمني بين الأجهزة المختصة في دول المجلس.

 

 

· وإلى أي مدى أثر الوضع في اليمن على تماسك المنظومة الخليجية؟

 

** دول المجلس متفقة تماماً فيما بينها بشأن محاور الأزمة اليمنية وأهمية معاودة تحقيق انتقال سياسي سلمي في الجمهورية اليمنية. وليس هناك اختلاف فيما يتعلق بالأهداف الاستراتيجية الكبرى بشأن اليمن والتي هي في نفس الوقت تتطابق مع مصالح الشعب اليمني الشقيق.

 

· وماذا عن مصير المبادرة الخليجية في ظل استمرار عاصفة الحزم وإعادة الأمل؟

 

** إن دول مجلس التعاون ملتزمة بتطبيق المبادرة الخليجية واستكمال عملية الانتقال السياسي السلمي في اليمن، ونؤكد دائماً أن الحل في اليمن يجب أن يكون سياسياً. ولم تكن عاصفة الحزم وإعادة الأمل إلا استجابة لطلب رسمي من فخامة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لإنقاذ اليمن من انقلاب القوى المناوئة؛ التي خرجت على إرادة الشعب اليمني والمؤسسات اليمنية الشرعية والعملية الانتقالية السلمية، وأرادت فرض إرادتها على شعبها بقوة السلاح.

 

 

· وكيف تنظرون إلى جهود المبعوث الأممي الجديد إسماعيل ولد الشيخ أحمد؟ ومدى تعاونه معكم للوصول إلى حلول سلمية للأزمة اليمنية؟

 

** دول المجلس تؤيد الجهود الدبلوماسيّة التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوث الأمين العام لتطبيق قرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار 2216، والالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل. كما أنّ التنسيق بيني وبين السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد متواصل ومثمر، ونأمل أن تُكلل جهوده بالنجاح.

 

· هناك مواجهة مفتوحة مع إيران.. فما هي أسس المواجهة في ظل التهديدات الإيرانية للشقيقة المملكة العربية لسعودية ؟

 

** أكدت دول مجلس التعاون دائما رغبتها في إقامة علاقات تعاون بناءة مع جمهورية إيران الإسلامية تستند على القانون الدولي وميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، بحيث تلتزم إيران باحترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس ومقومات حسن الجوار والأخوّة الإسلاميّة. وندعو إيران إلى إنهاء احتلالها للجزر الإمارتية المحتلة وإلى وقف كافة أشكال التدخلات في الشؤون الداخلية لدول المجلس.

 

· وماذا عن ملفات التدخلات الإيرانية في البحرين والكويت؟

 

** أمن دول المجلس كل لا يتجزأ؛ وكل ما يمس أمن دولة عضو يهدد الأمن الجماعي لدول المجلس، وللأسف أثبتت الأجهزة الأمنية المختصة في كل من مملكة البحرين ودولة الكويت ارتباط عناصر إرهابية وتخريبية بإيران بعدة أمور منها التدريب والتسليح والتمويل والتهريب. وقد دان مجلس التعاون هذه التدخلات الإيرانية، ودعا إيران لوضع حد لهذه الممارسات المضرة.

 

 

· وما تأثير الاتفاق النووي على دول الخليج؟

 

** انطلاقاً من تأكيد المجلس باستمرار على حل موضوع البرنامج النووي الإيراني سلمياً، وعلى حق كل الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وعلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، رحب المجلس بهذا الاتفاق، وشدد على أهمية تقيد إيران بالتزاماتها بدقة وعلى أهمية متابعة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجموعة 5+1 لهذا الأمر بصورة دقيقة وحثيثة، ويأمل المجلس أن تستخدم إيران الأموال التي ستحصل عليها نتيجة لرفع العقوبات الدولية بما يعود بالنفع على الشعب الإيراني ويحسن أوضاعه المعيشية.

 

· وما مدى اهتمام الأمانة العامة بالوضع في سوريا، ورؤيتكم لحل الأزمة في ظل التدخل الروسي والإيراني؟

 

** يتمثل موقف مجلس التعاون بشأن الأزمة السورية في الدعوة إلى حل سياسي وفقاً لبيان جنيف1 وتفاهمات فيينا، ونحن ندعو إلى انسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا. وعبر المجلس عن إدانته الشديدة للمجازر التي ارتكبها نظام الأسد في حق الشعب العربي السوري الشقيق باستخدام كل أنواع الأسلحة كالطائرات والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية. كما عبر المجلس عن قلقه العميق من استمرار وتفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة للمهجرين واللاجئين السوريين في داخل وخارج سوريا. والمجلس مهتم بالمساعدة سياسياً في حل الأزمة السورية؛ فدول المجلس مشاركة في مجموعة أصدقاء سوريا منذ إنشائها، ومن هذا ما تبذله المملكة العربية السعودية على سبيل المثال من حهود مخلصة لمساعدة الائتلاف الوطني السوري، وكذلك مشاركتها في اجتماعات فينيا مؤخراً. وبذلت دول المجلس جهوداً مشهودة وصادقة لمد يد العون والمساعدة لنصرة الإخوة السوريين على كافة الأصعدة، كالمساعدات المادية والطبية والتعليمية والإغاثية؛ وأخص في هذا الشأن الجهود القيمة التي بذلتها دولة الكويت باستضافة ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين للشعب السوري الشقيق.

 

· وماذا عن العلاقات الخليجية الأمريكية بعد قمة كامب ديفيد؟

 

** شكلت قمة كامب ديفيد محطة مهمة أكدت على العلاقة الاستراتيجية بين دول المجلس من جهة والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أكدت الولايات المتحدة الأمريكية التزامها بأمن واستقرار دول المجلس.

وقد شكل الطرفان 6 فرق عمل متخصصة لتنسيق التعاون المشترك. وقد باشرت هذه الفرق أعمالها وعقدت اجتماعات عدة، وهي محل متابعة من أصحاب السمو والعالي وزراء الخارجية من الطرفين، ومباركة من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس.

 

 

· وما حجم ما تحقق من جهود الوحدة الاقتصادية الخليجية، ومصير الوحدة النقدية والاتحاد الجمركي؟

 

** أنجزت دول المجلس شوطاً طويلاً لتحقيق الوحدة الاقتصادية الخليجيّة. وأسست السوق الخليجية المشتركة وحققت المواطنة الاقتصادية التي منحت كل مواطن خليجي الحق في التملك والعمل وممارسة والأعمال التجارية والمهن والاستفادة من الخدمات الحكومية في المجالات التعليمية والصحية والتأمين والضمان الاجتماعي والخدمات الاجتماعية الأخرى. أمّا الاتحاد الجمركي فقد أصبح واقعاً ملموساً ولم يتبق إلا بعض مواضيع ذات طابع فنّي بحت جار العمل على تذليلها. والوحدة النقديّة هي بيد المجلس النقدي الذي تتكون عضويته من أصحاب المعالي والسعادة رؤساء البنوك المركزية في دول المجلس؛ والمجلس يدرّس الأسلوب الأمثل لتحقيق هذا الهدف الحيوي لكي يتحقق بخطوات ثابتة تضمن استقرار الأسواق النقدية والمالية والتجارية في الدول الأعضاء.

 

· وإلى أين وصل حجم التجارة البينية بين دول مجلس التعاون؟

 

** أدى الاتحاد الجمركي إلى زيادة التبادل التجاري بين دول المجلس الذي وصل إلى حوالي 140 مليار دولار في عام 2014 بعد أن كان ضئيلاً منذ ثلاثة عقود. ومجلس التعاون يسعى حالياً إلى تحقيق اعتراف دولي بالاتحاد الجمركي الخليجي لتعزيز مصالحنا التجارية على مستوى عالمي.

 

 

· وما الجديد على صعيد الحوارات الاستراتيجية بين مجلس التعاون والدول والتكتلات الاقليمية؟

 

** دول كثيرة تطلب الموافقة على إقامة حوارات إستراتيجية معها والمجلس يدرج هذه الطلبات وفق ما يحقق المصالح المشتركة. وخلال فترة قريبة، وسنوقع مذكرات تفاهم مع عدد من الدول الصديقة بهدف تعزيز علاقات دول المجلس مع تلك الدول.

 

· وأين يقف مشروع السكك الحديدية؟

** المشروع يسير حسب الجدول الزمني المتفق عليه، وقد أوشكت مرحلة التصاميم الهندسية على الانتهاء ومن المقرر أن يكتمل المشروع في عام 2018 ومجلس التعاون بصدد إعداد دراسة لإنشاء هيئة متخصصة للإشراف على تنفيذ المشروع الاستراتيجي الذي سيكون له تأثير مباشر على تعزيز الترابط والتكامل والتجارة البينية بين دول المجلس.

 

· وماذا عن ضم الأردن والمغرب للمنظومة الخليجية.. أم أنّ الفكرة طويت؟

 

** تم الاتفاق على إقامة علاقات استراتيجية بين دول المجلس وكل من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية الشقيقتين بهدف تقوية وتنمية علاقات التعاون معها، تنفيذًا لتوجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس رعاهم الله. ويعقد أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجيّة اجتماعات مشتركة منتظمة لمتابعة قضايا التعاون والتنسيق المشترك مع البلدين الشقيقين، كما أنّ فرق العمل المشتركة قطعت شوطا كبيرًا لمتابعة تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه من برامج ومشاريع مشتركة.

تعليق عبر الفيس بوك