قوات السلطان المسلحة.. السياج المنيع والحامي العتيد لمنجزات مسيرة النهضة المُباركة وقوة ضاربة عالية التدريب والجاهزية

صفحات مض يئة من التضحية والفداء والتفاني من أجل المُساهمة في بناء الوطن والسهر على أمنه

خُطط مستمرة لتحديث سلاح الجو السلطاني العماني ليكون دائما قوة حديثة التسليح والتنظيم

"الشامخ" و"الرحماني" و"الراسخ" و"شناص".. إضافة نوعية لأسطول البحرية السلطانية العُمانية

خُطط وبرامج مُستمرة في التدريب والتأهيل بالحرس السُّلطاني العُماني

فرق الموسيقى العسكرية بقوات السلطان المسلحة تؤكد حضورها المتميز في الداخل والخارج

استمرار جهود استيعاب الشباب العُماني الباحث عن العمل

كلية الدفاع الوطني توفر لصناع القرار البيئة التعليمية الأكاديمية المحفزة على البحث والتطوير

"شباب عمان الثانية" تجدد التواصل الحضاري مع دول مجلس التعاون الخليجي

التوجيه المعنوي يضطلع بإدامة الروح المعنوية وإبراز الدور الوطني لقوات السلطان المسلحة

متحف قوات السلطان المسلحة بقلعة بيت الفلج يجسد تاريخ العسكرية العمانية

مسقط - الرؤية

يُجسد الثامن عشر من نوفمبر المجيد، ملحمة الإرادة الوطنية التي قاد زمامها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- برؤيته الثاقبة، وعزيمته القوية، وحكمته الفذة، وبعزيمة وقوة وإرادة جنود أشاوس، تسلحوا بالعزيمة الصادقة ونبل الهدف وعظيم المقصد، لرفعة وصون عُمان الغالية وتقدم ورخاء أبنائها البررة المخلصين، لتبقى أرض عُمان مصونة ومنجزاتها محروسة، تاريخها شاهد على عظمة هذا العمل والعطاء، وحاضرها مشرق زاهر بالإنجازات في شتى المجالات وعلى جميع الأصعدة، تُسابق الزمن لبلوغ أوجه التطور والتحديث وتحقيق رفاهية المواطن العُماني.

ولقد حرصت السلطنة على تكامل المنظومة العسكرية برفدها بقوى بشرية تتمتع بكفاءة عالية وقدرات مادية ومعنوية، والتي يؤدي الارتقاء بها في العدة والعتاد إلى ما يمكنها من أداء دورها الوطني المقدس، ومن هذا المنطلق انتهجت السلطنة خططاً لتزويد قوات السلطان المسلحة بمعدات وأسلحة متطورة من دبابات وناقلات جند مدرعة ومنظومات صاروخية ومدفعية وعربات مدرعة وطائرات مقاتلة ونقل وعمودية.

وزُودت هذه القوات بمختلف أنواع السفن خاصة سفن الإنزال والقرويطات والزوارق المتطورة دعماً للدور الكبير الذي تضطلع به قوات السلطان المسلحة بالإضافة إلى عمليات التطوير والتأهيل المستمرة لأسلحة الإسناد التي تمكنها من القيام بواجبها الوطني على أكمل وجه، هذا فضلاً عن خطط وبرامج تأهيل القوى البشرية بما يتواكب والمكانة العلمية والتدريبية التي وصل إليها الجندي العُماني، والذي أصبح قادراً على التعامل مع التقنية الحديثة بكل حرفية وإتقان.

الجيش السلطاني العُماني

وأصبح الجيش السلطاني العُماني بفضل ما تحقق له من الإنجازات العديدة على مدى سنوات المسيرة المباركة من التطوير والتحديث قوة ضاربة يُعتد بها، وهو محل فخر واعتزاز، حيث زودت ألوية وتشكيلات المشاة وأسلحة المناورة والإسناد بأسلحة ذات تقنية متطورة، وجرى انتهاج مخطط تدريبي يتناسب وتقنية تلك الأسلحة وفق منظور حديث، حيث تُجرى تدريبات متواصلة لتعزيز الكفاءات القتالية. ويتم باستمرار انتهاج تطوير شامل لهذه الوحدات والتشكيلات وإمدادها بمختلف الأسلحة اللازمة لتنفيذ مهامها الوطنية، مثل ناقلات الجند المدرعة وبرامج حديثة للمدفعية والدفاع الجوي والمدرعات وسلاح الإشارة ووسائط النقل، ناهيك عن ورش الصيانة المتخصصة والمنتشرة في كل القطاعات بالجيش السلطاني العُماني، فأصبحت هذه الوحدات والتشكيلات منظومة قتالية متكاملة وعالية الأداء بأسلحة النّار والمناورة وخدماتها العملياتية والإدارية والفنية، وبما زودت به من أسلحة متنوعة معززة بقوى بشرية مؤهلة علمياً وفنياً، كما شهدت قوات الفرق تطورًا كبيرًا في التنظيم والتدريب والمنشآت والمرافق الخدمية ووسائل الاتصالات المتطورة. ويجري باستمرار اقتناء الأسلحة وفق متطلبات الجيش السلطاني العُماني التي تمكنه من الوفاء بمتطلباته العملياتية والوطنية والتكيف مع إستراتيجية بناء المنظومة العسكرية العُمانية المتكاملة سواء من خلال إجراء التحديثات لنمط الوحدات أو من خلال استحداث تشكيلات متخصصة ومحترفة قادرة على الحفاظ على أمن الوطن الغالي.

سلاح الجو السلطاني العُماني

ويعد سلاح الجو السلطاني العُماني اليوم قوة جوية حديثة التسليح والتنظيم بما زود به من مقاتلات حديثة ومتطورة وفق منهج مدروس، وبالكفاءة والمقدرة العاليتين التي يتمتع بها منتسبوه، فقد تمّ تعزيز قدرات هذا السلاح بالطائرات المتطورة المقاتلة وطائرات النقل والعمليات التعبوية والاستطلاع والمراقبة، والطائرات العمودية، ومنظومة للدفاع الجوي، مثل بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والرادارات، وطائرات التدريب والمشبهات التدريبية، كما قام السلاح بإبرام عدة اتفاقيات لمواجهة تحديات ومتطلبات المستقبل ورفع قدراته التسليحية بإدخال أحدث التطورات التقنية العسكرية لنظمه إلى جانب ما يملكه السلاح من القواعد الجوية المزودة بالتجهيزات اللازمة للقوة الجوية الفاعلة والقادرة على العمل في مختلف الظروف، كما يتم باستمرار تحديث قواعد وأقسام ومرافق السلاح من الأجهزة والمعدات ووسائل النقل والقوى البشرية.

البحرية السلطانية العمانية

ونظرًا لموقع السلطنة الإستراتيجي وإشرافها على واحد من أهم الممرات المائية في العالم (مضيق هرمز الإستراتيجي)، فإنّ البحرية السلطانية العُمانية تقوم بدور فاعل من أجل الحفاظ على المصالح الوطنية إستراتيجياً وأمنياً واقتصادياً من خلال وجودها الدائم والمستمر في البحار العمانية، حيث تضم أسطولاً مزوداً بالأجهزة والمعدات ذا قدرات تسليحية متطورة، إضافة إلى تشكيلة من زوارق السطح المعروفة بسفن المدفعية والسفن الصاروخية السريعة وسفن الإسناد والتدريب والشحن والمسح البحري (الهيدروغرافي) لتساند سفن الدوريات في حماية الشواطئ العُمانية وتأمين مياهها الإقليمية والاقتصادية ومراقبة العبور البحري الآمن للسفن وناقلات النفط عبر مضيق (هرمز) الإستراتيجي وتأمين النقل البحري لوحدات قوات السلطان المسلحة على امتداد سواحل السلطنة، وإسنادها للعمليات الدفاعية وحماية مصائد الثروة السمكية، ومهام الإسناد للعمليات البرمائية المشتركة وعمليات النقل البحرية، فضلاً عن تمتع كوادرها بتأهيل عالٍ ليكونوا قادرين وبكفاءة على التعامل مع التحديات التي تواجههم أثناء أداء مهامهم الوطنية.

الحرس السلطاني العُماني

ويعد الحرس السلطاني العُماني أحد الأسلحة المهمة في المنظومة العسكرية العُمانية الحديثة، والذي حظي كبقية أسلحة قوات السلطان المسلحة بالرعاية والاهتمام الساميين من لدن جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- حتى وصل إلى مستوى عال من الكفاءة والقدرة القتالية بما يضمه من وحدات مشاة وإسناد مزودة بالأنظمة والمعدات والأجهزة المتطورة، بالإضافة إلى الوحدات التعليمية والفنية والإدارية، وقد أولى الحرس السلطاني العُماني أهمية كبيرة بعمليات التأهيل والتطوير؛ حيث تم وضع خطط وبرامج التدريب اللازمة بما يتماشى ومتطلبات التعامل مع المعدات المتطورة التي زود بها. وتسعى كلية الحرس التقنية إلى رفد الحرس السلطاني العُماني وأجهزة الدولة الأخرى بالكوادر المؤهلة تأهيلا تقنيا يضاهي التعليم التقني الدولي.

الخدمات الهندسية

الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع هي أحد أسلحة الإسناد الرئيسية في قوات السلطان المسلحة، حيث تقوم بدور حيوي كبير من خلال توفير الدعم الفني والهندسي للتمارين العسكرية وتوفير وإدامة الخدمات الضرورية مثل المياه والطاقة الكهربائية وشبكات الصرف الصحي ومرافق البنية الأساسية في المعسكرات والقواعد والمنشآت العسكرية، ورفع الطاقة الإنتاجية للمحطات داخل المعسكرات باستمرار، إضافة إلى وضع التصاميم والإشراف على المشاريع الإنشائية وأعمال الصيانة، وصيانة البنى الأساسية والمرافق المختلفة، وتصميم وتنفيذ الطرق الداخلية في المعسكرات، وكذلك شق بعض الطرق في محافظات وولايات السلطنة المختلفة، مساهمة من وزارة الدفاع في جهود التنمية الشاملة بالبلاد.

الهيئة الوطنية للمساحة

وتبوأت الهيئة الوطنية للمساحة مكانة مرموقة كجهاز مركزي يضطلع بمهام إنتاج الخرائط العسكرية والمدنية وعمليات التصوير الجوي في جميع أرجاء السلطنة، ووضع معايير المسوحات الطوبوغرافية، وإدامة الأرشيف الوطني للمواد الجغرافية، وتوفير خرائط الطيران والمعلومات الجغرافية من خلال تشكيلة واسعة من معدات الطباعة والبرمجيات الحديثة لمراحل إنتاج الخرائط والتصوير ووسائل الإنتاج التخصصية والفنية المتطورة ونظمها المتناهية الدقة للمسح الفضائي وأجهزة الرسم التصويرية القياسية والتحليلية.

كما تقوم الهيئة بدور كبير في مجال إدامة الشبكات المساحية وتوفير الإسناد الجغرافي والتدريب في مجال الرسم وإنتاج الخرائط. ويعد معهد علوم المساحة وإنتاج الخرائط بالهيئة والذي يمنح الدبلوم الوطني في المساحة ورسم الخرائط إحدى الاضافات الجديدة بالهيئة حيث يستقطب المعهد موظفين من الدوائر العسكرية والمدنية المعنية بالمساحة وإنتاج الخرائط، كما يقوم بتنظيم دورات تخصصية في هذا المجال.

الخدمات الطبية والاجتماعية

وتقوم الخدمات الطبية للقوات المسلحة بتقديم أفضل الخدمات العلاجية لمنتسبي قوات السلطان المسلحة وعائلاتهم، هذا إلى جانب دورها الكبير في الإسناد الطبي وعمليات الإخلاء فضلاً عن إسهاماتها التنموية الفاعلة في المجالات الصحية وتقديم خدمات الطبيب الطائر في الحالات الطارئة. ولكي تفي الخدمات الطبية بأدوارها المناطة بها زودت بأحدث الأجهزة الطبية للقيام بأعمال التشخيص والفحوصات والتحاليل المخبرية والجراحة والعلاج.

وتعد مدرسة الخدمات الطبية للقوات المسلحة من الصروح التدريبية التي ترفد قوات السلطان المسلحة بالكوادر الطبية والفنية المؤهلة تأهيلاً علمياً وفنياً، كما أضيفت أقسام ومرافق حديثة إلى مستشفى القوات المسلحة بالخوض ومستشفى القوات المسلحة بصلالة اللذان يعدان بحق أحد أوجه اهتمام قوات السلطان المسلحة بمنتسبيها وأسرهم.

كما زودت وحدات وتشكيلات وقواعد ومعسكرات وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة بالمراكز الطبية والمستشفيات العسكرية مع تحديث مستمر ومتواصل لمرافقها وطواقمها الطبية والذي يعد إلى جانب مهامها دعماً لكافة أوجه تطوير وتحديث الخدمات الصحية بالبلاد.

وانطلاقا من اهتمام قوات السلطان المسلحة بمنتسبيها ضمن مجالات الرعاية الاجتماعية فإنّ الخدمات الاجتماعية العسكرية برئاسة أركان قوات السلطان المسلحة، تقوم بتقديم الرعاية الاجتماعية لضباط وأفراد قوات السلطان المسلحة بهدف إدامة الاستقرار الاجتماعي لهم ولأسرهم وذلك من خلال تقديم قروض الإسكان والإشراف على المباني التي يتم بناؤها، إضافة إلى الخدمات والنواحي الاجتماعية الأخرى وهي خدمات لا تقتصر أثناء تأدية الواجب في الخدمة العسكرية فحسب، وإنما تمتد إلى ما بعد ذلك، حيث يتم تقديم خدمات اجتماعية عديدة لمنتسبي قوات السلطان المسلحة في مرحلة ما بعد الخدمة كالعناية بفئة ذوي الإعاقة، حيث يتم العناية بهذه الفئة والعمل على تحقيق طموحاتهم، وذلك من خلال تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، والمتابعة المستمرة لأوضاعهم، وتلبية احتياجاتهم المختلفة.

التوجيه المعنوي

ويضطلع التوجيه المعنوي بإدامة الروح المعنوية وإبراز الدور الوطني الكبير الذي تؤديه قوات السلطان المسلحة ومنتسبوها البواسل وما بلغته من مستويات عالية في جميع المجالات من خلال تنفيذ واجباته الإعلامية العسكرية المختلفة، والتغطية الإعلامية للأنشطة والفعاليات الاجتماعية والثقافية والرياضية في مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وذلك من خلال الإصدارات والمطبوعات المتنوعة الهادفة إلى رفع المستوى الثقافي والمعرفي للضباط والأفراد، وإعداد الأعمال البرامجية التلفزيونية والإذاعية، وتقديم التقارير والبرامج العسكرية بالتعاون مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

وبتوجيهات سامية كريمة يقوم التوجيه المعنوي بتسيير بعثة الحج العسكرية سنويا إلى الديار المقدسة، كما ينظم المسابقة الثقافية على مستوى وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة، وأخرى إرشادية بمناسبة أسبوع مرور دول مجلس التعاون الخليجي، ويعمل على إدامة الأرشيف المصور لقوات السلطان المسلحة الذي يؤرخ مسيرة قوات السلطان المسلحة منذ البدايات الأولى للنهضة المباركة بالصوت والصورة.

وتم إنشاء صندوق تقاعد وزارة الدفاع بموجب المرسوم السلطاني 87/93 الصادر بتاريخ 29 ديسمبر 1993م، ويقوم الصندوق بتنشيط عملية استثمار الأموال الخاصة به تحقيقا للأهداف المرجوة، وذلك بالمشاركة في تأسيس شركات صناعية وخدمية وغيرها التي تسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، كما يقوم صندوق التقاعد أيضًا بالاستثمار بسندات التنمية الحكومية والتي تطرحها الحكومة لتغطية برامجها التنموية، هذا فضلاً عن عمليات الإيداع لدى البنوك مما يوفر لهذه البنوك سيولة نقدية يتم إقراضها للأفراد والمؤسسات من أجل تنشيط الحركة التجارية والعمرانية وغيرها في البلاد، كما أنه يقوم باستثمار أمواله في المجالات العقارية لتنشيط الحركة العمرانية، بالإضافة إلى الاستثمار في الأوراق المالية عبر سوق مسقط للأوراق المالية.

ويؤدي متحف قوات السلطان المسلحة بقلعة بيت الفلج دوراً كبيراً في تجسيد تاريخ العسكرية العُمانية ودورها الحضاري المشرق، وإبراز إسهاماتها الكبيرة قديما وحديثا، حيث يضم المتحف أجنحة تؤرخ أحداث مسيرة قوات السلطان المسلحة وأدوارها الوطنية وأسلحتها التي استخدمتها في مراحلها المختلفة، ويسهم المتحف في إثراء الثقافة العسكرية العُمانية، كما أصبح المتحف قبلة لزوار السلطنة من مختلف دول العالم الشقيقة والصديقة، حيث يتيح الحصول على المعلومات بعدة لغات عالمية، بالإضافة إلى موقع إلكتروني على الشبكة الدولية (الإنترنت) والمطبوعات التعريفية.

تقنية المعلومات

وحققت خدمات تقنية المعلومات تطورا كبيرا وذلك من خلال التأهيل الاحترافي لمنتسبيها بالإضافة إلى اقتناء أفضل البرامج العالمية وتدريب كافة الإدارات والأقسام بوزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة. فقد تم التوسع في نشر أنظمة المعلومات المتخصصة بالإدارة الإلكترونية ومختلف الوظائف الحيوية كإدارة الموارد البشرية والإمداد والمشتريات والمالية وغيرها، والتي ساهمت وبشكل فعال في رفع الإنتاجية وسرعة إنجاز العمل بكفاءة عالية مع توافر البيانات اللازمة لمتخذي القرار بصورة سلسة وميسرة.

أما في مجال تطوير الأداء فإنّ إدامة مختلف الأنظمة تتم من قبل كوادر عمانية مؤهلة ومدربة لتولي هذه المهام بحرفية وكفاءة عالية، وتمثل ذلك في تدريب منتسبي خدمات تقنية المعلومات وحصولهم على شهادات الاعتماد في مجالات إدارة المشاريع وفق منهجية (PRINCE2) وإدارة الخدمات وفق منهجية (ITIL) ناهيك عن الدورات التقنية المختلفة، وقد ساهم ذلك في تحويل المؤسسة للعمل وفقا لهذه المنهجيات مما أتاح لها الحصول على أرقى الشهادات الدولية، فبعد حصول خدمات تقنية المعلومات عام 2009م على شهادة (P3M3) كأول مؤسسة بالشرق الأوسط تحصل على هذه الشهادة، توجت جهود خدمات تقنية المعلومات بحصولها على شهادة (ISO20000) الخاصة بجودة الخدمات التقنية المقدمة، كأول مؤسسة في السلطنة تحصل على هذه الشهادة، وتتوالى الجهود في حصول خدمات تقنية المعلومات على عدد من الشهادات العالمية، مما يمكنها من تحقيق رؤيتها كمركز معتمد دولياً للإجادة في خدمات تقنية المعلومات.

استيعاب الشباب العماني

إنجازات وزارة الدفاع وأسلحة قوات السلطان المسلحة في خدمة الوطن والمواطن خلال مسيرة النهضة المظفرة عديدة ومتنوعة وفي كافة المجالات، وتأتي عملية التجنيد والتوظيف في أولويات اهتماماتها، حيث يتم باستمرار استيعاب أعداد كبيرة من الشباب العماني الباحث عن العمل في صفوفها، ويأتي تخريج الدفعات المتتالية من الضباط والجنود بصورة مستمرة اهتماما بالقوة البشرية والاستفادة من مخرجات التعليم الثانوي والجامعي والدراسات العليا لينضموا إلى من سبقوهم في ميادين الواجب الوطني.

وشرعت قوات السلطان المسلحة ومنذ اللحظة الأولى في تنفيذ الأمر السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- لاستيعاب الشباب العماني في العديد من التخصصات والمجالات، العسكرية منها والفنية والمهن المساعدة الأخرى، حيث تقوم وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة بجهود حثيثة وكبيرة ومستمرة في استيعاب الشباب العماني الباحث عن العمل، ويتم وباستمرار تخريج دفعات عديدة من هؤلاء الجنود الذين انضموا حديثا إلى شرف الانتساب إليها، ليسهموا مع من سبقوهم في خدمة هذا الوطن العزيز وحمل أمانة الذود عن حياضه المقدسة، كما أن جهود التجنيد والتوظيف مستمرة في كافة أسلحة وتشكيلات قوات السلطان المسلحة ودوائر وزارة الدفاع.

واستمرارا للتطوير والتحديث الذي تشهده قوات السلطان المسلحة، فقد تم إنشاء العديد من المنشآت التعليمية والتدريبية لتأهيل الضباط والأفراد في مختلف الأسلحة والتشكيلات والقواعد والوحدات، مشتملة على مختلف التخصصات العسكرية العلمية والفنية والتقنية، كما تحرص قوات السلطان المسلحة على إتاحة وتوفير الفرص لمنتسبيها، لاستكمال دراساتهم العليا في التخصصات ذات الصلة بالعلوم العسكرية والإدارية والفنية، سواء بالسلطنة أو إيفادهم إلى الجامعات والكليات في الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة.

كلية الدفاع الوطني

واستقبلت كلية الدفاع الوطني بوزارة الدفاع يوم 3/9/2015م الدفعة الثالثة، حيث انتسب إلى هذه الدورة عدد من المشاركين من كبار الضباط بأسلحة قوات السلطان المسلحة والحرص السلطاني العُماني وشرطة عُمان السلطانية وشؤون البلاط السلطاني والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى بالإضافة إلى مشاركة عدد من كبار الموظفي من الوزارات والهيئات المدنية، وتهدف دورة الدفاع الوطني التي تمتد لعام دراسي كامل إلى إعداد وتأهيل جيل من القادة وكبار المسؤولين من عسكريين ومدنيين، مسلحين بالعلم والمعرفة المتخصصة بالمهارات الفعالة التي تمكنهم من تولي المناصب القيادية في المستوى الاستراتيجي، وتنمي في الوقت نفسه خبراتهم وقدراتهم الذاتية بأسلوب علمي يرتكز على الحوار الهادف والنقاش التفاعلي، وإعداد البحوث الفردية والجماعية وأوراق العمل، وتنفيذ التمارين ودراسة الحالات المحلية والإقليمية والدولية وفق برامج دراسية ممنهجة معتمدة في ذلك على هيئة توجيه متخصصة ومحاضرين أكفاء ذوي خبرات تخصصية وأكاديمية متنوعة. وقد تم تزويد مبنى الكلية بأحدث الأجهزة وأفضل النظم التعليمية والمساعدات التدريبية كما زودت الكلية بشبكات إلكترونية ووسائط الاتصالات الداخلية متعددة الأغراض لإيجاد بيئة تفاعلية مناسبة.

وتعد كلية القيادة والأركان بقوات السلطان المسلحة صرحاً تعليمياً عسكرياً متميزاً في السلطنة؛ حيث تمنح خريجيها درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، وترفد هذه الكلية قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى بضباط مؤهلين في مجال القيادة، ليتمكنوا من القيام بمهام ووظائف قيادية في المستقبل، كما تستقطب الكلية سنوياً عدداً من الضباط الدارسين من خارج السلطنة من الدول الشقيقة والصديقة، وذلك لما تحظى به السلطنة من علاقات طيبة مع سائر الدول، والسمعة الطيبة والمستوى الراقي الذي وصل إليه هذا الصرح العلمي الشامخ.

الكلية العسكرية التقنية

وتعد الكلية العسكرية التقنية إحدى مؤسسات التعليم التقني الرائدة في السلطنة، وقد زودت الكلية العسكرية التقنية بشتى الوسائل وبما يوفر أرقى المرافق والتسهيلات للدارس بما يمكن الطالب من استيعاب المنهاج المعد بطريقة دقيقة وشاملة، وتمنح الكلية شهادتي الدبلوم المتقدم والبكالوريوس لتسهم بذلك في استيعاب مخرجات التعليم العام بالسلطنة، إلى جانب تحقيق نسبة عالية في تعمين الوظائف الأكاديمية والمساندة في الكلية، وتهدف الكلية العسكرية التقنية المشتركة إلى مركزة التعليم التقني تحت مظلة واحدة، كما تهدف الكلية أيضاً إلى إقامة مركز للبحوث العلمية لوزارة الدفاع يخدم كذلك الجهات الحكومية والقطاع الخاص بما يساهم في خدمة الوزارة والمجتمع.

وفي إطار التوجيهات التدريبية وخطط التطوير لرفع الكفاءة القتالية لألوية وتشكيلات ووحدات وقواعد أسلحة قوات السلطان المسلحة واختبار كفاءة المعدات وقدرات الأفراد وإمكاناتهم في كيفية التعامل مع الأسلحة المتطورة، تنفذ التمارين والبيانات العملية القائمة على إدارة العمليات المشتركة بمختلف مراحلها ومستوياتها، إضافة إلى تنفيذ التمارين المشتركة الموحدة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول الشقيقة الأخرى والصديقة.

كما تولي وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة الجانب التثقيفي اهتماماً كبيراً، فأنشئت المكتبات المركزية التي تحتوي على الكتب والعناوين في المجالات المتنوعة والتي تحقق أكبر فائدة ممكنة لمرتاديها، كما أن هناك المكتبات والأندية الترفيهية المنتشرة في القيادات والتشكيلات والوحدات والقواعد بقوات السلطان المسلحة، وتتنوع وتتعدد الأنشطة الثقافية والفنية التي تنظمها التشكيلات والوحدات من خلال المحاضرات والمسابقات والمنافسات، والتي أفرزت العديد من المواهب الشابة في مختلف المجالات.

"شباب عمان 2"

وقضت التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة باستبدال سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان) بسفينة شراعية أخرى استكمالا للدور التاريخي الذي لعبته هذه السفينة في مد جسور التواصل والصداقة بين السلطنة والدول الشقيقة والصديقة في شتى أنحاء العالم، وقد استهلت سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان الثانية) رحلاتها الدولية بزيارة إلى موانئ دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى متنها نخبة من الشباب البحارة العمانيين وعدد من المتدريبن من بعض الدول الشقيقة والصديقة، حاملة عبق التاريخ العماني ورسالة محبة وسلام عبر عباب الخليج تحت شعار (شراع التعاون 2015 ).

ونظمت البحرية السلطانية العمانية يوم 10/11/2015م حفل تسليم جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي بميناء السلطان قابوس بمطرح تزامناً مع عودة سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان الثانية) من رحلتها الدولية الأولى (شراع التعاون 2015).

وتحظى الرياضة في قوات السلطان المسلحة باهتمام كبير من أجل بناء لياقة الأفراد البدنية وليكونوا دائماً على مستوى عال من الكفاءة القتالية، ولتحقيق هذه الغاية قامت قوات السلطان المسلحة بتوفير الوسائل اللازمة من المنشآت والمرافق الرياضية، وهناك جهود حثيثة تبذل لتطويرها، كما أن إجراء المنافسات والمسابقات المتنوعة أدى إلى ظهور عدة فرق رياضية عسكرية محترفة على مستوى عال نالت شرف تمثيل السلطنة في المحافل العربية والدولية، مثل فرق الرماية والقفز الحر، والفرق الموسيقية، وغيرها من الفرق الرياضية إلى جانب مشاركاتها في المناسبات الوطنية والعسكرية المحلية.

وقد مثّل السلطنة مؤخرًا فرق رياضة عسكرية في دورة الألعاب العسكرية السادسة (السيزم) بجمهورية كوريا الجنوبية وحققت ثلاث ميداليات (ذهبية وفضية وبرونزية)، أسهمت في رفع علم عمان عالياً خفاقًا.

مركز الأمن البحري

ويعنى مركز الأمن البحري بإدارة وقيادة عمليات الأمن البحري ضد المخاطر البحرية، كالقرصنة البحرية، والجريمة المنظمة والتجارة غير المشروعة وتلوث البيئة البحرية، وغيرها من المخاطر التي يمكن أن تقع في البحار العمانية والمنطقة الاقتصادية الخالصة والموانئ والمنشآت المقامة على امتداد السواحل العمانية، وذلك بالتنسيق مع الجهات العسكرية والأمنية والمدنية المختصة والمعنية بالأمن البحري.

وقد دشن يوم 12/10 بمقر قيادة البحرية السلطانية العمانية الموقع الإلكتروني لمركز الأمن البحري، ويعد الموقع الإلكتروني لمركز الأمن البحري على الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت) إحدى الخطوات الهادفة للتعريف بالمهام والأدوار الوطنية التي يطلع بها المركز، وواجهة إعلامية تبرز الجهود الحثيثة التي يقوم بها المركز في مختلف المجالات المتعلقة بالأمن البحري.

ويشمل الموقع الإلكتروني على العديد من الصفحات وباللغتين العربية والإنجليزية والتي تعنى بمهام وواجبات المركز وآلية التواصل معه والأنشطة والفعاليات التي يقوم بها. ويعنى مركز الأمن البحري بإدارة وقيادة عمليات الأمن البحري والتنسيق مع جميع الجهات والأجهزة المعنية بالأمن البحري العسكرية والأمنية والمدنية والمتعلقة بالمخاطر البحرية كالقرصنة والتجارة غير المشروعة والتلوث وغيرها من المخاطر التي يمكن أن تقع في البحار العمانية والمنطقة الاقتصادية الخالصة والموانئ والمنشآت على امتداد السواحل العمانية.

جهود التنمية

وتتفاعل قوات السلطان المسلحة مع مختلف الأجهزة الحكومية في جهود التنمية بالبلاد، باعتبار أن التنمية تمثل تحديا حضاريا وإنجازا عصريا تتضافر فيه جهود مختلف أجهزة الدولة لتحقيق معدلات التقدم والرقي. ومن هذا المنطلق تساهم قوات السلطان المسلحة في مجالات التنمية الشاملة، والتي يتمثل أهمها في السهر على حراسة منجزات مسيرة الخير الظافرة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مما يهيئ مناخاً للازدهار، ويحقق الأمن والاستقرار للمواطن ليقوم بدوره الكامل في الإسهام والبناء، وتهيئة المناخ الاستثماري الأجنبي من خلال ثقته في الوضع الآمن في البلاد، وقد جاءت قوات السلطان المسلحة في طليعة تلك المؤسسات الحكومية التي تشارك بفعالية في مسيرة التحديث والتطوير والتعمير.

وتساهم قوات السلطان المسلحة بتدريب بعض الأفراد المدنيين في الملاحة والاتصالات والإدارة وغيرها، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج التربية العسكرية، مساهمة منها في تربية النشء والأجيال الصاعدة باعتبار أنّ الشباب عماد الأمة ومستقبلها، حيث يتم تزويدهم بمبادئ وأسس وقيم الحياة العسكرية الهادفة إلى غرس القيم العسكرية والوطنية ليكونوا على قدر تحمل المسؤولية وأداء الواجب تجاه وطنهم، ومن ضمن المشاركات التنموية الأخرى تسهم قوات السلطان المسلحة في أعمال شق الطرق في المناطق الجبلية والمناطق الصحراوية، ونقل المواطنين واحتياجاتهم من مواد البناء والمؤن والمياه من وإلى المناطق التي يصعب الوصول إليها بوسائل النقل الاعتيادية، وتقديم الخدمات الصحية للمواطنين في المناطق البعيدة ذات التضاريس الصعبة بالتعاون مع الجهات المختصة الأخرى، فيما يقدم مستشفى القوات المسلحة خدماته الطبية للحالات الطارئة للمصابين جراء الحوادث المرورية. وتساهم قوات السلطان المسلحة في مهام البحث والإنقاذ في حالة حدوث الكوارث الطبيعية وإنقاذ الصيادين وتقديم الإسناد للسفن المنكوبة، والمحافظة على البيئة ونشر المسطحات الخضراء من خلال إمدادات المياه المعالجة من المعسكرات بمحافظة مسقط، كما تساهم في القبض على المتسللين الذين يحاولون دخول البلاد بطريقة غير مشروعة.

كما يتجلى دور قوات السلطان المسلحة في التنمية من خلال منتسبيها المتقاعدين الذين انتقلوا إلى ميدان الحياة المدنية، حيث إن عطاء هذه الفئة لم ينقطع وإسهاماتهم الوطنية ما زالت مستمرة ومتواصلة، ويساهم كثير منهم في العمل بالقطاع الخاص أو مزاولة الأعمال الحرة أو الانضمام للجان والمجالس التنموية متسلحين بالخبرات والمهارات التي اكتسبوها خلال خدمتهم العسكرية. وتقديرا لهذا الدور فقد خصص يوم السابع من ديسمبر من كل عام يوما لمتقاعدي قوات السلطان المسلحة، حيث تقام احتفالات متعددة على مستوى وزارة الدفاع وأسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني، بهدف إضفاء أجواء ترفيهية لهم، والتواصل مع زملائهم في السلاح، والاطلاع على أحوالهم الاجتماعية وغيرها.

خاتمة

وستبقى قوات السلطان المسلحة دائمًا وأبداً السياج المنيع للوطن العزيز، مسخرة جميع الوسائل والقدرات المادية والبشرية من أجل استمرارية التطوير والتأهيل، لتبقى فاعلة وقادرة على حماية هذا الوطن الغالي في البر والجو والبحر حاملة شرف أمانة الدفاع عنه وضمان استقراره، وحماية منجزاته وصون مكتسباته وتحقيق الأمن والأمان للمواطن والمقيم، منتهجة الرؤى الحكيمة والتوجيهات السديدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- ويعاهد جميع منتسبيها البواسل الله تعالى وجلالة القائد المفدى أن يكونوا الجند الأوفياء للوطن، وأن تكون قوات جلالته الباسلة الحارس الأمين والحامي اليقظ لمنجزات هذا العهد الزاهر بقيادة جلالته الحكيمة، وخلفه جنوده الأوفياء يسطرون في سجل المجد العماني صفحات مضيئة من التضحية والفداء والتفاني من أجل بناء هذا الوطن العزيز، والسهر على أمنه ورخائه واستقراره.

تعليق عبر الفيس بوك