تركيا تعتقل 18 شخصًا قبل قمة "العشرين".. والاتحاد الأوروبي ينتقد تصاعد العنف

بروكسل - رويترز

وجهت المفوضية الأوروبية أعنف انتقاداتها حتى الآن للعنف المتصاعد في تركيا التي تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ودعت المفوضية إلى إحياء مساعي السلام مع الأكراد وعبرت عن قلقها من تقييد حرية الصحافة.

وفي تقريرها السنوي عن التقدم الذي تحقق في مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي امتدحت المفوضية أنقرة لاستضافتها ملايين اللاجئين السوريين إلا أنّها وجهت بعض النصائح الصريحة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم العدالة والتنمية الفائز في الانتخابات.

وقال يوهانس هان المفوض المسؤول عن توسعة الاتحاد الأوروبي للبرلمان الأوروبي "تأمل المفوضية أن ينتهي تصاعد العنف في تركيا وأن تعود المفاوضات بشأن التوصل لحل دائم للقضية الكردية." وأضاف "خلال العام المنصرم أثرت أوجه قصور كبيرة على استقلال القضاء وكذلك على حرية التجمع وحرية الرأي وعلى الأخص فيما يتعلق بتزايد الضغط على الصحفيين وترهيبهم."

وأخرت المفوضية صدور تقريرها السنوي إلى ما بعد الانتخابات التركية التي جرت أول نوفمبر في لفتة لصالح إردوغان فيما أظهر التقرير مهمة الاتحاد الأوروبي الحساسة في طلب مساعدة عاجلة من أنقرة وهو يواجه أضخم موجة مهاجرين منذ عشرات السنين.

وقالت المفوضية وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد إنه مع تدهور حقوق الإنسان في تركيا فإن هناك ما يبعث على القلق من أنها لم تف بعد بالمعايير الضروية لتصبح عضوا في الاتحاد وهو أكبر كتلة تجارية في العالم. وقال إن استقلال القضاء ضروري جدا للمستثمرين. وأضاف "ما من أحد يريد أن يغامر بأمواله ما لم يكن بوسعه الاعتماد على قضاء مستقل."

وعبر التقرير عن بواعث قلق من الطموحات السياسية لإردوغان الذي شغل الرئاسة بعد أن مكث عشر سنوات على رأس الحكومة وينظر إليه على نطاق واسع على أنه يريد إكساب الرئاسة سلطات تنفيذية قوية على غرار النظام الأمريكي.

وفي السياق، قالت وسائل اعلام ان الشرطة التركية اعتقلت 18 شخصا أمس للاشتباه بأنهم يجندون مقاتلين لجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا قبل الموعد المقرر لاجتماع زعماء العالم في قمة مجموعة العشرين في جنوب تركيا.

ومن بين المشتبه بهم امرأتان وعدد من الاشخاص الذين عبروا الحدود إلى تركيا بعد أن أصيبوا بجروح وهو يقاتلون في الحرب السورية وفقا لموقع صحيفة حريت ديلي نيوز على الانترنت.

وعلى الجانب الآخر، قالت مصادر أمنية إن مسلحين أكرادا أطلقوا النار على قافلة عسكرية في جنوب شرق تركيا أمس فقتلوا جنديا في الوقت الذي حث فيه الاتحاد الأوروبي أنقرة على القضاء على العنف وإحياء محادثات السلام.

ولقي المئات مصرعهم في سلسلة متواصلة من الاشتباكات هزت جنوب شرق البلاد ذا الغالبية الكردية منذ انهيار وقف إطلاق النار بين الدولة ومقاتلي حزب العمال الكردستاني في يوليو الماضي.

ووقع أحدث هجوم من جانب حزب العمال الكردستاني قبل الفجر بينما كانت القافلة تدخل حي يوكسيكوفا في إقليم هاكاري بالقرب من الحدود الإيرانية ترافقها سيارة شرطة وقالت المصادر إنّ ضابط شرطة أصيب بجروح. وأكدت القوات المسلحة مقتل جندي في بيان أصدرته.

وفرض على بعض المناطق في الجنوب الشرقي حظر تجول بشكل متقطع بسبب الاشتباكات وقالت المصادر الأمنية إنّ ستة أشخاص قتلوا في اشتباكات في مدينة سلوان باقليم ديار بكر منذ بدأ سريان حظر تجول هناك قبل ثمانية أيام.

وأنهى حزب العمال الكردستاني مؤخرًا وقف إطلاق النار الذي أعلنه لمدة شهر قبل الانتخابات التي جرت في الأول من نوفمبر. وفاز في الانتخابات حزب العدالة والتنمية الذي أسسه الرئيس رجب طيب أردوغان الذي تعهد بعد ذلك بمواصلة الحرب على حزب العمال إلى أن يتم "تصفية" مقاتليه.

تعليق عبر الفيس بوك