وادي مستل بنخل.. حاضنة زراعية وطقس ربيعي يجذب السياح

 

نخل - العمانية

يعد وادي مستل بولاية نخــل بمحافظة جنوب الباطنة الحاضنة الزراعية بالولاية وكنزها الدفين حيث تضم مرتفعاته واحات زراعية خلابة تعد مقصداً لمختلف السياح من ولايات السلطنة ومن خارجها. ويبعد الوادي عن مركز الولاية حوالي 36 كم والوصول اليه عبر الطريق الذي يمر بسهول "المحبيل" وسيح الرخاء" ثم الانعطاف شمال الشارع العام،وتقود اللافتات السائح إلى الوادي مباشرة في طريق يجري رصفه حاليا في مرحلته الأولى حتى مدرسة وادي مستل.

ويوجد بوادي مستل عدة قرى جبلية منها "الهجار" وهي قرية جميلة بها بيوت أثرية وفلج يحمل اسمها وكذلك قرية " وكان" وهي من القرى السياحية الجميلة وتشتهر بمدرجاتها الزراعية الخلابة،ونفذت وزارة السياحة مشروع سياحي بها وهو عبارة عن مدرجات لتسهيل مرور السياح والأهالي بين الحقول الزراعية.

وتتربع بالوادي قرية "القورة" وتمتاز بكثرة أفلاجها العذبة وبجمال طبيعتها وقرية "العقر" وبها برج قديم وبعض البيوت الأثرية، وقرية "الظاهر" وهي قرية صغيرة تقع جهة الشرق من الوادي وتشتهر بوجود مسفاة "الغف" وبعض النباتات البرية، وتوجد كذلك في الوادي قرية "الخضراء" وتقع شرق قرية الهجار ومدخلها على الطريق المؤدي لقرية"حدش"، وقرية حدش تقع في أقصى الجنوب من الوادي وتمتاز بطبيعتها الساحرة ومكانها الفريد وتذكر المصادر التاريخية أن الإمام ناصر بن مرشد اليعربي زار القرية وأقام بها في طريقه إلى ولاية سمائل ويوجد بها مسجد أثري قديم.

وتوجد بقرية حدش شجرة الزيتون البري التي تعرف محلياً بـ(العتم) وهي شجرة عمرها على الأرجح ما يزيد على 400 عام، ومن جذعها اقتطع باب المسجد القديم ليظل محافظاً على معالمه حتى يومنا هذا، ومن المتعارف عليه محلياً أن اشجار العتم تعتبر من أقوى وأصلب الأشجار ومنها تـتم صناعة الأبواب .

وتوجد في وادي مستل إضافة إلى تلك القرى مرتفعات وادي بني حراص على مشارف الوادي وتتبعه عدة قرى مثل الفيق" و "سقلا" و"الموبين" و"العوينات" و"الحاجر"، وتنمو بالوادي عدة أشجار موسمية كالبوت البري و المشمش والخوخ والرمان إضافة إلى العنب الأسود.

وعن السياحة في وادي مستل، يقول عبدالله بن محمد الريامي من أهالي قرية "وكان" إن الطريق بين سلاسل الحجر الغربي التي تحيط بولاية نخل لا يخلو من الأخطارنتيجة وجود المنحدرات الصخرية الحادة التي تواجه من يسلك تلك الدروب الضيقة بين مرتفعاتها الجبلية الشاهقة ونرفع الشكر والتقدير إلى حكومتنا بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظة الله ورعاه،التي بدأت تنفيذ مشروع طريق وادي مستل الذي يربطها بمركز المدينة بولاية نخل .

ويقول عبدالله بن خصيف الريامي من أهالي قرية "وكان" إن القرى السياحية بالوادي جميلة وتجذب انتباه الزوار ونحن نرحب بهم دوماً ونسعد بزيارتهم مضيفاً أن الاهالي يأملون الأهتمام بالمواقع السياحية وتفعيلها على الرغم من وعورة تضاريسها الا أن ما يسلي النفس في هذه المناطق هو ذلك الطقس الربيعي في عز الصيف الذي تزداد برودته ليلاًوقال عباد بن العبد الحضرمي من أهالي بلدة "حدش" إن الله سبحانه وتعالى حبا قرى وادي مستل الجبلية بطقس مثالي بسبب ارتفاع تلك السلاسل الجبلية عن مستوى سطح البحر لتصل أعلى قممها إلى ما يقدر ب2000 متر، حسب ما يشير اليه الأهالي من الذين اعتادوا على سلك تلك الطرقات الجبلية القاسية شاقين بذلك طرقات عدة اذ تتفرع تلك الطرقات شرقاً وغرباً بين السلاسل الجبلية، ومما يلفت الانتباه وجود طريقين الأولى للمشاة على الأقدام والأخرى للمواشي كالجمال والحميرتستخدم لنقل البضائع بين قرى الحجر الغربي، و يشتهر الوادي خلال الموسم ببدء تفتح أزهار المشمش البيضاء التي تكسو الجبال بحلة بيضاء مثل القطن أو الثلج، وتعطي للمكان جاذبية سياحية فريدة من نوعها. تجدر الاشارة إلى أن السالك للطرق الجبلية مشياً يجد عدة ممرات تقوده لتلك المرتفعات الصخرية، فتارة تقوده الطرق لصعود الهضاب العالية بين صخور صماء في قمم الجبال فيما تنحدر تارة أخرى بين سفوح وادي مستل في سهول منبسطة.

وتستغرق المسافة التي تربط بين وادي مستل ونيابة الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية حوالي 7 ساعات سيراً على الأقدام،والطريق لا يخلو من روح المغامرة المشوبة بالتحدي والاصرار للوصول إلى الجبل الأخضر مروراً بالعديد من المناظر الخلابة ويساعد على ذلك الطقس اللطيف الذي يغمر المكان،وتبدو نباتات السدر والخزامى والياس البري والشحس والزعتر البري المعروف بشدة رائحته، وغيرها من النباتات العطرية الجميلة التي تتوزع بين هضاب سلاسل الحجر الغربي لتزيده تألقا و جمالا تعبر عنه الصورة قبل الكلمة.

تعليق عبر الفيس بوك