زينب العوضي تبتكر مشروعا لتوليد الطاقة من البلاستيك عبر "التكسير الحراري"

الرؤية- مالك الهدابي

تمكنت زينب بنت عثمان العوضي خريجة كلية كالدونيان الهندسية من ابتكار مشروع لتوظيف استخدام البلاستيك في إنتاج الطاقة وتوفير الوقود والكهرباء.

وقالت زينب العوضي إن فكرة المشروع تكمن في استغلال الكميات الهائلة من البلاستيك في عملية إنتاج الطاقة حتى تستخدم في العمليات الصناعية وتوليد الكهرباء، مشيرة إلى أن هذا النوع من الطاقة يوفر الوقود وتوليد الطاقة الكهربائية واستخدامها في تحلية المياه وإنتاج الوقود من البلاستيك، مثل البنزين والجازولين والديزل والفحم الصناعي. وأوضحت أن مشروعها يرتكز على معالجة البلاستيك حراريًا وتكسيره باستخدام عوامل مساعدة طبيعية من المواد الخام الموجودة في السلطنة، مثل طين العيجة والألمونيوم. وبينت أنها قامت بتصميم جاهز يكسر البلاستيك حراريا في غياب الأكسجين، وأنه بعد التكسير الحراري تنتج أبخرة مشابهة للتركيب الجزيئي للوقود والغازات، وهذه الأبخره تتجمع في حيز ثم تكثف وتبرد بخفض درجة الحرارة وتتحول بالتالي إلى وقود.

وبينت العوضي أنّ الفائدة المرجوة من المشروع تتمثل في الحصول على طاقة إضافية تخدم المجتمع في الصناعة وستهم في القضاء على هواجس أضرار البلاستيك، حيث إنّ هذه المادة غير القابلة للتحلل لأكثر من 500 عام، علاوة على أنها تستغل مساحات شاسعة من مرادم النفايات في السلطنة. وأوضحت أنّه في ظل تطور الصناعة في عمان، زاد إنتاج البلاستيك وكثر استخدام المنتجات البلاستيكية وعلى وجه الخصوص أكياس التسوق والعبوات في مطاعم الأكلات السريعة وعبوات المياه؛ حيث بلغت كمية العبوات في السلطنة أكثر من 400000 عبوة في اليوم الواحد.

واستطردت أن البلاستيك يهدد البيئة ومع عملية الردم مع الضغط والحرارة يؤثر على التربة والمياه الجوفية، كما لا يمكن حرقه حيث ينتج من الاحتراق مواد سرطانية سامة تهدد خلايا الدم إلى جانب تأثيره علي طبقه الأوزون. ومضت تقول إنّ المشروع يخدم المجتمع من خلال الحد من التلوث، ويعد مصدرا جديدا للطاقة التي تستخدم في الصناعة ويقضي على هواجس خطر البلاستيك، ويمكن تطبيق المشروع باعتبار أن الفكرة قابلة للتنفيذ والتطوير.

وفيما يتعلق بدور الكلية في تطوير المشروع، قالت إنها حصلت على الدعم الأكاديمي من خلال المشرف على المشروع أ. شبيب الراشدي الذي تابع المشروع، ووفر جميع المستلزمات، ومن خلال هذا المشروع تم ترشيحها كمبتكرة للمشاركة في عده مسابقات. وأضافت أنها شاركت في مسابقة "كيمي سامبوسيوم صلالة" في مايو الماضي، التي نظمتها الكلية التقنية في صلالة، وقد حصلت على المركز الأول على مستوى كليات وجامعات السلطنة، وشهدت المسابقة منافسة محتدمة مع طالبات جامعة السلطان قابوس وكان هناك مستويات أكاديمية مميزة.

وأوضحت أنّ أكثر الصعوبات التي واجهتها تمثلت في عنصر الزمن، خاصة وأنها كانت خلال فترة الدراسة، وتعمل في الفترة المسائية حتى العاشرة ليلاً، من أجل تحقيق حلمها.

وأشارت العوضي إلى أنّ مادة البلاستيك معقدة جداً، ولها مشتقات وأنواع عديدة، وهو ما دفعها للبحث المعمق في هذه المادة، وإجراء البحوث التحليلية والتجارب، التي تطلبت مجهودا كبيرا، فيما تعمل في الوقت الحالي على تطوير المشروع والحصول على فرص ترويجية، من خلال تطوير الجهاز ليعمل من خلال الطاقة الشمسية بدلاً من الكهرباء كمصدر حراري، كما تعمل على تحويل النفايات إلى طاقة كهربائية.

تعليق عبر الفيس بوك