رواد الحركة المسرحية العمانية.. مواهب من أروقة المدارس إلى منصات التتويج الدولية

"أيام التربية" تركت أثرا طيبا في نشر ثقافة المسرح بين الموهوبين الصغار-

أنشئت جمعية المسرح في 2009 للم شمل الموهوبين تحت مظلة واحدة وتبادل الخبرات-

الحفلات المدرسية قديما تضمنت عروضا قصيرة على مسرح من طاولات التلاميذ-

تطورت الحركة المسرحية العمانية بشكل ملحوظ في النادي الأهلي مع بداية عصر النهضة-

نادي عمان شهد تقديم الكثير من الإسكتشات الكوميدية المحلية في مطلع السبعينات-

الفنانون الشباب تعاونوا في تأسيس أول فرقة مسرحية رسمية تابعة للحكومة-

يعد تأسيس فرقة الشباب في العام 1980 نقلة مهمة في مسيرة المسرح العماني-

افتتح قسم للدراسات المسرحية بجامعة السلطان قابوس في العام 1990 لتأهيل المواهب أكاديميا-

"الشؤون الرياضية" أطلقت مسابقة الأندية للإبداع الثقافي في نسختها الثانية مؤخرا-

مسقط - العمانية -

يرجع ظهور النشاط المسرحي في السلطنة إلى المدارس السعيدية الثلاثة، وأشهرها المدرسة السعيدية في مسقط، حيث كان يقام احتفال سنوي كبير في الساحة الداخلية للمدرسة يحضره كبار رجال الدولة وأولياء أمور الطلبة ليشاهدوا بعض العروض التمثيلية والأناشيد والبرامج المدرسية، وكانت تنحصر في المواد الدراسية لاسيما المواقف التاريخية والدينية إضافة إلى بعض المواقف الفكاهية وكان يشرف على تنفيذ تلك المشاهد المسرحية أساتذة المدرسة من بعض الأقطار العربية التي سبقت عمان إلى معرفة الفن المسرحي.

ومع بداية عصر النهضة عام 1970م خاضت السلطنة سباقا قاسيا مع الزمن في نشر التعليم عبر المدارس التي انتشرت لتغطي كافة الأرجاء في كل بقعة من بقاع السلطنة اليوم، وظلت الأنشطة التربوية، التي يطلق عليها أحياناً الأنشطة اللامنهجية أو الأنشطة اللاصفية ومنها النشاط المسرحي تشغل حيزًا مهمًا ربما ليس بالقدر الذي يطمح له المسرحيون ولكنه مناسب في ظل ترتيب الأولويات. وكان ولا يزال البعض يحمل في داخله حبه للمسرح الذي غرس فيه أثناء دراسته الأولى وعندما ابتعث هؤلاء الطلبة لتكملة دراساتهم العليا في أوائل السبعينات إلى بعض العواصم العربية كالقاهرة وبيروت صاروا على تماس مباشر مع العروض المسرحية في تلك العواصم التي كانت مزدهرة آنذاك بانتعاش الحركات المسرحية فيها، وباعتبارها حلقة الوصل مع الحركات المسرحية الأوروبية فكان ما شاهدوه في المسارح وما مادرسوه في الجامعات من تجارب مسرحية باعثاً لهم وحافزًا لأن يحملوا تلك الخبرة إلى بلدهم الذي ينتظر مساهمتهم في تفعيل الأنشطة الثقافية بفارغ الصبر.

ولم يصبر هؤلاء الطلبة المولعون بحب المسرح حتى يتخرجوا فكانوا عند عودتهم للسلطنة في إجازاتهم الصيفية في أوائل السبعينات، كانوا يحملون بذرة فنية يانعة ما لبثت أن أثمرت عن فرق مسرحية نشطة اتخذت طابع الأندية التي كان يغلب عليها الطابع الرياضي والتي أحدثت مواءمة رائعة ما بين النشاط الرياضي والنشاط الفني المسرحي حيث انضم لهم مجموعة كبيرة من الشباب والفتيات من أعضاء الأندية بل ومن المناطق والحارات المحيطة بالأندية، فموقع النادي آنذاك كان جزءًا من المنطقة السكنية ونسيجها الاجتماعي العام.

وكانت العروض المسرحية في الغالب تأخذ مسار الكوميديا الاجتماعية إضافة إلى بعض التجارب المسرحية المتأثرة بما شاهده الطلبة من عروض مسرحية أثناء دراستهم في الخارج.. وتعتبر تجربة النادي الأهلي هي التجربة الأكثر ثراء وتوثيقا في هذا المجال والتي أبرزت مسرحيين أبدعوا في عطائهم ويعود لهم فضل الريادة في الحركة المسرحية في عمان ومنهم الفنان محمد بن الياس فقير الذي كتب وأخرج ومثل العديد من مسرحيات النادي الأهلي وأيضًا الفنان رضا عبد اللطيف الذي بدوره كتب وأخرج ومثل في فرقة النادي الأهلي في ذات الوقت وغيرهم من الأسماء التي لمعت وقدمت عطاءً ذا ذوق رفيع في هذا المجال.. وحيث كانت الإمكانيات المتوفرة بسيطة ومتواضعة جدًا ولكن الروح الحماسية في المقابل كانت عالية جدا وقادرة على تجاوز كل العقبات التي قد تعترض تحقيق حفل مسرحي ناجح صار له جمهور يترقبه من سنة إلى سنة في الموسم الصيفي. كان أوج ازدهار الحركة المسرحية في النادي الأهلي خلال الفترة من 1971-1976م.

ويشير كتاب "لمحات عن ماضي التعليم في عمان" إلى مكان تقديم الحفلات والأناشيد والعروض المسرحية المنهجية القصيرة في المدرسة السعيدية في مسقط، بأنها كانت تقام في الساحة الداخلية للمدرسة ويصف تلك الحفلات بأنها كانت تعطي صورة حقيقية عما صار إليه مستوى الطلبة التعليمي.. وكانت تلك الاحتفالات تجرى في نهاية كل عام دراسي وتتضمن فقرات فنية وإلقاء قصائد بالإضافة إلى المشاهد التمثيلية القصيرة المستمدة من دروس مقررة في الكتب المدرسية التي كانت آنذاك كتبًا مصرية ولبنانية أي ما يعرف اليوم بمسرحة المناهج على أن مشاهد أخرى فكاهية أيضاً كانت تقدم في تلك الحفلات مثل مشاهد نقد البخلاء والحريصين حرصا زائدا على المال.

وكان الحفل الختامي للسنة الدراسية يتضمن مسرحيات قصيرة أغلبها باللغة العربية الفصحى وبعضها باللغة الإنجليزية وكانت مستوحاة من الكتب المقررة في المنهج الدراسي وأن أغلب تلك المسرحيات لم تكن تزيد مدتها الزمنية عن عشر دقائق أو ربع ساعة على أكثر تقدير حيث كان المسرح يجهز للعرض برص طاولات الهيئة التدريسية وإدراج الطلاب في مساحة خالية بين فصلين وفرش سطح الطاولات بالسجاد فيصبح ذلك شبيها بخشبة المسرح وتصبح أبواب الفصول الجانبية كواليس للممثلين والمؤدين من الطلبة بينما تصبح باحة المدرسة المقابلة مكاناً لجلوس المشاهدين.

بداية العروض المسرحية

ومثلت هذه المشاهد التمثيلية أو المسرحيات القصيرة المنهجية منها أو الفكاهية تمثل بداية حقيقية لتواصل المجتمع العماني بشكل عام مع العروض المسرحية الوافدة إليه عبر المدرسين العرب الذين كان لهم الدور الأبرز في تنظيم تلك الحفلات والعروض المسرحية وتمثل هذه العروض من ناحية أخرى صورة من صور التواصل المبكر نسبياً لعمان مع وجه من أوجه الثقافة العربية الحديثة عمومًا، كما كان لهذه البداية المدرسية فضل غرس حب العمل المسرحي في نفوس العديد من التلاميذ الذين حملوا هذا التأثر معهم فكانوا رواداً لتأسيس الفرق المسرحية في الأندية في مرحلة السبعينيات.

وعلى الرغم من أن الحصص اليومية في المدارس السعيدية وبرنامج الدوام الرسمي يخلو من وقت محدد لممارسة النشاط المسرحي ورغم أن الهيئات التدريسية داخل المدارس تخلو من عناصر متخصصة في العمل المسرحي إلا أنه تكاد لا توجد مدرسة تخلو من ممارسة النشاط المسرحي ومن تنظيم حفلات موسمية وسنوية تقدم نتاجات هذا النشاط من خلالها حيث ضمت تلك الاحتفالات مواهب صغيرة وشابة تتألق فتنال إعجاب الحاضرين والأهالي واعتزاز المدرسين بهم.

وكانت الآلية التي تنظم بها المدارس نشاطها المسرحي المدرسي تعتمد على عاملين مهمين أولهما وجود موجه مسرحي نشط على مستوى المنطقة التعليمية وهذا أمر أصبح وجوده ملحوظاً في الآونة الأخيرة بعد تخرج العديد من العمانيين من المعاهد المسرحية العليا وانضمامهم للعمل في سلك التوجيه في وزارة التربية والتعليم فالموجه المتخصص يلعب دورًا كبيرًا في تفعيل النشاط المسرحي في المدارس التي يشرف عليها. والثاني يتمثل في وجود مدرس من بين هيئة التدريس في المدرسة لديه دراسة مسرحية أو خبرة مسرحية سابقة أو على أقل تقدير قراءات في المسرح وهواية للعمل المسرحي والاهتمام به.

وتبقى التجربة المسرحية المدرسية داخل حدود المدرسة الواحدة محدودة من حيث الاهتمام بها وبروزها في المجتمع المحيط مقارنة مع التجارب المسرحية والأوبريتات الغنائية التي تقدم في حفلات كبيرة نسبيا على مستوى المناطق التعليمية وتسمى يوم التربية ففي هذه الحفلات تسعى كل منطقة تعليمية إلى حشد كل إمكانياتها وأفضل عناصرها الفنية من موجهين ومديري مدارس ومعلمين ونخبة من أفضل المواهب الطلابية منتقين من مدارس المنطقة جميعها ليساهموا معا في تقديم حفل فني وعروض مسرحية في الغالب تكون ذات مستوى جيد بعد أن توفرت لها كل عوامل النجاح من مساحة زمنية ومسرح مناسب وإمكانيات مادية وملابس وديكورات وأزياء وشعراء يكتبون للمناسبة خصيصا وملحنين وتسجيلات عالية الجودة وغيرها.

أثر "أيام التربية"

ولعبت الاحتفالات السنوية "أيام التربية" دورًا طيبًا في غرس المسرح كوسيلة تثقيفية في نفوس الصغار من ناحية وفي وجدان أفراد المجتمع المحيط بهم من ناحية أخرى كما أفرزت مواهب عديدة بعضها شق طريقه إلى المسرح خارج إطار المدرسة وبعضها امتهن العمل الإعلامي في الإذاعة والتلفزيون.. فالمسرح المدرسي كان طوال السنوات الماضية ومازال رافدًا مهمًا لتطوير المسرح في عمان.

وعلى الرغم من قصر عمر تجربة النادي الأهلي إلا أنه يحسب لها أنها رسخت أصول العمل المسرحي بشكل عام، وأكدت دوره اجتماعيا وثقافيا في تلك المرحلة المبكرة نسبياً، على الأقل على مستوى العاصمة مسقط، كما أنها لم تكتف بالعروض المحلية، بل سعت إلى التفاعل مع الحركة المسرحية العربية عبر تقديم النصوص العربية، مثل مسرحية "مجلس العدل" لتوفيق الحكيم التي قدمت عام 1971م، ومسرحية "النار والزيتون" لآلفريد فرج التي قدمت عام 1971م، ومسرحية "سد الحنك" لسعد الدين وهبة التي قدمت عام 1973م. كما أن إدارة النادي انتبهت إلى أهمية توثيق تلك الحركة عن طريق طبع الكتيبات التي حفظت لنا معلومات مهمة عن العروض ونوعيتها، وعن الفنانين الذين قدموها، كما أنه من الأمور الطيبة أن التلفزيون العماني قد سجل بعض تلك العروض.

وإلى جوار النادي الأهلي كانت هنالك تجارب لنادي عمان في السبعينيات، وهي في مجملها اسكتشات كوميدية تعالج بعض القضايا والأطروحات الشعبية برز من خلالها الفنان العماني الكوميدي صالح شويرد.

وفي مطلع الثمانينات فعلت من جديد الأنشطة المسرحية في الأندية بواسطة الوزارة المعنية عبر مسابقات في النص المسرحي والعرض المسرحي، كانت ثمرتها عدة عروض مهمة مرحليا، نذكر منها مسرحية "قاهر الحرامية" التي قدمها نادي النهضة آنذاك، وكانت أول مسرحية غنائية استعراضية للأطفال وكانت تتكون من خمسة مشاهد، ومدتها ساعة ونصف، وقدمت على مسرح جمعية المرأة العمانية، وقد سجل التلفزيون العماني هذا العمل وبثه.. ومن العروض المسرحية التي قدمتها الأندية في تلك الفترة أيضًا، مسرحية لنادي عبري بعنوان "وقفة على الواقع"، وقد قدمت في مسقط على مسرح وزارة التراث والثقافة، واستمر عرضها أكثر من ساعتين، وكانت عبارة عن عدة مشاهد كوميدية.

واستمر حماس فرق الأندية عدة سنوات، قدمت خلالها عروض مسرحية متنوعة ومتباينة المستوى والمشارب، بعضها فكاهات كوميدية محلية، وبعضها دراما شعبية فلكلورية، وبعضها انتهج جانب الفكر والفلسفة وغيرها وظف الحماس الوطني. كما امتازت التجارب المسرحية في الأندية بسمات عامة ظلت تلازمها طوال فترة ازدهارها، وهي سمات كانت لها أهميتها في مسار الحركة المسرحية فيما بعد أهمها اعتماد التجارب المسرحية في الأندية على الممثل بالدرجة الأولى، وانفراده بالدور الأعظم في العمل التمثيلي على حساب المهمات الفنية الأخرى وكانت مسارح الأندية هي أول من أفسح المجال للفتاة العمانية لتأخذ مكانها جنبا إلى جنب مع الرجل على خشبة المسرح، وكانت تلك خطوة مهمة في مسيرة المسرح في عمان إضافة إلى أنها رسخت إلى حد ما أصول العمل الإخراجي في المسرح وأخرجت بعض الكوادر الذين يمكن أن نعتبرهم رواد الحركة المسرحية في عمان.

أول فرقة رسمية

والتف الفنانون العمانيون الشباب وتعاضدوا معاً لتأسيس أول فرقة مسرحية اتخذت الصفة الرسمية بحكم تبعيتها المباشرة لوزارة حكومية تمول أعمالها وتشرف عليها وتضمن لها تغطية إعلامية مناسبة، ورغم أن جميع أعضائها منذ ذلك الوقت وحتى اليوم ظلوا من الهواة غير المتفرغين للعمل المسرحي، ورغم أنها منذ أن تأسست وحتى اليوم مازالت تحمل اسم فرقة "مسرح الشباب"، إلا أنها ظلت واجهة المسرح العماني وصوته المعبر والموئل الأول الذي ينطلق منه المسرحيون في السلطنة نحو تأسيس الفرق المسرحية الأهلية أو الانخراط في الدراما التلفزيونية والإذاعية.. وتوالت التجربة تلو التجربة حتى صار مسرح الشباب في مسقط موئل الفن الدرامي العماني، وسرعان ما برز المسرحيون العمانيون من خلاله ليمارسوا مختلف المهمات المسرحية من أبسطها إلى أكثرها تعقيدا وإبداعاً، وصار منهج الفرقة أن تعقد ورش عمل تدريبية قبيل تقديم كل عرض مسرحي لها، وما هي إلا سنوات قليلة حتى توسعت الفرقة وانتقلت بعروضها بشكل منتظم إلى مختلف مدن وولايات السلطنة، حتى صارت تلك العروض حافزا للمناطق أن تشكل فرقا مسرحية خاصة بها، على غرار فرقة مسرح الشباب الأم.

وحققت فرق مسرح الشباب نتائج طيبة في مشاركاتها الخارجية على مستوى دول المجلس وحصدت العديد من الجوائز والميداليات كما كرم رواد تلك الفرق في العديد من المناسبات المحلية والخارجية، حيث يعتبر تأسيس مسرح الشباب في العام 1980م، نقلة مهمة في تاريخ المسرح العماني.

وتوالى بعدها ظهور عدد من الفرق الأهلية منها فرقة الصحوة المسرحية الأهلية التي قدمت مسرحية /الجفاف/ وفرقة الرستاق المسرحية الأهلية التي قدمت مسرحية /تحت ظلال السماء/وفرقة مسرح مسقط الحر الأهلية التي قدمت مسرحية /منتهى الحب.. منتهى القسوة/ وفرقة فناني مجان المسرحية الأهلية التي قدمت مسرحية /أغنيات الحلم الأخيرة/ وفرقة فكر وفن المسرحية الأهلية التي قدمت مسرحية /رحلة الألف ميل/ وفرقة صلالة المسرحية الأهلية التي قدمت مسرحية /بوسلامة/ وـ فرقة الدن للثقافة والفن المسرحية الأهلية التي قدمت مسرحية /ماذا بعد اليوم/ وفرقة مزون المسرحية الأهلية التي قدمت مسرحية/وجوه أخرى/ وفرقة مسرح ظفار المسرحية الأهلية التي قدمت مسرحية /شجرة الهيل/.

وبهدف توطيد أسس صحيحة للمسرح العماني شهد عام1990م افتتاح قسم للدراسات المسرحية في جامعة السلطان قابوس يتضمن أفرع التمثيل والإخراج المسرحي والنقد المسرحي والديكور المسرحي وقد بدأ القسم في أواسط التسعينيات يمد الساحة الفنية بالخريجين ممن يحملون المؤهلات الأكاديمية كما قدم القسم مجموعة من العروض المسرحية التي اتسمت بالحرفية الأكاديمية..كما تم تشكيل جماعة للمسرح في الجامعة قسم المسرح في الجامعة وجماعة المسرح شكلا رافدا مهما للساحة المسرحية في السلطنة ومدها بالعديد من الكوادر المؤهلة كما قدما عروضا مسرحية ساهمت في رسم الصورة العامة للمشهد المسرحي في السلطنة.

أنشئت الجمعية العُمانية للمسرح في 25 من سبتمبر من العام 2009 بهدف لم شمل المشتغلين بالفن المسرحي في السلطنة تحت مظلة واحدة وتحقيق التعارف بينهم ورعاية مصالحهم وحقوقهم الأدبية والمادية وتدعيم الجهود المشتركة في النهوض بالحركة المسرحية بما يتسق وأهداف الجمعية والتعريف بالمسرحيين العمانيين ونشر إنتاجهم في المحافل العربية والدولية وتمثيلهم في المؤتمرات والمهرجانات والتجمعات المسرحية خليجيًا وعربيًا وعالميًا وإقامة الدورات التدريبية والتثقيفية وحلقات العمل في كافة المجالات والتخصصات ذات العلاقة بالمسرح للمساهمة في دعم كفاءة المشتغلين به في السلطنة.

جهود "الشؤون الرياضية"

وفي إطار الاهتمام بالمسرح وصقل المواهب الشبابية في المجال المسرحي وتفعيل الجانب الثقافي بالأندية الرياضية أقامت وزارة الشؤون الرياضية مسابقة الأندية للإبداع الثقافي في نسختها الثانية للعام 2014-2015م.. وتأتي مسابقة المسرح ضمن المجالات الفنية المتنوعة للمسابقة حيث يشترط فيها أن تكون الفرقة المسرحية المتقدمة للمشاركة تمثل أحد الأندية وتحمل مشاركتها اسم النادي الذي تندرج تحته.

وتقوم مسابقة المسرح على ثلاث مراحل حيث تكون المرحلة الأولى على نطاق النادي من خلال منافسة الفرق الأهلية التابعة للنادي ويتم اختيار الفريق الذي يمثل النادي بالمسابقة وفي المرحلة الثانية تتنافس الفرق المسرحية التابعة للأندية على مستوى المحافظة وفي المرحلة الثالثه يتم اختيار العرض المسرحي الذي يمثل المحافظة في المسابقة الرئيسية من قبل لجنة التحكيم.

ولا تختلف شروط الاشتراك بالمسابقة المسرحية عن المهرجانات المسرحية بالسلطنة وإنما بما يتناسب مع المرحلة العمرية للشباب وأن يكون العمل المسرحي لم يسبق نشره أو عرضه وأن تشمل هذه العروض عامل الإبداع حسب تقييم لجان التحكيم كما يتم توفير الدعم المادي للفرق المتأهلة على مستوى المحافظة لتلبية احتياجات الإعداد والتجهيز للمسابقة الرئيسية..حيث يتم إعداد استمارة لتقييم العروض المسرحية ومعدة لجميع لجان التحكيم سواء على مستوى المحافظات أو لجنة التحكيم الرئيسية ويتم اختيار أعضاء لجان التحكيم بعناية ممن لديهم الخبرة في المجال المسرحي على مستوى النصوص المسرحية والإخراج والأداء التمثيلي ويتركز التقييم على أسس إيجاد الحالة الإبداعية في العروض المشاركة.

وحاز عدد من الأندية المشاركة على المراكز الأولى وهي مسرحية سيمفونية الشحاتين لنادي عبري من محافظة الظاهرة كأفضل عرض متكامل أول ومسرحية الطوفان لنادي السويق من محافظة شمال الباطنة ومسرحية أنتيجون لنادي فنجاء من محافظة الداخلية. وهناك اهتمام واضح من وزارة الشؤون الرياضية بتنمية وتطوير هذه المسابقة بما يتلاءم مع احتياجات الشباب من خلال الإقبال الكبير الذي شهدته المسابقة في نسختها الثانية من ارتفاع في أعداد الفرق المشاركة في النسخة الثانية للمسابقة مقارنة مع نسخة المسابقة الأولى وذلك دليل على أن وجود عنصر المنافسة قد كان له دور كبير في تحمس الشباب للمشاركة بالمسابقة.

تعليق عبر الفيس بوك