"شموخ العمارة وسطور التاريخ".. سرد تاريخي للعلاقات العمانية الزنجبارية في "قالب أدبي"

مسقط - العُمانيَّة

يدرس الباحث العماني محمد بن عامر العيسري في كتابه المعنون بـ"بيت العود شموخ العمارة وسطور التاريخ" معلمًا معماريًا من معالم قرية السباخ بولاية إبراء؛ حيث يقدم سردًا تاريخيًا شائقًا، يمهد فيه للحديث عن الانتعاش الاقتصادي الذي عاشته زنجبار وأثر ذلك على النمو العمراني في عمان ثم يعرج إلى بسط الحديث عن قصة بناء البيت العود.

ويهدف المؤلف من هذا الكتاب إلى توثيق الكثير من الكتابات التي خطت على كثير من جدران البيت العود الشرقي خلال فترة زمنية طويلة مقسمًا تلك الكتابات بحسب مواضيعها.

وتنبع أهمية هذا الكتاب من كونه يوثق لتاريخ (البيت العود الشرقي) من خلال الرجوع إلى عدد كبير من الوثائق والمكاتبات الخاصة سواء تلك المتعلقة بالمؤسس الأول للبيت أو من تلاه من ملاك وأفراد أسرهم ، كما لم يهمل الباحث القيمة التاريخية التي تمتلكها الروايات الشفهية فهو بهذا رسم صورة متكاملة عن هذا المعلم وقدَّم عبر هذا الكتاب تجربته في حفظ التراث العماني من خلال دراسة وتوثيق الكتابات الجدارية التي عادة ما تكون عرضة للعبث والإهمال والاندثار.

ويلفت العيسري في مقدمة الكتاب نظر القارئ إلى الأهمية التي تشكلها المعالم الأثرية في ولاية إبراء وأهمية دراستها والحفاظ عليها، حيث يقول " إن قرى وأحياء مدينة إبراء تزخر بالكثير مما خلده الأجداد من أبنية شامخة تكاد تنفرد ببعض ملامح هندسة البناء التقليدي ناهيك عن ضخامتها وشموخها وصمودها أمام عوامل الزمن التي تكاد تأتي عليها لتجعلها أثرًا بعد عين ما لم تتداركها أيدي العناية والترميم، ولا أدل على ذلك مما تحفل به قريتا "المنزفة" و"القناطر" الأثريتان من بيوت ضخمة مشيدة وحصون راسخة عتيدة.

تعليق عبر الفيس بوك