أهالي وادي الحريم يؤكدون سقوط "نيزك".. و"الرؤية" توضح بالصور الحقائق العلمية

 

 

 

ينقل - ناصر العبري

 

انتشرتْ عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا قيل إنها لجسم غريب سقط على جبال وادي الحريم بولاية ينقل، وثبُت فيما بعد أن الصور غير صحيحة، وأنها لمناطق خارج السلطنة، لكنَّ "الرؤية" التقت عددا من أهالي الوادي -الذي يبعد عن مركز الولاية نحو 40 كيلومتر- وقال عدد منهم إنهم شاهدوا جسما مضيئا في سماء المنطقة لعدة ثوانٍ قبل أن يختفي، فيما أكد آخرون أن اختفاء الضوء في السماء تبعه سماع دوي انفجار، دون أن يحددوا موقعه.

 

وقال سعيد حمدان البادي -من سكان وادي الحريم بولاية ينقل- إنه يعتقد أنَّ الجسم الغريب سقط على جبال وادي الحريم، وأكد أنه رأى الضوء في السماء أثناء ممارسة رياضة المشي مع عدد من أصدقائه، وبعد مرور دقائق سمعوا دوي انفجار، اعتقدوا أنه صوت طلق ناري في منطقة مجاورة، لكنَّ استفسارات الأهالي دفعتهم للربط بين مصدر الضوء وصوت الانفجار، فاعتقدوا أنه "نيزك" سقط بالقرب من الوادي.

 

ونفى البادي صحة الصور المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنهم من سكان المنطقة ولم يروا أي أثر لسقوط الجرم السماوي على أرض الواقع، كما لم يتمكن أحدٌ ممن رأى الضوء من تصويره لسرعة اختفائه، فضلا عن صعوبة تحديد موقع سقوط الجرم السماوي نظرا لطول السلسلة الجبلية المحيطة بالوادي.

 

وقال أسعد بن سالم البادي من سكان وادي الحريم: كنتُ أقود سيارتي في طريقي إلى الوادي ولاحظت الضوء المفاجئ في السماء قبل اختفائه، وسمعت صوت انفجار بعد نحو 4 دقائق في المنطقة، فاعتقدت أن الجسم مصدر الضوء هو نفسه مصدر الصوت. فيما أكد سيفين خميس البادي أنَّ الجسم المضيء انشق إلى نصفين قبل أن يختفي في ظلام الليل. وأضاف هزاع بن خلفان العيسائي بأنَّه حين رأي مصدر الضوء أثناء سقوطه خشي أن يصطدم بالجبال المحيطة بالمنطقة، لكنه سرعان ما اختفى.

 

ومن الناحية العلمية، توضِّح "الرؤية" أن النَيزَك هو أحد أجسام النظام الشمسي ويتكون من حطام صخور وقد يكون في حجم حبيبات الرمل الصغيرة أو في حجم صخرة كبيرة، ويسمى المسار المرئي للنيزك الذي يحترق حين يخترق الغلاف الجوي لكوكب الأرض باسم الشهاب. أما إذا وصل النيزك إلى سطح الأرض محروقا، فإنما يعرف باسم الحجر النيزكي. وعلى الرغم من أن الشهب الساقطة كانت تعرف منذ أزمنة بعيدة، فإن هذه الظاهرة لم تعد ظاهرة فلكية إلا في أوائل القرن التاسع عشر، وقبل ذلك، كان يراها الناس مجرد ظاهرة طبيعية مثل البرق والرعد، ولم يتم الربط بينها وبين القصص الغريبة عن الصخور المتساقطة من السماء في الثقافات الغربية، خصوصا وأنه أثناء تصادم ذلك الحجر بالأرض، يمكن أن يتبخر الجسم المتصادم كله دون أن يترك وراءه أي أحجار نيزكية.

 

والشهاب هو الشعاع الضوئي المرئي الذي يظهر عندما يخترق النيزك الغلاف الجوي للأرض، وتحدث الرؤية نتيجة احتكاك الهواء الذي يتولد عنه ارتفاع درجة حرارة النيزك، الأمر الذي يجعل النيزك يتوهج وينشأ عنه ذيل مضيء من الغازات وجسيمات النيزك المنصهرة. وتشتمل الغازات مواد نيزكية متبخرة وغازات من الغلاف الجوي والتي ترتفع حراراتها بشدة عندما يمر النيزك من خلال الغلاف الجوي. ولا تزيد مدة توهج معظم الشهب عن الثانية الواحدة.

 

ورغم أن العديد من الأشخاص يتداولون على مر السنين أن هناك أصواتًا يتم سماعها عندما تظهر الشهب المتوهجة في السماء، إلا أن ذلك قد يبدو مستحيلاً، إذا وضعنا في الاعتبار السرعة البطيئة نسبيًا للصوت، فأي صوت ناجم عن أحد الشهب الموجودة في الغلاف الجوي العلوي مثل صوت الطائرة وهي تخترق حاجز الصوت، لا يمكن أن يُسمع حتى يمر عدد كبير من الثواني بعد أن يختفي الشهاب من السماء، لذلك فإن العديد من الباحثين المتخصصين يعتقدون أن هذه الأصوات متخيلة وليست حقيقية، بينما افترض آخرون أن ذيول الغازات التي تتحرك باضطراب والتي تحدث بسبب مرور الشهاب تتفاعل مع المجال المغناطيسي للأرض، الأمر الذي ينشأ عنه نبضات من الموجات اللاسلكية المسموعة.

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك