"حيل الغاف".. واحة خضراء تزخر بالمحاصيل الموسمية وتتمتع بمقومات سياحية بفضل جمال الطبيعة

قريات- العمانية

تعد قرية حيل الغاف إحدى أشهر قرى ولاية قريات بمحافظة مسقط وتبعد القرية عنمركز الولاية (12) كم وتحيط بها الجبال من ثلاث جهات (الشرقية والغربية والجنوبية).

وتشتهر قرية "حيل الغاف" بزراعة المانجو والموز والنخيل والفافاي والليمون وهي واحةخضراء جميلة تسقىبمياه فلج القرية الذي يغذيه واحد من أشهر أودية السلطنة (وادي ضيقة) الذي ينحدر من قمم الجبال الشاهقة بولايةدماء والطائيين ويعد واحداً من أغزر أودية السلطنة.

وتغطي أغصان أشجار المانجو جهتي الشارع المؤدي إلى القرية مشكلة لوحة جمالية خضراء على مدخل القرية،وتعد أشجار المانجو بقرية حيل الغاف من بين أقدم أشجار المانجو فيالسلطنة وأجودها ثمرًا، ولها أصناف عديدةمنها ( الخوخ، الورد، الحلقوم،زنجباري، أحمر، مخضراني، زعفران) ويقدر عمر أشجار مانجو حيل الغافبأكثر من 200 عام وهي أشجار مستديمة الخضرة قوية النمو، ولها ارتفاعات كبيرة، ويصل إنتاج بعض الأشجار إلىأكثر من 14000 ثمرة في السنة.وتعتبر قلعة حيل الغاف من أشهر القلاع بالولاية وهي قلعة شامخة تتوسط قرية حيل الغاف وتتميز بتصميممعماري فريد، فهي تأخذ الشكل الدائري وقاعدة مرتفعة على أرض منبسطة ولها باب مرتفع عن قاعدتها، حيث لايمكن الدخول إليها إلا باستخدام سلم ويوجد بداخلها بئر عميق وغرف للتحصن كما توجد بها فتحات للمدافع وتصويبالبنادق، وقدبناهاالسيّد سعيد بن محمد بن سليمان البوسعيدي في عهد السلطان السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي،ويبلغ قطر القلعة11 متراً وارتفاعها حوالي11 متراً، كما يبلغ ارتفاع الأرضية حوالي 8 أمتار، وهي مشيّدةبالحجارة وجدرانها مبنية من الجص ولهذه القلعة تاريخ حافل وتمتاز بإبداعات هندسيّة وعمرانيّة وخضعت القلعةللترميم في عام 2003 ضمن جهود وزارة التراث والثقافة في إحياء التراث والمكنون العماني.

وتعد قرية "حيل الغاف" مركزاً تجارياً مهماً للمنتجات الزراعية المحليّة وتوزيعها في أسواق الولاية وخارجها وأكثرالمنتجات بيعاً هي (المانجو، الرطب، الموز، الليمون) وتمتاز منتجات قرية "حيل الغاف" بجودة عالية لخصوبةالتربة وعذوبة المياه التي تروي أراضيها الزراعية.

كما تمثل قرية "حيل الغاف" وجهة سياحية يقصدها الزوار من داخل السلطنة وخارجها،حيث تزخر بالمعالم السياحيةوالأثرية وأبرز هذه المعالم "بيت البرج" الذي يقع في حلة الجبل و"برج حيل الغاف" الذي يتوسط القرية وكذلك "فلجالقرية" "وحارة الشريعة" التي تضم بيوت الطين القديمة، وتاريخياً يذكر الشيخ الجليل محمد بن شامس البطاشي فيكتبه عن القرية بأن أول من عمرها هو السيد خلفان بن حمد البوسعيدي عام 1230 هـ، وقام بشق فلج القرية، ثم أخذيعمرها شيئا فشيئا.

وقال عبدالله بن خليفة الشماخي رئيس مركز التنمية الزراعية بقريات "إن القرية تعتبر من أهم القرى الزراعية فيولاية قريات وذلك لتوفر المساحات الواسعة من الأراضي الزراعية، وتربتها مهيئة وصالحة للزراعة بالإضافة إلىتوفر المياه العذبة عن طريق فلجها المشهور".وأشار الشماخي إلى أنّ وزارة الزراعة والثروة السمكيّة تقوم بجهود كبيرة للمحافظة على أشجار المانجو بعدماتعرضت هذه الأشجار في السنوات الأخيرة إلى الإصابة بالعديد من الآفات الزراعية مما أدى إلى موت عدد كبير منأشجار هذا المحصول.

وقامت وزارة الزراعة والثروة السمكيّة ممثلة في مركز التنمية الزراعية بقريات بتوزيع شتلات المانجو بما يقارب 4000شتلة ابتداء من عام 2009وحتى 2014بهدف إعادة زراعة الأصناف ذات الجودة العالية من محصولالمانجو وللمحافظة على خصوصية القرية نظراً لشهرتها على مستوى السلطنة بأشجار المانجو وكذلك زراعة مساحاتاقتصادية من محصول المانجو والعمل على زيادة انتاجيته ورفع جودته مما يساهم في زيادة القدرة التنافسية لهذهالثمار في الأسواق المحلية والخارجية وبالتالي تحسين دخل المزارعين والقائمين بزراعة محصول المانجو. وأضاف الشماخي أنّ الوزارة كذلك قامت بتنفيذ برنامج متكامل للعمليات الزراعية وذلك من خلال التخلص من الأشجار الميتةوالمصابة بظاهرة تدهور أشجار المانجو، ومكافحة الآفات والأمراض من خلال المعالجة والرش بالمبيدات الفطريةوالحشرية للأشجار".

تعليق عبر الفيس بوك