دورة تدريبية بالتعاون مع "الأوقاف" لتمكين القيادات الكشفية من مهارات غسل وتكفين الموتى

مسقط - الرؤية

نظمت المديرية العامة للكشافة والمرشدات بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أمس دورة تمكين القيادات الكشفية في مهارات غسل وتكفين الموتى، بهدف ترسيخ العمل الإنساني وتمكين قادة الكشافة من الأدوات التي تساعدهم على خدمة المجتمع تطبيقًا لقانون ومبادئ الكشفية التي تؤكد على القيام بالواجب نحو الله ونحو الآخرين من أفراد المجتمع.

وأقيم حفل افتتاح الدورة تحت رعاية خميس بن سالم الراسبي مدير عام المديرية العامة للكشافة والمرشدات وبحضور المحاضر والمدرب سليمان بن علي الناعبي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وعدد من المسؤولين بالمديرية، وبمشاركة 31 قائدًا كشفيًا من مختلف محافظات السلطنة وقادة عشائر الجوالة، وذلك بقاعة التدريب بالمديرية العامة للكشافة والمرشدات.

وأكد خميس بن سالم الراسبي مدير عام المديرية العامة للكشافة والمرشدات على أهميّة الدورة لتمكين وتزويد قادة الكشافة والجوالة بالأدوات التي تعينهم على خدمة المجتمع وقال: إنّ إقامة دورة تمكين القيادات الكشفية لمهارات غسل وتكفين الموتى تأتي تلبية لحاجة المجتمع لمثل هذه الخدمات التي أوضحت الملاحظة والاستقصاء ندرة وجود مغسلي الموتى، كما تأتي تحقيقا لمبادئ الحركة الكشفية والإرشادية التي تؤكد على القيام بالواجب نحو الله ونحو الآخرين وخدمة الوطن، وتطبيقا للجانب الديني الذي يعد من الجوانب المهمة في المناهج الكشفية والإرشادية، حيث هدفت الدورة التي جاءت بالتعاون والتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إلى تزويد وتمكين قادة الكشافة والجوالة من المهارات والمعارف المرتبطة بغسل وتكفين الموتى.

وأضاف أنّ الدورة النوعية لقادة الكشافة والمرشدات ضمن سلسلة من الدورات المهمة التي ستنفذها الكشافة لتطوير مهارات القادة وتحقيق أهداف الحركة الكشفية التي تسعى إلى الاهتمام برفع قدرات الأفراد وخدمة المجتمع وتنميته. وفي ختام كلمته ناشد المشاركين للاستفادة القصوى من الدورة موجها الشكر لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية على تعاونها الدائم لتنفيذ مثل هذه الدورات.

وأكّد المحاضر والمدرب سليمان بن علي الناعبي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية على أهمية المبادرة التي قامت بها المديرية العامة للكشافة والمرشدات وقال إنّها مبادرة طيبة وعمل إنساني يمكن قادة الكشافة من القيام بواجباتهم الدينية ومهامهم الإنسانية المرتبطة بخدمة المجتمع وأفراده، موضحا أنّ تدريب الكشافة والمرشدات على مهارات تغسيل وتكفين الموتى يمكن أن يسد النقص في ندرة المغسلين وبالتالي يترك بصمة جيدة عن الكشافة لدى المجتمع، كما يرسخ مبادئ الحركة ويحقق أهدافها بخدمة المجتمع، ودعا إلى تكرار إقامة مثل هذه الدورات نظرا لما تمثله من أهمية إنسانية ومجتمعية، كما دعا قادة الكشافة لنقل ما تعلموه لأقرانهم حتى تعم الفائدة على الجميع وبالتالي يمكن أن تعم الفائدة على الأفراد أنفسهم الذين يمكن أن يتعرضون لمثل هذه المواقف سواء في بيتهم أو مجتمعهم.

وأوضح عبدالعزيز بن خلفان الهدابي رئيس قسم الإشراف الكشفي المشرف الفني في كلمة الدورة أنّ فكرة إقامة الدورة جاءت نتيجة الملاحظة والاستقصاء لحاجة المجتمع وقال إن الدورة جاءت نتيجة احتياج مجتمعي أوشك الكثير منا على عدم الممارسة والفهم بها، بل وتحدث الكثير من المواقف التي يتطلب فيها معرفة هذا الأمر التعبدي والذي يعتبر حقا على المسلم الحي للمسلم المتوفى.

وأضاف أن تنظيم المديرية العامة للكشافة والمرشدات لهذه الكفاية لتلبي مبادئ الكشفية للقيام بالواجب نحو الله في أداء هذا الواجب التعبدي وفق أحكام الله وشرعه، والواجب نحو الآخرين في إكمال حق المسلم على أخيه المسلم، وتقديم الواجب للمجتمع، والقيام بالواجب نحو الذات في كونها كفاية ومهارة ينمي بها الكشاف مداركه ويكون مشاركا بمجتمعه بأفراحه وأتراحه، ولذا كان التعاون مع المختصين في هذا المجال بالغ الأهميّة، حتى يتم تقديم المعرفة والمهارة على وجهها الأكمل.

وتناولت الدورة عددًا من المحاور النظريّة والعمليّة تطرقت إلى التشريع الرباني لغسل الميت وتكفينه، وأحكام وسنن غسل الميت وتكفينه، والأدوات المستخدمة للغسل والتكفين، إلى جانب تنفيذ بيان عملي لغسل وتكفين الميت. وأكد قادة الكشافة والجوالة المشاركين في الدورة على أهميّة الدورة فقال هلال بن سالم الكلباني مشرف كشفي بمحافظة الظاهرة لقد كانت دورة ناجحة ومهمة تسهم في إعداد القادة لتقديم خدماتهم للمجتمع في هذا الجانب الديني والمجتمعي، مضيفا أنّ الدورة تضمنت جوانب نظرية وعمليّة كما أثريت بالنقاشات التي عززت المعلومة والمهارات في غسل وتكفين الموتى.

وقال علي بن خلفان الرزيقي مشرف كشفي بمحافظة جنوب الباطنة الدورة من الدورات المهمة التي يحتاج لها الإنسان بشكل عام والكشافة بشكل خاص وذلك لندرة مغسلي الموتى وحاجة المجتمع لمثل هؤلاء، لذلك فإنّ الدورة مبادرة مثمرة من المديرية العامة للكشافة والمرشدات ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، موضحا أنّ الدورة تضمّنت كل ما يتعلق بسنن تغسيل وتكفين الموتى من خلال الشرح النظري والعملي الذي رسّخ المعلومات والمهارات بشكل جيّد.

ويأتي تنظيم الدورة في إطار حرص المديرية العامة للكشافة والمرشدات على تطبيق لبند قانون ومبادئ الكشافة التي تؤكد على القيام بالواجب نحو الله في أداء هذا الأمر التعبدي المشرع، ونحو الآخرين في إكرام الميت واستيفاء حقه، ونحو الذات في تطوير وتنويع الكفاءات التي تخدم المجتمع، خصوصا مع تناقص وندرة وجود من يقومون بغسل الموتى في المجتمع، حيث أن غسل الميت وتكفينه فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وهو من حقوق الموتى التي تلزم المجتمع بأسره، وأمر تعبدي واجب قبل دفنه على من حضره، والحكمة منه إكرامه بتنظيفه، وتكفينه لأن سترته واجبة في الحياة، فكذلك بعد الموت.

تعليق عبر الفيس بوك