"بصيص"

إيمان الحريبي

كم هو جميلٌ أن نحيا مع الأمل وأن نسعى لتحقيق طموحاتنا ونعلل النفس دائماً بالجد والاجتهاد وألانعمل من أجل يومنا فقط بل نستشرف في ما نقدم دائماً المستقبل ونوظف كل ما نملك من طاقات وأفكار وموهبة وإبداع لتحقيق أهداف لطالما رسمناها في مخيلتنا ودوناها في قصاصات أوراقنالنرجع إليها ونستدل بما فيها على ذلك البصيص الذي سيأخذنا يوماً إلى واقع شيدناه بأيدينا نعيش تحت ظلاله.

لماذا الأمل؟ ولماذا بصيص؟ ولماذا هذا المقال؟ كل ذلك تبادر إلى ذهني وأنا أتابع الحماس المُتَّقد ونماذج رائعة لقيمة العمل الجماعي في حساب التواصل الاجتماعي لفريق "فعاليات عمان" على برنامج "سناب شات" وهو ينقل بكل احترافية تفاصيل برنامج بصيص في دورته الثانية والذي يُعنى بموظفي الشركات العاملين بجامعة السلطان قابوس، عمل اجتماعي واقتصادي رائع من شباب عمان الرائعين الذين يقدرون قيمة العمل التطوعي ويرون أن علمهم ومعرفتهم ليست حكرًا عليهم بل هي شراكة يجب أن تعمم لمن يريد ومن يستحق، فرأوا أن للأقربين في نطاق جامعتهم حق عليهم ولابد أن يعلموهم ويقدمون لهم العون المعرفي والثقافي اللازم لتغيير حياتهم للأفضل فيكونوا هم أيضًا بصيص أمل جديد يشع أملاً ونورًا بين أسرهم ومجتمعهم. إذ إنّ البرنامج يتمحور حول جانبين رئيسيين هما الجانب التعليمي وجانب التحسين المعيشي، حيث يركز الجانب التعليمي من بصيص على تعليم الفئات المحددة وتدريسهم حسب المستويات سواء أكانت المرحلة أولى أو ثانية أو غيرها؛ وذلك بهدف الرقي الوظيفي والتعليمي لديهم، ويتولى تقديمه متطوعون من طلبة كلية التربية ومن الكليات والجامعات الأخرى وموظفون ذوو خبرات وقدرات، حيث يقدم عددًا من الحلقات والبرامج لغرس مجموعة من المهارات والمعارف كالاعتماد على الذات وتعليم الكتابة والقراءة، وأساسيات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية.

هذا البرنامج يجسد نموذجًا رائعًا للعمل التطوعي بجانب أنّه تطبيق عملي طموح لمفهوم التعليم المستمرأو التربية مدى الحياة أو التربية المستمرة أو التربية الدائمة والتي تتفق جميعًا على أن التربية عملية مستمرة لا تقتصر على مرحلة معينة من العمر، أو تنحصر في مرحلة دراسية محددة، متلاحمة مع سياق الحياة، حيث يقول "جون ديوي" في هذا النوع من التعلم: " إن التعلم الحقيقي يأتي بعد أن نترك المدرسة، ولا يوجد مبرر لتوقفه قبل الموت".وتبرز أهمية فكرة برنامج بصيص على وجه الخصوص والتعليم المستمر بشكل عام في مراحلالنمو العمري والوظيفي للفرد في توعية الفرد بمصالحه وتمكينه منالدفاع عنها، لكي يؤدي واجباته ويحفظ حقوقه.كما تتمثل في توفير مصدر دائميمده بما يحتاج إليه من معلومات ومهارات واتجاهات في حياته الوظيفيةوالاجتماعية،عبر اختيار وتنظيم مجموعة مرتبة من الأعمال التي تساعد الفرد على اكتساب خبراتمنتظمة يكون لها أثر واضح على دوره في المجتمع كعنصر منتج وذلك نحو ضبط ذاتي أكثركفاءة لوسائل ودوافع الحياة الكريمة.هذه العملية التعليمية تساعدالأفراد على تبادل أفكارهم ومشاعرهم ومثالياتهم ليغيروا صورة المجتمع ويطوروه.

أخيرًا، عندما توظف التقنية والتكنولوجيا بشكل راقٍ ونستدل على اتجاهات متنوعة لخدمة المجتمع والعمل التطوعي فنحن نسير على خطى التنمية المستدامة وغايتها والتي تستهدف الإنسان ورفاهيته من كل النواحي، فشكرًا لفريق بصيص ومحاولات نشر فسحة جديدة من الأمل تسعون لإضاءتها بجهودكم النيّرة.

تعليق عبر الفيس بوك