أفلاج وعيون بهلا ترسم لوحة من جمال الطبيعة وتجسد مظاهر تعايش العماني مع بيئته

بهلا - العمانية-

تتنوع المواقع السياحية وأماكن الاستجمام في ولاية بهلا بمحافظة الداخلية ويقصدها السياح من داخل السلطنة وخارجها لما تزخر به من طبيعة خلابة. ومما يميز ولاية بهلا أفلاجها العديدة والتي بجمالها تسطر لوحة فنية تحكي حقباً تأريخية وكفاح جيل سعى بشتى الوسائل للتعايش مع الواقع والبحث عن مصادر المياه لري الواحات الزراعية والتي أصبحت تغطي مساحات شاسعة من هذه الولاية.

ويبلغ عدد الأفلاج في ولاية بهلا أكثر من مائة فلج بأنواعها (الداؤودي والغيلي والعيني) موزعة على أنحاء الولاية والقرى التابعة لها وذلك حسب الإحصائيات الواردة من وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه حول الأفلاج ببهلا فإن عدد الأفلاج بالولاية وصل إلى 103 أفلاج وأهمها "الميتا والمحدث وكيد والفتح ومويهي المر وإسماعيل وسوسا وجيلة النعب وجيلة الشيوخ والحواجر" وكذلك يوجد في الولاية خمس عيون مائية وأهمها "عين وضاح" و"عين الوردي" و"المويلح" و"بوحليفة" والعوينة".

وتعد الأفلاج في ولاية بهلا مورداً هاماً من موارد الزراعة، إلا أن العديد من أفلاج الولاية في الوقت الحالي تعاني من قحط وجفاف شديدين مثل معظم أفلاج السلطنة وذلك بسبب قلة الأمطار في الفترة الحالية، فنجد عدداً كبيراً من أفلاج الولاية قد جفت، إلا أنه سرعان ما تعود المياه إلى مجاريها عند نزول الأمطار والأودية.

ويعد فلج الميتا أو(الميثاء) من الأفلاج المهمة والكبيرة في الولاية وأكثرها عمقاً وغزارة للمياه في حالة الخصب وتعتمد عليه الأجزاء الجنوبية الغربية من منطقة العلاية ويخترق وسط البلد حتى يصل داخل السفالة ويعتمد عليه كذلك أهل منطقة السفالة وخصوصاً وقت نزول الأودية.

أما فلج "المحدث" فهو داؤودي ويأتي من الجانب الشمالي الشرقي للولاية ويبدأ من داخل الجبال لمسافة 8 كم تقريباً حتى يبدأ بالخروج منها ويسقي منه المزارعون بداية من حارة الغاف وحتى داخل العلاية وهو فلج ذو مياه وفيرة وقت الخصب ويبلغ عمق عينه الأولى حوالي 30 متراً.

وأما فلج "الفتح" فهو كذلك داؤودي ويقع بمنطقة الفتح في الجهة الجنوبية الشرقية من ولاية بهلا ويسقي هذا الفلج منطقة الفتح وهي ذات مزارع قليلة، ولكن مياه الفلج ما زالت تجري بصورة مستمرة وأصبحت منطقة الفتح في الوقت الحاضر مقصداً للسياحة الداخلية لدى الكثير من العائلات.

وفلج "معول" هو فلج عيني يوجد ببلدة معول القريبة من بلدة سيح المعاشي، وقد أحيكت الأساطير الكثيرة لهذا الفلج وبأنه تابع للجن لا يخرج إلا عندما يحضر الضيوف القادمون من مكان بعيد لتلك البلدة، ولكن هذه الأساطير قد ثبت بطلانها وأن مياه هذا الفلج تأتي من عمق الصخور بعد امتلاء خزانها الجوفي ثم تخرج إلى منبعها ويقوم الأهالي بالاعتماد على هذا الفلج في سقي مزارعهم وبساتينهم التي تتنوع بين أشجار النخيل والحمضيات ومحاصيل الخضار.

كما تتعدد الأفلاج في قرى ولاية بهلا ومن أهم تلك الأفلاج العين والطفيل والصغيّر والمصرّج والكسفة وأبو غيظة والمعمور ومعول والفليج وسنيسل وغمر وعمقا والغافات وغيرها.

وإلى جانب الأفلاج فإنّ ولاية بهلا تشتهر كذلك بعيونها المائية والتي تقصدها الأسر والسياح للاستجمام والراحة خاصة في أيام العطل الأسبوعية ومن أشهر العيون المائية بالولاية "عين وضاح" ومياهها كبريتية وتستخدم في العلاج من أمراض الروماتيزم كما يعتقد بعض الناس، ومياهها لا تزال إلى اليوم غير صالحة للشرب، وتقع هذه العين بداية وادي بهلا عند المنطقة المسماة بالمفرش.

واهتمت بلدية بهلا بهذه العين المائية من خلال عمل جدار يحيط بها وتجميل المكان الذي تقع فيه لجلب السياح لها إلا أنّ الموقع يحتاج لمزيد من الاهتمام بوضع أماكن لراحة السياح وتوفير المظلات التي تقي حرارة الشمس والعمل على تهيئة المكان بصورة أفضل، وإلى جانب هذه العين هناك عيون تتوزع في أماكن مختلفة بالولاية ومنها عين الوردي والمويلح وبو حليفة والعوينة وتنشط هذه العيون في فترات هطول الأمطار.

تعليق عبر الفيس بوك