تزايد الإقبال على الجناح العماني في "كاوس" للتعرف على النماذج التراثية والاستفادة من العروض الترويجية

كاوس (بريطانيا)- عادل البلوشي

شهدت الخيمة العمانية المشاركة بمهرجان كاوس للإبحار الشراعي ببريطانيا إقبالا كبيرا من الزوار الأوروبيين، وصلت إلى نحو أكثر من ألف زائر ليوم أمس؛ حيث اطلعوا على المعروضات التراثية والحضارية وأبرز العروض الترويجية التي أطلقتها وزارة السياحة لتحفيز البريطانيين على زيارة المعالم السياحية في السلطنة والاستفادة من الخصومات التي تقدمها الفنادق بفئاتها المختلفة خلال الفترات المقبلة.

ونظم مشروع عمان للإبحار صباح أمس بالتعاون مع وزارة السياحة، حلقة عمل عن التبادل الطلابي ونقل الخبرات والمعارف والمشاريع الاستثمارية المتوفرة في مجال الإبحار الشراعي بين السلطنة والمملكة المتحدة على هامش مشاركة السلطنة في فعاليات مهرجان كاوس للإبحار الشراعي، وشهدت الحلقة حضور عدد من ممثلي الجامعات والكليات والمدارس البريطانية بالإضافة الى حضور ممثلي وكالات السفر والسياحة والشركات المتخصصة في عروض الإبحار الشراعي.

نقل الخبرات

وبحثت حلقة العمل آلية العمل الخاصة حول الاتفاق على أن يكون هناك تبادل طلابي وبشكل سنوي لنقل الخبرات والمعارف بين البلدين، حيث يستقبل مشروع عمان للإبحار مجموعة من الطلاب للفئة العمرية من 13-18 ويتم تدريبهم في إحدى المدارس التابعة للمشروع بمسقط وصور والمصنعة، وسيتم تسهيل إجراءات سكنهم وكافة الأمور اللوجستية الأخرى عبر المختصين في وزارة السياحة، وفي الجانب الآخر، يتوجه مجموعة من الطلبة العمانيين المهتمين برياضة الإبحار الشراعي إلى المملكة المتحدة لخوض تجربة تدريبية على يد المدربين المتخصصين بالتنسيق مع الشركات المتخصصة في هذا المجال.

وتأتي إقامة حلقة العمل الخاصة بتطوير رياضة الإبحار الشراعي كإحدى ثمار مشاركة السلطنة في أسبوع كاوس للإبحار الشراعي، حيث يهدف عمان للإبحار من هذا المشروع الى تخريج كوكبة من البحارة الصغار القادرين على أن يكونوا نواة أساسية للفريق الرسمي للكبار في سباقات الإبحار في المستقبل. ويسعى القائمون على هذا المشروع من السلطنة إلى الخروج باستفادة قصوى، حيث من المتوقع أن تكون الفائدة جيدة للبحارة الصغار من السلطنة، حيث يعد توافد البحارة البريطانيين الصغار إلى السلطنة مع مدربهم فرصة سانحة للبحارة العمانيين في الاستفادة من خبراتهم والاحتكاك معهم، وكذلك في الجانب الآخر فإن توجه عدد من البحارة العمانيين إلى بريطانيا سيكون بمثابة خوض تجربة احترافية مهمة وبتواجد المدربين ذوي الخبرة في هذا المجال. وعقب اختتام فعاليات حلقة العمل قام الحضور المشارك من مختلف الجهات بجولة بحرية على متن القارب مسندم التابع لمشروع عمان للإبحار وذلك على شواطئ جزيرة ويت بمدينة كاوس، حيث تعرفوا من خلال طاقم القارب على نبذة تعريفية عن تأسيس المشروع والمشاركات الدولية التي شارك فيها الفريق وأبرز النتائج التي حققها القارب، إضافة إلى طاقم القارب المكون من الفريقين الرجالي والنسائي. وقالت أليسون كرايا ممثلة وزارة السياحة في بريطانيا وإيرلندا إن حلقة العمل أظهرت رغبة كبيرة من رجال الأعمال البريطانيين وممثلي الشركات في التعاون وبشكل كبير لنجاح هذا المشروع. وأشارت الى أن هناك مجموعة كبيرة من الشركات البريطانية المتخصصة في مجال الإبحار الشراعي فتحت فروعا لها في كل من تركيا واليونان، مما يدل على النجاح الكبير الذي تحقق في هذا المجال. وأوضحت كرايا أن التركيز في هذا المشروع على فئة الصغار يأتي بهدف تأهيلهم التأهيل المناسب منذ الصغر، بالإضافة الى أن الصغار سيقومون بنقل تجربتهم الى أولياء أمورهم، ما يجعل الفرصة مواتية لهذه العائلات لزيارة السلطنة والعمل على الترويج للقطاع السياحي عبر هذه الرياضة.

النهوض بالسياحة

وأوضح سايمون ويليامز من كلية شرشز البريطانية عن سعادته بالعرض التقديمي الذي تم تقديمه من قبل وزارة السياحة العمانية حول هذا المشروع الخاص بالتبادل الطلابي والذي سيعمل على تعزيز الجانب السياحي للبلدين، مشيرا الى أن مثل هذه التجارب ستتيح الفرصة للسلطنة لفتح أسواق هامة يستقطب من خلالها سياح من مختلف الدول الأوروبية في حال نجاح المشروع. وأكد أن نجاح المشروع سيعمل على تشجيع بقية الشركات على أن تخطوا ذات الخطوة في الارتقاء والتطوير برياضة الإبحار الشراعي. وذكر سايمون أن السلطنة تتميز بطبيعة جمالية رائعة مما يعد اكتشافها أمر في غاية الروعة والجمال عبر الإكثار من الفعاليات والبرامج المتخصصة في الإبحار الشراعي، والتركيز على فئة الناشئين وتحديدا للفئة العمرية من 13-18 عاما سيعمل على تشجيع أولياء الأمور في متابعة أولادهم الصغار وقضاء أسبوع مع أولادهم والاستمتاع في تجربة إبحار شراعية ترفيهية تعزز من الجانب السياحي والاقتصادي للبلد. وحول جدوى إرسال البريطانيين الى السلطنة لخوض تجربة الإبحار الشراعي، قال سايمون: "إن السلطنة تتميز بالطقس المختلف طوال السنة والتي يتناسب مع هذه الرياضة، بينما يعد عامل الطقس ضمن أحد الصعوبات بالنسبة للبريطانيين، كما أن تنوع السلطنة بتضاريسها المختلفة تجعلها ضمن أحد الوجهات الداعمة لإقامة مثل هذه التجارب، وهذا بدوره سيعمل على تشجيع السياحة".

فرص واعدة

وأشار أندريو باري من وكالة نيلون للسفر والسياحة إلى أن ورشة العمل كانت واضحة ومفيدة لشركته في التعرف على الفرص الاستثمارية التي يقدمها مشروع عمان للإبحار ووزارة السياحة، موضحا أن هذه الفرص الاستثمارية تعد واعدة جدا وتبشر بمستقبل جيد من حيث الاستفادة للبلدين. وأوضح نيلون أن شركته تعمل على توفير مجموعة من العروض التي تصل الى سبعة الى ثمانية أيام تتعلق بتوفير جولات سياحية عبر القوارب للعوائل والأسر اضافة الى تجربة الإبحار الشراعي وغيرها من البرامج والانشطة البحرية، مضيفا أن السلطنة تتمتع بسواحل طويلة تمتد الى عدد من الكيلومترات، مما يعد التركيز على هذا الجانب أمر في غاية الأهمية للترويج وإظهار السلطنة بالشكل المناسب.

الخيمة العمانية

وبجولة ميدانية في الخيمة العمانية التي تكتظ جنباتها بالزوار، قال بدر المجيني من قسم الفعاليات بعمان للإبحار إن علاقته بمهرجان كاوس للإبحار الشراعي الذي يقام سنويا في بريطانيا تمتد منذ 2012 وحتى الآن، مؤكدا أن النسخة الجديدة من الخيمة العمانية تختلف عن سابقتها.

وقال حماد الروشدي باحث شؤون سياحية بوزارة السياحة إن الخيمة العمانية تأتي كنتاج عمل جماعي ما بين مشروع عمان للإبحار ووزارة السياحة بهدف التعريف بالمقومات السياحية ورياضة سباقات القوارب الشراعية، وهذان الجانبان أعطيا زخما كبيرا للسلطنة لدى المواطن البريطاني الذي يحتل مرتبة متقدمة بين الدول الأكثر توافدا على السلطنة.

وقالت بثينة بنت خلفان الحبسية من الموارد البشرية في عمان للإبحار إن مشاركتها في مهرجان كاوس للإبحار الشراعي هي الأولى لها، مؤكدة أن ما شاهدته خلال الأيام القليلة الماضية في الخيمة العمانية من تفاعل كبير من الحضور يأتي في إطار اهتمام الشعوب بالتعرف على الثقافات المختلفة. وأضافت أن الخيمة العمانية تتميز هذا العام بوجود تنوع في المعروضات التي تعكس جوانب مهمة من الحياة العمانية، مثل الملابس التقليدية واللبان العماني الذي يتميز بجودته العالية ورائحته الزكية، بالإضافة الى أن الخيمة تبرز العديد من الجوانب الجمالية للسلطنة وخاصة فيما يتعلق بالمقومات السياحة التي تشتهر بها محافظات السلطنة، اضف إلى ذلك الأسواق الشعبية البارزة ومنها سوق مطرح الذي يعد نموذجا فريدا يجمع ما بين حقبتين مترابطتين ما بين تاريخه القديم وعراقته الممتدة عبر تعاقب الأجيال والجماليات الحديثة التي أضافتها بلدية مسقط ليكون معلما جماليا يزخر بالكثير من الزخارف والرقي المعماري.

وتابعت أن مشاركة السلطنة في هذا المهرجان الأشهر على مستوى العالم في مجال الإبحار الشراعي؛ تأتي بهدف الترويج للسلطنة وإبراز مقوماتها السياحية لكافة الزوار الأجانب في المهرجان، ويعد سوق بريطانيا أحد أبرز الأسواق التي تركز عليها السلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك