تركيا: الجيش يؤكد مقتل 3 جنود في هجوم لحزب العمال الكردستاني

إسطنبول - رويترز

قال الجيش التركي -في بيان- إنَّ حزب العمال الكردستاني قتل ثلاثة جنود أتراك في هجوم على كتيبة للجيش في إقليم شرناق بجنوب شرق البلاد، أمس.وأضاف بأنَّ طائرات هليكوبتر وفرقة كوماندوز أرسلت إلى المنطقة وأن العملية لا تزال جارية.

وفي السياق، قال صلاح الدين دمرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، أنَّ الهدف الأساسي من العمليات العسكرية التركية الأخيرة في شمال سوريا هو منع وحدة أراضي الأكراد في سوريا وليس محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

واتهم دمرداش في مقابلة مع رويترز الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية بجر تركيا إلى صراع انتقاما من خسارة أغلبية الحزب الحاكم البرلمانية في الانتخابات العامة التي جرت في السابع من يونيو الماضي.

وفاز حزب الشعوب الديمقراطي المعارض بالأصوات الكافية ليدخل البرلمان للمرة الأولى، وينهي أكثر من عقد حكم خلاله حزب اردوغان منفردا في الدولة العضو في حلف شمال الاطلسي.

وقال دمرداش لرويترز في أنقرة "حزب العدالة والتنمية يجر البلاد الى فترة صراع انتقاما من خسارته الأغلبية في انتخابات يونيو."وأضاف "حصول حزب الشعوب الديمقراطي لما يكفي لدخول البرلمان وخسارة حزب العدالة والتنمية لاغلبيته في البرلمان تستخدم كمبرر للحرب."

وشنَّتْ تركيا غارات جوية متزامنة تقريبا على معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق ومقاتلي الدولة الاسلامية في سوريا يوم الجمعة الماضي فيما وصفه رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو بأنه "حرب منسقة على الارهاب".

لكن بعد ذلك أصبحت هجماتها على حزب العمال الكردستاني وحتى الآن أشد كثيرا من الهجمات التي تشنها على الدولة الإسلامية؛ مما أذكى شكوكا كردية أن تكون الاهداف الحقيقية هي لجم الطموحات السياسية الكردية وأيضا على الارض. وهو ما تنفيه الحكومة.وقال دمرداش: "شنت تركيا بضع غارات جوية على الدولة الاسلامية.. مجرد استعراض دون الحاق اضرار حقيقية بها ولا تشعر الدولة الاسلامية بضغط خطير من تركيا."العمليات التركية لا تهدف إلى اتخاذ اجراءات ضد الدولة الإسلامية. الهدف الرئيسي هو الحيلولة دون تكون كيان كردي في شمال سوريا."

وتشعر انقرة بعدم ارتياح إزاء التقدم المستمر الذي تحققه قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ضد الدولة الاسلامية بمساعدة غارات جوية أمريكية. ويسيطر الاكراد الان على نحو نصف منطقة الحدود السورية مع تركيا وطولها 900 كيلومتر.

ويخشى اردوغان وحزب العدالة والتنمية أن يشجع هذا التقدم الاقلية الكردية التركية ويصل عددها إلى 14 مليونا ويشعل من جديد تمرد حزب العمال الكردستاني الذي يرجع إلى 30 عاما إلى الوراء. وتعتبر تركيا والولايات المتحدة وأوروبا الحزب منظمة إرهابية.

وبعد أن وافقت تركيا الأسبوع الماضي على فتح قواعدها الجوية أمام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بعد سنوات من التمنع تعمل واشنطن وأنقرة على وضع خطط لتوفير غطاء جوي لقوات معارضة سورية واقتلاع مقاتلي الدولة الاسلامية من شريط حدودي في شمال سوريا على حدود تركيا.

لكن هذه الخطوة ستضمن أن تظل تلك الأراضي خارج سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي وهو ما يمنع السوريين الاكراد من توحيد الاراضي التي يسيطرون عليها والا سيتشكل شريط من الأراضي الكردية يمتد من حدود العراق إلى البحر المتوسط تقريبا.وقال دمرداش "أكد إردوغان في الماضي أنهم لن يسمحوا أبدا بتوحيد الجيوب الكردية في شمال سوريا. جرابلس هي العقبة الوحيدة أمام هذه الوحدة" مشيرا الى بلدة سورية على طرف "المنطقة الامنة" المقترحة.وقال حزب العمال الكردستاني إن الضربات الجوية محاولة "لاخماد" الحركة السياسية الكردية وإقامة "نظام شمولي مسيطر" في تركيا.

تعليق عبر الفيس بوك