البلوشي: إخراج "دهاليز"في وقت قياسي رغم التحديات.. و"بنت الماشطة" مشروعي السينمائي المقبل

الرُّؤية- سارة الشحيَّة

أكَّد المخرج العُماني يوسف البلوشي أنَّإنجازَ المسلسل الكوميدي "دهاليز" تمَّ في وقت قياسي رغم التحديات والظروف الصعبة التي مرَّ بها العمل.. كاشفا في الوقت نفسه إخراج عمل سينمائي قريبا بعنوان "بنت الماشطة".

ويقدِّم البلوشي لجمهورهفي شهر رمضان المبارك أوَّل عملكوميدي له وهو مسلسل "دهاليز"، والذي يسلط الضوء على مجموعة من القضايا الاجتماعية والفردية والسلوكية بأسلوب نقدي ساخر، ويشاركه الإخراج المخرج الكويتيحمد البدري.ومنذ العرض الأول لحلقات، تلقى العمل انتقادات واسعة من قبل شريحة ليست بالقليلة من المتابعين.

وعنالانتقاداتالتي تلقاها المسلسل، قال البلوشي -في تصريحات لـ"الرؤية"- إنَّ قياس مدى تقبل المشاهدين للعمل الفني متفاوت؛ إذ إنَّ هناك آراءمختلفة تعكس انطباعات المشاهدين؛ فهناك شريحة متقبلة وراضية عن المسلسل وهناك شريحة أخرى رافضة له. ونفى البلوشي أنَّ تكون الفئة غير المتقبلة للعمل هي الغالبة.. مشيرا إلى أنَّ الفئة التي دائما ما تنتقد ترفض النصح ولا تتقبل فكرة النقد، ونظرا لأن العمل يرتكز في الأساس على قضايا اجتماعية سلبية وكيفية مواجهتها، فإنَّ المعنيين بالنقد يرفضون الحلقات.

وأضاف البلوشي بأنَّالبعض يعتقد أنَّ المسلسل ينتقد الخدمات الحكومية كالعادة، ولكن في الحقيقة هو يسلط الدائرة على بعض التصرفات والسلوكيات الخاصة بالأفراد.

وعنالانتقادات الموجهة بشأن عدم عكس المسلسل لقضايا المجتمع العماني، قال البلوشي: لا.. على النقيض من ذلك؛ فالمسلسل يعكس قضايا المجتمع العماني ومشكلاته؛ فهناك بعض الحلقات في المسلسل ليس بالضرورة أن تهم كل الأفرادفيالمجتمع أو كل الفئات، بل هي تعكس تصرفات البعض؛ فالمجتمع ليس فئة واحدة فقط؛ بلهناك فئات وشرائح مختلفة، وفي كل حلقة يتم تناول سلوك أو تصرف لإحدى الفئات.

وأشار البلوشي إلى أنَّ كلَّ فرد يحملُوجهة نظر خاصة به، وأن كل مشاهد ينظر إلى المسلسل من منظوره الخاص،لكنه كمخرج يرى أنه كان يطمح لتقديم العمل بشكل أفضل وطرح قضايا أخرى ترضي الجمهور.. مؤكدا أنه سيواصل تقديم الأفضل دائما للجمهور في الأعمالالمقبلة.

وعن تجربته في "دهاليز"، قال: أعتبرهذا العمل تجربة جديدة، لكني ما زلت أطمح إلى ما هو أكبر من ذلك. وأوضح أنَّ "دهاليز" يُعد التجربة الأولى له في الكوميديا؛ إذ حملت أعماله السابقة الصبغة الدرامية البحتة.. مشيرا إلى أنَّ من الأمور الجيدة في "دهاليز" أنه يقدم للجمهور نوعا مختلفا من الدراما.

وتحدَّث البلوشي عن الانتقادات الموجَّهة له عن الإخراج، وقال: إنَّإخراجَ الأعمال الكوميدية يختلف عن أي عمل فني آخر؛فالمخرج في العمل الكوميدي يعمل على تبسيط العملية الإخراجية ويحاول إيصال الفكرة بصورة واضحة وكوميدية،ولا يكون هناك الكثير من الاستعراض في الإخراج للعمل الكوميدي.

ولفت إلى إعجابه بالعمل في المجال الكوميدي، ويُؤكد أنَّه لو أتيحتْ له فرصة إخراج أعمال كوميدية، فلن يتردَّد لقبولها، غير أنَّه أعرب عن أمله في أن يحصل على الوقت الكافي لإخراج العمل. وقال إنَّمسلسل "دهاليز" تمَّ تصويره في وقت ضيق جدًّا؛ إذ تمَّإنجاز العمل في وقت قياسي.. لافتا إلى أنَّقطاعالإنتاج الدراميخاض تحديًا لإنجازهذاالعمل، ونجح بفضل تكاتف الجميع.

وحَوْل أسباب التأخير في التصوير وضيق الوقت، قال البلوشي: إنَّالفكرة جاءت في اللحظة الأخيرة بسبب عدم وجود أعمال في قطاع الانتاج؛ فطلب مناإخراج عمل كوميدي اجتماعي،وكانت هناك صعوبات وتأخر في الإعداد وتجميعفريق العمل، إضافة إلى ظروف الممثلين المرتبطين بأعمال أخرى.

ولفت إلى أنَّجميع هذه الظروف خارجة عن إرادة الجميع حتى دائرة قطاع الإنتاج الدرامي.. مؤكدا أنَّ العمل مثَّل تحديًا للجميع؛ إذ كان يتعيَّن على الجميع الاجتهاد لإنجاز العمل في الوقت المحدد. ويرى البلوشي أنَّ لكل عمل سلبيات وأخطاء.. مشيرا إلى أنَّأيَّ عمل تليفزيوني يتعرض كذلك للانتقاد، بل والهجوم الشرس في بعض الأحيان.

وعن تجربته في خوض الإخراج الثنائي في عمل واحد، قال البلوشي: إنَّوجود مخرجيْن في عمل واحد أمر مرهق؛ فهناك بعض الجوانب السلبية تتمثل في انفصال الحلقات عن بعضها، وأن لكل حلقة فكرة تختلف عن غيرها، كما أن من الإشكاليات أن فريقي العمل يعملون في نفس الوقت، فأحيانا يصادف أن يعمل الفريق معي وفي نفس الوقت مع المخرج الآخر،وأحيانا يضطر الممثل الذي يعمل معي أن يعمل في نفس الوقت مع المخرج الثاني والعكس؛ لذلك فالأمر يحتاج إلى تنسيق وتنظيم أكثر، إضافة إلى اختيار مواقع التصوير...وغيرها.

وتابع بأنَّ التجربة غير مُحبَّذة لهولا يفضل تكرارها؛ وذلك لأسباب منها المقارنات التي تتم بين المخرجيْن، مؤكدا في الوقت نفسه أن الجميع كان فريق عمل واحدا دون أي تفرقة.

ويرى البلوشي أنَّلكل مخرج بصماته ولمساته في العمل، لكنه يفضِّل أن يكون للعمل مخرج واحد لكييكونعلىدراية بكل الجزئيات، وأن تكون لديه معرفة تامة بخط العمل ليسير العمل على خط واحد.وأوضح أن قطاع الإنتاج اضطر إلى اختيارمخرجين اثنين للعمل وذلك لضيق الوقت. ويتابع البلوشي بأن من العوائق الأخرى التي واجهتهخلال إنتاج هذا العمل الدرامي، هو اعتذار الممثلين وبعض الفنانين عن المشاركة في العمل،إضافة إلى صعوبة الحصول على مواقع تصوير؛ فمع اختلاف فكرة كل حلقة تختلف المواقع التصويرية، والحلقة الواحدة تحتاج إلى أكثر من موقع على عكس المسلسل الممتد والمترابط في ثلاثين حلقة الذي تكون فيه المواقع محددة وثابتة.

ومضى البلوشي قائلا: إنَّبعض الصعوبات تمثَّلت في صعوبة العثور على شباب للتمثيل؛ نظرا للظروف وضيف الوقت،إضافة إلى افتقارنا للوجوه النسائية؛ إذ إنَّهناك وجوها نسائية لكن ليست بالعدد الكافي، علاوة على درجة الحرارة المرتفعة أثناء التصوير.

وأشارالبلوشي إلى أنَّ مسألة تقييم العمل تعود الى الجمهور، لكنه أكد في الوقت نفسه رضاه عن العمل بشكل عام، رغم الظروف التي مر بها العمل؛ لذلك أبدى البلوشي أمله فيما لو كان العمل تم تقديمه بشكل أفضل.

وتوجَّه البلوشي بالشكر إلى فريق العمل من مساعدين وفريق التصوير من الأردن، والممثلين وفريق الانتاج، وكل من ساهم في هذا العمل،وكذلك الشكر إلى العاملين في قطاع الإنتاج الدرامي ومنهم أحمد الإزكيوأنس الحبيبوقاسم السليمي، نظير وقفتهم الجادةرغم الظروف الصعبة، وثقتهم به وإسناد العمل له كمخرج عماني.

وكشف البلوشي عن نيته إخراج فيلم جديد بعنوان "بنت الماشطة"، وهو فيلم إنسانييضم نخبة من الفنانين الكبارأمثال شمعة محمد وخليل السنانيووفاء البلوشية وسهام الميمنية، إضافة إلىالوجوه الشابة، آملا أن ينال إعجاب الجمهور؛حيث يعتزم المشاركة بالفيلم في عدد من المهرجانات العربية والدولية.

تعليق عبر الفيس بوك