الرؤية - يوسف علي البلوشي
طالب مواطنون الجهات المعنية في محافظة ظفار بتسريع وتيرة العمل في مشاريع الطرق والخدمات لتيسير الحركة المرورية خلال موسم الخريف، والذي يشهد ازدحاماً وكثافة مرورية بفضل الإقبال السياحي الاستثنائي.
ومن المقرر أن ينطلق مهرجان صلالة السياحي لعام 2015 في ثاني أيام عيد الفطر والذي يوافق 19 يوليو المقبل. وفلكيا يبدأ فصل الخريف الذي تستقبله ظفار كل عام في 21 يونيو ويستمر حتى 21 سبتمبر، وتزدان فيه الطبيعة روعة وجمالا، ويتواصل هطول الأمطار الخفيفة، وينتشر الضباب وتكتسي الجبال والسهول باللون الأخضر في أجواء بديعة لا مثيل لها. ويفضل العمانيون والخليجيون، وكثير من السياح والمقيمين، قضاء إجازات الصيف بين أحضان الطبيعة والطقس المعتدل في صلالة، طلبا للراحة والاستجمام، بعيدًا عن أجواء الصيف الحارة التي تمر بها المنطقة، فضلا عن الراحة النفسيّة التي يلمسها السائح من حسن ضيافة وتشابه العادات والتقاليد في المنطقة. وإضافة إلى ذلك.. تستغل المحافظة الأجواء الاستثنائية بتنظيم مهرجان صلالة السياحي، ويشتمل المهرجان على العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والاجتماعية والتراثية والترفيهية والرياضية والتسويقية.
وقال مواطنون إن صلالة مقبلة على موسم سياحي مميز هذا العام، مما يعزز تدفق واستقطاب السياح بشكل استثنائي، لما يمثله الطقس المعتدل في صلالة من استقرار وجمال للطبيعة الخلابة، علاوة على مناسبة موقعها الجغرافي لدول الخليج، وسهولة الوصول إليها من دول العالم المختلفة.
وقال عادل يوسف من ولاية صور إن من الضروري إنجاز مشروعات طرق، بما يجعل تدفق السياح على المنطقة سهلا في وقت أصبح البحث فيه عن مناطق مستقرة وأمانًا أمرًا مطلوبًا، لافتا إلى أنّ هناك الكثير من السياح بدأوا في التخطيط لوجهاتهم، وتتصدر صلالة هذه الوجهات. وطالب يوسف الجهات المعنيّة بتهيئة المواقع السياحية من حيث شبكة الطرق ومواقف الأسواق والطرق الداخلية، وغيرها من العوامل التي تساعد في جعل المكان نظيفًا وأكثر استعدادًا لاستقبال الزوار.
وأعرب يوسف عن أمله في أن يتم تنظيم مرافق الولاية، بما يضمن تهسيل كافة الوسائل للزائر الوصول لجميع الأماكن ومن بينها أيضا سهل إيتين الذي يحتاج إلى مخارج ومداخل أكثر يسرا.
وشدد يوسف على أنّ الترويج السياحي يستدعي المزيد من العمل لتعزيز الاستقطاب السياحي في المحافظة، بفضل ما تمتلكه من مقومات سياحية وبيئات طبيعية مختلفة، كالشواطئ البيضاء والرمال الناعمة وسلسلة من الجبال والأودية والسهول المنبسطة والصحراء الممتدة إلى الربع الخالي والعيون المائية المنتشرة في كافة ربوعها والنافورات الطبيعية والكهوف المتنوعة.
فيما قال محمد الجنيبي إنّ محافظة ظفار تشهد في موسم الخريف إقبالا منقطع النظير، خاصة إذا ما جاء الخريف بعد رمضان؛ حيث يحرص سكان المنطقة المحيطة بصلالة على الذهاب إليها والمكوث فيها والاستمتاع بالأجواء في شهر الصيام وخلال فترة عيد الفطر المبارك.
غير أنّ الجنيبي أوضح أنّ من الملاحظ في صلالة أنّ هناك الكثير من المعوقات التي لم يتجاوزها، وفي مقدمتها شبكات الطرق والجسور غير المكتملة، والتي تعيق تدفق السياح والاستمتاع بالخريف، وغير ذلك من خدمات مثل المطاعم والمقاهي، التي بات من الصعب الوصول اليها.
وتابع الجنيبي أنّ مراكز التسوّق والمحلات التجارية تشهد تطورا ملحوظا الى جانب ما تزخر به أسواق صلالة من منتجات وصناعات تقليدية في هذا الموسم، خاصة محلات بيع اللبان والبخور والصناعات الفضية والفخارية والحلوى العمانية والمنتجات الزراعية التي تشتهر بها المحافظة، مثل جوز الهند "النارجيل".
وقال مروان بن عبدالله حاجي: "لا بد من تنويع المنتجات السياحية؛ كسياحة المؤتمرات والسياحة العلاجية وسياحة المهرجانات والسباقات المختلفة والاستكشافات، وتوفير المراكز الترفيهية والمنتزهات والحدائق الحديثة المتنوعة". وأضاف أنّ السياحة في صلالة لا ينبغي اقتصارها على موسم الخريف فقط، بل لابد من توفير بدائل تتيح لسياحة طوال العام عبر أفكار جديدة.
أمّا قيس بن رمضان البلوشي فقال إنّ صلالة تعد الوجهة العمانية المفضلة في فصل الصيف؛ حيث يتزامن ذلك مع موسم الخريف الاستثنائي هناك، لكن المنطقة منذ فترة تعاني من صعوبة في الحركة المرورية.
إلى ذلك، تشير البيانات الإحصائية لزوار محافظة ظفار العام الماضي إلى نشاط إيجابي جيد للموسم السياحي، مدعومة باكتساء المحافظة باللون الأخضر والأجواء الاستثنائية الفريدة من نوعها في منطقة الخليج ما يجعلها مقصدا للسياحة بشكل عام والعائلية منها بشكل خاص.
وأظهرت آخر إحصاءات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن إجمالي زوار موسم خريف صلالة 2014 شاملا العمانيين خلال الفترة الممتدة من 21 يونيو الماضي إلى 6 أغسطس العام الماضي قد بلغ 171ر203 زائرا من مختلف بلدان العالم مقارنة بــ 262ر75 زائرا للفترة ذاتها من العام قبل الماضي بنسبة نمو بلغت 170%، شكل العمانيون ما نسبته 4ر70% من إجمالي عدد زوار موسم خريف صلالة 2014.
وأظهرت الإحصائيات ذاتها أن 048ر58 زائرًا قدموا عن طريق المنفذ الجوي و235ر51 زائرًا عن طريق الرحلات الجوية الداخلية و 813ر6 زائرًا عن طريق الرحلات الجوية الدولية)، بينما بلغ عدد الزوار القادمين عن طريق المنفذ البري 123ر145 زائرًا. وأوضحت الإحصائيات حسب مجموعات الجنسيات ومنافذ الدخول أنّ الغالبية العظمي من زوار موسم خريف صلالة 2014 خلال الفترة المذكورة هم من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي حيث بلغ عددهم 131ر178 زائرا وبلغ إجمالي الزوار من الدول العربية الأخرى 035ر5 زائرا، كما بلغ عدد الزوار من قارة آسيا خلال الفترة المذكورة 205ر18 زائرين، و81 زائرا من قارة إفريقيا، أما بالنسبة للزوار من الجنسيات الأوروبية فقد بلغ عددهم 140ر1 زائرًا، وبلغ زوار خريف صلالة 2014 من قارة أمريكا 376 زائرًا، و من أستراليا 83 زائرا، ومن نيوزيلندا 19 زائرا، ومن جنسيات غير محددة 101 زائر.
وتعكس النسبة الكبيرة التي يشكلها العمانيون والخليجيون من مجمل زوار ظفار خلال موسم الخريف ما يمثله مناخ المحافظة وطبيعتها الخلابة من عامل جذب للسياحة الخليجية نظرًا لندرة هذه الأجواء وانعدامها في أي بلد آخر من بلدان دول المجلس.
ويشهد مركز البلدية الترفيهي بصلالة إقبالا حاشدًا من السياح والمواطنين والمقيمين والزوار من مختلف محافظات السلطنة ودول الخليج، حيث تلبي الفعاليات مختلف الأذواق. وقد عملت المحافظة على إيجاد بنية تحتية لخدمات الإيواء بالمحافظة عبر مجموعة من الفنادق العالمية وأيضا فنادق وشقق وبيوت الفندقية اضافة الى الفلل والشقق السكنية حيث تشهد صلالة سنويًا إضافة العديد من أماكن الايواء لمختلف المستويات لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح في فصل الخريف.
وتدعم المشاريع بشكل كبير خطط التنمية المستدامة في المحافظة بشكل خاص والسلطنة بشكل عام الأمر الذي يستدعي جذب المزيد من الاستثمارات المحليَّة والأجنبية؛ حيث يعد الاستقرار الذي تحظى به السلطنة ضامنًا رئيسيًا لهذه الاستثمارات.