جامعة السلطان قابوس تنظم ورشة عمل لمبادرة المدارس الخضراء بالتعاون مع "اليونسكو"

مسقط - الرؤية

انطلقت أمس ورشة العمل الثانية "لمبادرة المدارس الخضراء"، التي تنفذها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس والمكتب الإقليمي لليونسكو بالدوحة. وتهدف الورشة إلى تقييم الزيارة العلمية التي قام بها وفد فريق المدارس الخضراء إلى جمهورية إندونيسيا مؤخرا للاطلاع على تجربة مدارسها في هذا المجال، ومناقشة بعض المشاريع الخضراء لتنفيذها في المدارس المستهدفة للمشروع.

وتضمن برنامج الورشة كلمة اللجنة الوطنية ألقتها فاطمة بنت سعيد الهنائية مساعدة أمين اللجنة الوطنية العمانية للعلاقات الدولية وقالت فيها: إن فكرة المدارس الخضراء جاءت ضمن إطار تفعيل توصيات ومقترحات العقد الدولي للتربية من أجل التنمية المستدامة المرتبطة بخطة العمل العالمي لما بعد 2015، فقد بدأ بالفعل في يناير 2015 باتخاذ الخطوات الإجرائية لتنفيذ مبادرة المدارس الخضراء كتجربة أولى في ثلاث مدارس (مدرسة الإمام ناصر بن مرشد للتعليم ما بعد الأساسي بتعليمية جنوب الباطنة، ومدرسة أصيلة بنت قيس بتعليمية محافظة مسقط، ومدرسة نصراء بنت الإمام ناصر اليعربية بتعليمية محافظة الداخلية).

وأكدت الهنائية أن مشروع المدارس الخضراء يهدف إلى تنفيذ عدد من الأنشطة والفعاليات تستهدف كل من الطلبة والمعلمين والإداريين داخل المدرسة وأولياء الأمور من أجل توعيتهم بمفهوم الاستدامة والتربية من أجل التنمية المستدامة، على سبيل المثال لا الحصر: تطوير الحديقة المدرسية، إنشاء حاضنات زراعية، استزراع الأسماك، تدوير النفايات، ترشيد استلاك الطاقة، إعادة استخدام المياه، وغيرها من البرامج والأنشطة التي تساهم في إكساب الطلبة المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم الأخلاقية المتعلقة بالبيئة المدرسية ومحيطها.

وأضافت أنه ووفقا للبرنامج التنفيذي للمبادرة سوف يتم خلال شهر أغسطس القادم تهيئة مرافق المدارس المستهدفة وذلك من خلال تزويدها بمتطلبات تنفيذ الخطة للتمهيد لبدء تنفيذ المشاريع والبرامج المعتمدة.

وألقى الدكتور أنور السعيد أخصائي برامج تعليم بمكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة ورقة عمل أوضح فيها أن التعليم في معظم الدول تواجهه العديد من التحديات من أبرزها تفعيل المنهاج، وإحداث أثر دائم في سلوك الطالب، ونموذج المدرسة الخضراء مثال حي ومدخل عملي لتفعيل المنهاج من خلال إضفاء الجانب العملي في التعليم والتعلم وذلك لإحداث التغيير في سلوك الطلبة.

وألقى سيف الشكيلي من مدرسة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي عرضا موجزا عن الزيارة الميدانية التي قام بها فريق المدارس الخضراء لجمهورية إندونيسيا واطلع الوفد على مجموعة من المشاريع الخضراء أبرزها؛ الاستزراع السمكي، وتدوير الماء المستخدم في المدارس، وإيجاد رقعة زراعية داخل المدرسة، والزراعة الرأسية لاستغلال ساحات المدرسة، وإنتاج الأسمدة العضوية من مخلفات أوراق الأشجار الموجودة داخل المدرسة، واستغلال مخلفات الأوراق في المدارس للاستفادة منها.

وعرضت عبير المحروقية من مدرسة نصراء بنت الإمام ناصر بن مرشد اليعربية (1- 10) بعض المشاريع المقترحة لتنفيذها في المدرسة أبرزها مشروع الحديقة المنزلية، وإعادة تدوير الماء المستخدم ومشروع الحاويات، حيث يتم فرز المخلفات في ثلاث حاويات، حاوية لبقايا الطعام، وحاوية لمخلفات الورق، وحاوية للبلاستيك لتسهيل إعادة تدويرها. كما عرضت ثريا النبهانية مشاريع خضراء لمدرسة أصيلة بنت قيس للتعليم الأساسي منها مشروع استراحة طالب وذلك من خلال تمهيد أرض في المدرسة ووضع ألعاب وجلسات للطلاب، ومشروع إعادة تدوير النفايات كعلب العصائر وإطارات السيارات المستخدمة، وتشكيل منها أحواض للزراعة، وجلسات للعب، واستغلال بئر في المدرسة للزراعة وعمل أحواض مائية.

وقدم يوسف العوفي من مدرسة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي للبنين (10 - 12) مشاريع خضراء تعتزم المدرسة تنفيذها في ساحاتها منها، فصل الماء المستخدم عن مياه الصرف الصحي وتجميعه في أحواض لاستخدامه في ري الأشجار في المدرسة، ومبادرة "إنارة قوية ومصروف أقل" من خلال استبدال المصابيح العادية في إنارة الملعب بمصابيح أكثر كفاءة وأقل استهلاكا للطاقة، ومبادرة عمل مشتل مدرسي إسناد إدارته لأحد معلمي العلوم بالمدرسة.

وفي نهاية الورشة دارت حلقة نقاشية بين الحضور والمشاركين في الورشة حول آلية تنفيذ المشاريع الخضراء المقترحة وأهمية إشراك القطاع الخاص والجمعيات الأهلية في تلك المشاريع. وسيقوم فريق المدارس الخضراء صباح اليوم بزيارة ميدانية للمدارس المستهدفة بهدف الاطلاع عن قرب عن المشاريع والبرامج التي تزمع المدارس تنفيذها، والاجتماع بإدارة المدرسة والمعنيين بمبادرة المدارس الخضراء للاستماع للمتطلبات الضرورية التي تحتاجها المدارس لتنفيذ مقترحاتها وتذليل الصعوبات والتحديات.

تعليق عبر الفيس بوك