دورة تدريبية للمركز الوطني للبحث الميداني لدراسة التنوع الأحيائي في الجبل الأخضر

نزوى - الرؤية

أجرى المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني بالتعاون مع منظمة ايرث ووتش دراسة حول التنوع الأحيائي في منطقة الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية بمشاركة جمعية البيئة العمانية وعدد من المتطوعين في إطار دورة تدريب ميدانية بيئية استمرت لأسبوع.

وتأتي الدورة ضمن البرنامج العلمي لمشروع الوحدة البيئية الميدانية لدراسة التنوع الأحيائي الذي ينفذه المركز في منطقة جبال الحجر، وتم خلال الدورة الميدانية تعريف المشاركين بالتنوع الأحيائي والفطري في منطقة الجبل الأخضر، ودراسة الحياة الطبيعية لعدد من الحيوانات البرية الموجودة، وتعريفهم بأنواع النباتات البرية النادرة والأشجار المعمرة في الجبل كشجر البوت والعلعلان والسدر والعتم وغيرها من الأشجار. وتعريف المشاركين بأنواع الطيور المستوطنة والمهاجرة في منطقة الجبل التي بلغ عددها ما يقارب 30 نوعا من الطيور، وقام المشاركون برصد ميداني لهذه الطيور من خلال المشاهدة بالمناظير والكاميرات الفخية، وتعرفوا على أنواعها وطرق حياتها وهجرتها. واشتملت الدورة على تدريب المشاركين على تركيب الكاميرات الفخية لرصد الحيوانات والطيور، وكيفية تركيب المصائد للحشرات والقوارض والفراشات، والتدريب على أسس السلامة الميدانية البيئية، والتأكيد على أهمية أخذ المشاركين كافة الاحتياطات الأمنية والطبية التي تساهم في الحفاظ عليهم في العمل الميداني.

وأوضح نصر بن مبارك الرحبي مساعد مهني حياة برية باحث بالمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة أن الدورة تأتي في إطار الخطة العلمية التي ينفذها المركز لمشروع دراسة الوحدة الميدانية المتنقلة بهدف دراسة التنوع الأحيائي في سلسلة جبال الحجر وهي تجربة حية للعمل الميداني في المجال البيئي، وتخدم الكثير من الباحثين والمهتمين بالشأن البيئي من حيث جمع البيانات والصور والرصد البيئي من واقع العمل الميداني. وأشار إلى أن المشاركين أبرزوا اهتمامهم بموضوعات حماية البيئة والتي من أبرزها تنوع الطيور في السلطنة والجبل الأخضر وأعددنا دراسة مبسطة للطيور شملت عرضا تقديميا حول الطيور في السلطنة وطرق التعرف عليها وتمييز أجناسها مع عرض مجموعة من الصور لأشهر الأنواع في السلطنة، تلتها زيارات ميدانية تعرف من خلالها المشاركون على أهم الأدوات المستخدمة لدراسة الطيور والطرق العلمية للمسح، وتم رصد عدد من الطيور في الجبل أبرزها النسر المصري والغراب الهندي والهدهد وآكل الذباب والطنان وغيرها.

وأكد وليد بن حسن الزكواني مساعد مهني حياة برية بالمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة على أهمية الوحدة في دراسة الوضع البيئي في السلطنة وأهمية دراسة التنوع الحيوي فيه، بحيث تساهم الوحدة في وضع الأطر العلمية للعديد من المواضيع البيئية بمشاركة عدد من الجهات ذات الاختصاص، مشيرًا إلى أنّ هذه الوحدة تجري مسحا شاملا للتنوع الأحيائي ودراسته في مناطق متفرقة في جبال الحجر مثل محمية السليل الطبيعية ومحمية رأس الشجر وجبل قهوان والجبل الأخضر وجبل شمس وغيرها من المناطق، وتم اختيار مناطق الدراسة بعناية نظرا لما تزخر به هذه المناطق من تنوع بيولوجي واسع جدا وما تمثله من بيئات خصبة للدراسة والاستكشاف البيئي.

وأضاف أن الجبل الأخضر يتميز بوفرة التنوع الحيوي ويشكل هذا التنوع نظاما بيئيا مترابطا من نباتات وحيوانات وكائنات أخرى، ويضم الجبل الأخضر نباتات نادرة قلما نشاهدها في أماكن أخرى ومن أهمها العلعلان والعتم والبوت وهي من الأشجار المعمرة، ويقوم المركز الوطني بدور فعال للحفاظ على هذه النباتات من خلال العمل في مشروع الغطاء النباتي في منطقة الجبل الأخضر وجبل شمس، واشتملت الدراسة على رصد الثديات الموجود بها مثل الثعلب الأحمر والجرذ والفأر الشوكي.

وقالت جنان أنور العصفور منسقة الاتصالات بجمعية البيئة العمانية إن تجربة المشاركة في أنشطة وحدة البحوث البيئية المتنقلة وإجراء مسح للتنوع البيولوجي في جبال الحجر تجربة مثيرة ومفيدة جدا لدراسة التنوع الأحيائي في السلطنة، وتمكن المشاركون في التدريب من معرفة المزيد حول كيفية إجراء المسوحات للثدييات الصغيرة وتسجيل بياناتها، ومسوحات للحشرات، ومهارات استخدام أنظمة المعلومات الجغرافية لتقنيات المراقبة الميدانية، مشيرة إلى أن العمل الميداني يمنحنا الفرصة لمعرفة بيئة عمان والانخراط بشكل مباشر في تنوع الثدييات والطيور والنباتات، وبحكم عملي في جمعية البيئة العمانية فإن المشاركة في هذه البحوث مهمة وتعد فرصة لتبادل المعرفة مع الأطراف الأخرى التي تعمل في نفس مجال حماية البيئة في السلطنة .

وأكد يوسف بن حمد المحروقي مشارك من جمعية البيئة العمانية على أهمية الدورة الميدانية في التعرف على بيئة الجبل الأخضر وتعريف المشاركين بالحياة الفطرية والنباتية في بيئة الجبل، وأشار إلى أهمية الدورات الميدانية في صقل المواهب التطوعية في المجال البيئي وتعريف المشاركين بالمركز الوطني وأهدافه ومشاريعه العلمية الميدانية، كما أن هذه الدورة ساهمت في تعريف المشاركين بالتنوع الفطري الذي تتميز به بيئة الجبل الأخضر من حيوانات نادرة وأشجار معمرة وكذلك أهمية التدريب على طرق الحفاظ عليها بهدف إيجاد توازن بيئي وطبيعي في المنطقة. وأكد المحروقي على أهمية زيادة برامج التوعية البيئية للسياح والتي تساهم في الحفاظ على بيئة الجبل الأخضر وتشجيع المتطوعين وتحفيزهم للعمل التطوعي البيئي.

وقال أحمد بن عيسى الراشدي مشارك من جمعية البيئة العمانية إنه من المهتمين بدراسة البيئة النادرة التي تتميز بها منطقة الجبل الأخضر والغطاء النباتي والأشجار المحلية في سلسلة جبال الحجر، وكذلك دراسة تجارب الزراعة العضوية في السلطنة، كما أن لديه اهتمام خاص بزراعة النباتات والأشجار المحلية مثل الشوع والسمر والشخر والسدر والشخص والحرمل والحبن، وساهمت الدورة الميدانية في زيادة اطلاعه الميداني على التنوع الفطري والنباتي في منطقة هامة من مناطق السلطنة.

وأشار الراشدي إلى أهمية الاعتناء ببيئة الجبل الأخضر وتشديد الرقابة على السياح وأهمية تطبيق القوانين والتشريعات البيئية الصارمة التي تساهم في الحفاظ على بيئة الجبل الأخضر والعمل على تنمية الموارد الطبيعية فيها.

وقالت المتطوعة بشائر بنت سالم الجابرية إنّ دراسة وإحصاء التنوع الأحيائي بالجبل الأخضر تحت مظلة وحدة البحوث البيئية المتنقلة للمركز الوطني كان لها الأثر الكبير في زيادة معرفتي بالتنوع الأحيائي بالجبل الأخضر، حيث درسنا الحشرات المختلفة والثديات الصغيرة بواسطة المصائد المناسبة لها والحيوانات المفترسة والطيور بأنواعها. مؤكدة على أن أهمية البحث ترجع إلى أنه لا يقتصر فقط على دراسة الحياة الفطرية بالجبل الأخضر وحسب إنما المحافظة عليها كونها سلسلة غذائية فإن اختل توازنها اختل معها النظام البيئي، وقد كانت الاستفادة كبيرة جدا حيث سبق وشاركت في هذا المجال من خلال الرحلة الميدانية إلى إكسفورد بالمملكة المتحدة والجبل الأخضر ومحمية السليل بولاية الكامل والوافي من خلال مشاركتي عن طريق وحدة بحوث الأفلاج بجامعة نزوى والمركز الوطني للبحث الميداني لحفظ البيئة بالتعاون مع مؤسسة إيرث ووتش، كما آمل أن أذهب إلى جبل سمحان لأطلع على الحياة البرية وما فيها من الحيوانات المفترسة كالنمر العربي والوشق والثعالب والذئاب بأنواعها.

تعليق عبر الفيس بوك