العودة الميمونة.. عيد يتجدد

علي بن بدر البوسعيدي

تلبس عمان في أيام فرحها المبارك بالعودة الميمونة أبهى حلة.. تكتسي حواضرها وبواديها بأهازيج الفرح وكرنفالات السرور.. فالبسمة ارتسمت على محيا كل من وطأت قدمه ثرى عمان المبارك.. كيف لا وشمس عمان التي ما فتئت تشرق كل يوم تزداد إشراقًا ودفئا بمقدم صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- بعد رحلة استشفاء قاربت الثمانية أشهر.. الجميع ابتهل وسجد لله شكرًا وحمدًا بأن منّ على القائد المفدى بنعمة الصحة وثوب العافية، وأن تكحلت أعيننا برؤيته عائدًا إلى أرض الوطن معافى مشافى..

وستظل هذه العودة الميمونة المباركة عيدًا يتجدد، وفرحة محفورة في الذاكرة الجمعية للشعب العماني.. منقوشة على جبين الدهر وفي وجدان كل ساكن لأرض عمان الطيبة، وسيُخلد الثالث والعشرين من مارس يوما خالدًا في تاريخ الوطن، يضاف إلى أعيادنا الوطنية ومواسم أفراحنا التي استظلت بعهد جلالته الزاهر الميمون.

وقد كان للعودة السامية لجلالته بموفور الصحة والسلامة صدى عالميًا واسعا، وذلك لما تتمتع به السلطنة من مكانة مرموقة في المحافل الدولية، فضلا عن مكانة صاحب الجلالة وسط الشعوب الأخرى؛ الصديقة والشقية؛ بوصفه رجل السلام وحكيم العرب، فجلالته بما يمتلك من نظرة ثاقبة ورؤية سديدة يعمل دائمًا على إرساء دعائم السلام العالمي والكل يشهد بجهوده في نزع فتيل التوتر عن دول المنطقة وفق منهج رأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء مع الالتزام بسياسة عمان والتي تقوم على مبدأ التوازن في العلاقات الخارجية وعدم التدخل في شؤون الغير.

وتعد مظاهر الفرح التي عمّت أرجاء أرض عمان من أقصاها إلى أقصاها، ملحمة وطنية رائعة تعكس مدى الترابط ووشائج الصلات بين الشعب العماني، ودليلا واضحًا على المحبة المتبادلة بين أبناء عمان والقائد قابوس، والذي بذل من أجل الوطن وأسعاد شعبه زهرة شبابه وسني عمره النضر، فقد آل جلالته على نفسه الكريمة أن ينعم الوطن في عهده بالخير والأمان، وأن يكون أبناء عمان أحد أولوياته وأن يكونوا هدفًا محوريا في العملية التنموية.. ولتستمر مسيرتنا القاصدة في استكمال منجزات النهضة المباركة في شتى المجالات ولتتبوأ عمان مكانًُا عاليا بين مصاف الدول المتقدمة.

وأغتنم هذه السانحة لأرفع للمقام السامي مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- اسمى آيات التهاني والولاء، داعيا العلي القدير أن يكلأ جلالته بعظيم حفظه وحسن عنايته ورعايته، وأن يحفظ لنا قابوس عمان ويديمه ذخرًا للوطن والعالم أجمع.. إنّه نعم المولى ونعم النصير.

تعليق عبر الفيس بوك