عودا حميدا للأب القائد

غازي الخالدي

اللحظة المنتظرة منذ ما يقارب ثمانية أشهر، يوم من أيام عمان الحضارة والتاريخ، هي اللحظة التي انتظرها الصغير والكبير وكل من يعيش على أرض عمان الغالية، "ادخلوها بسلام آمنين" ادخلوها بلدكم يا مولاي فأبناء عمان الأشاوس في انتظاركم ومعانقة محياكم، ادخلوها فجبال عمان اكتست الفرح بمقدمكم الميمون وسهولها فرشت ورودًا وياسمينا وزهورا عنوانها الفرح بمقدمكم وشواطئها العذبة برمالها تعزف نشيد الولاء لكم، ادخلوها يا مولاي فنحن على العهد باقون، ادخلوها هي عمان العز والفخر والهيبة، عمان التي كما أردتموها يا مولاي شامخة بإنجازاتها وهيبتها المعهودة، عمان الإنسان الذي راهنتم عليه كان ولا يزال على الموعد في كل الأزمان، مشيدا لنهضة عمانية تحكي تفاصيلها في كل أصقاع العالم، ادخلوها يا مولاي فنحن كما عهدتنا صفاً واحدًا لا شقاق ولا فتن، نتعاضد بيننا من أجل بلدنا التي تقودونها بنجاح نحو العلا، نحن أبناء عمان الأوفياء على مدى الزمن انتظرنا مشاهدة قدومكم الميمون إلى أرض مسقط العامرة وتحط أجنحة طائركم أرض السلطنة الحبيبة. عاد أبونا القائد وعادت الروح لعمان، عاد لتتشكل صورة أخرى جميلة من صور التلاحم بين القائد وشعبه، أفئدة تفرح، وأعين تدمع فرحًا، وألسن تلهج دعاءً لله سبحانه، وجباه سجدت شكرًا على ما حبانا الله به من فيض عطائه.

لحظة تاريخية عشناها في العصر العماني الحديث لنروي معًا قصة أخرى من قصص الغبيراء، هذه المرة قصة مغايرة لسواها، قصة عنوانها عودة الأب الحنون لبيته بين أبنائه البررة وتفاصيلها العشق الأبدي والحب النقي الصافي بين الأبناء وأبيهم القائد ومشاهدها متعددة ولا تنتهي تجسد أبهى صور التلاحم والتكاتف والتعاضد، ها نحن أبناء عمان نحكي اليوم عن قائد أهدى لنا وطنا يزخر بالمنجزات ونحكي عن ملحمة الولاء والعرفان بيننا وبين أبينا القائد حفظه الله.

عاد قائد الوطن للوطن لتزدان عمان بنوره ولتفرح قلوباً لم تكف عن الدعاء طوال فترة علاجه، عاد نور عمان وانتشر الضياء في بقاع المعمورة من نسيج نوره، ولبست عمان ثوبها القشيب في ليلة فرحها ببطلها المغوار، عاد جلالته بهدوء كما غادرها للعلاج بهدوء ليقول لنا إنّ الهدوء حكمة وهذا حال الزعماء، عاد لوطنه ليجد أبناءه الأوفياء على العهد الذي رسمه منذ إشراق شمس يوليو 1970، متحدين ومشمرين سواعد الجد والإخلاص لعمان الوفاء والنبض، وبك يا مولاي تسمو روحنا، عاد جلالته فتوشحت عمان بألوانها الزاهية الجميلة، خفقت القلوب وفاضت المشاعر بالمقدم السامي وارتوت العروق وهدأت الأنفس وسجدت الجباه على أرض الأشاوس شكرا وحمدا لله الذي أكرمنا بهذه اللحظة التاريخية.

مولاي جلالة السلطان حفظكم الله بمقدمكم السامي لأرض بلدكم العزيز جددتم ريعان شباب عمان وخفقت القلوب نبضًا وتسارعت اللحظات وشدت الحناجر بحبكم، فأنتم سلطان القلوب ونبضها وأنتم روح عمان المجد، وأنتم المفدى الذي ترخص الروح من أجله وننثرها فداء لكم ما دمنا على قيد الحياة. الحب المتبادل بين القائد وأبناء شعبه هو الحب النقي الصافي الذي يعجز كل لسان عن وصفه وهذا نتاج النهضة العمانية التي أسست قواعد متينة من بين تلك القواعد العلاقة الأبدية بين القائد وشعبه هي علاقة أب بأبنائه، يعطف عليهم وأبناؤه يبرون به وهذه إحدى أهم مرتكزات الدولة الحديثة التي نعيشها اليوم وأكبر دلالة على ذلك الجولات السامية في ربوع عمان حيث يستمع جلالته أبقاه الله إلى الجميع وينشد ما يصبون إليه من تطلعات لتكون واقعًا ملموسًا.

عاد جلالته وكأن تاريخ عمان يعيد نفسه عما كان عليه يوم الثالث والعشرين من يوليو 1970، استبشارا وفرحًا بمقدم جلالته ولتحتفل عمان من أقصاها إلى أقصاها بمقدم جلالته حفظه الله، من صلالة أرض الأصالة إلى صور العفية ومن عبري الواعدة إلى مسقط العامرة ومن نزوى عاصمة الثقافة الإسلامية إلى مسندم التاريخ ومن البريمي إلى هيما، ولنضج بالفرح، ولننثر السرور في كل شبر من أرض عمان ولتعم الفرحة فاليوم نحن السعداء بقائدنا ووطننا وشعبنا، اليوم نحن الأوفياء من كرام العرب، واسعدي يا عمان، وأبشري قابوس جاء .

Ghazi3226@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك