حرص العاملين بالعاصمة على السفر إلى "البلد" في الإجازات يساهم في تقوية الروابط العائلية

الرؤية- مدرين المكتومية

أجمع عدد ممن استطلعتهم "الرؤية" على أهميّة الزيارات الأسبوعيّة بين العائلات، وثمنوا حرص المواطنين الذين يعملون بالعاصمة مسقط أو في عواصم المحافظات بعيدًا عن عائلاتهم في القرى والولايات البعيدة على زيارة أسرهم في إجازة كل أسبوع، لكنّهم أشاروا إلى ضرورة الموازنة بين حقوق العمل وحقوق الأسر، إذ يجب على الموظف أن يلتزم بمواعيد دوامه يوم الخميس ولا يترك عمله قبل موعده المحدد بدعوى السفر إلى أسرته في ولاية بعيدة.

يقول علي بن راشد المطاعني عضو مجلس إدارة جمعيّة الصحفيين إنّ إجازة اليومين في نهاية كل أسبوع تحقق العديد من المكاسب للعائلات بما في ذلك قضاء أوقات ممتعة مع الأهل والأصدقاء، وتمنح الجميع فرصة للاطلاع على أحوال الأولاد في دراستهم وسلوكياتهم، حيث إنّ الأب عندما يقضي يومين مع أبنائه يعوّضهم عن فترة غياب لمدة خمسة أيام متواصلة وهو ما يؤثر إيجابيًا على الأبناء، إلا أنّ الأمر يحتاج إلى تقنين حتى يوازن الموظف بين متطلبات العمل والعائلة، خصوصا وأنّ الكثيرين يهربون مبكرًا من العمل يوم الخميس قبل انتهاء الدوام بدعوى الذهاب إلى الأهل في مناطق خارج العاصمة وهو ما يجوز على حق العمل.

وأضاف المطاعني أنّ من حق الموظف أن يستمتع بوقته لكن ليس على حساب غيره، فلا يجب أن يتمادى الموظف في الهروب من العمل بالساعات؛ لأنّ هناك حقوقا تضيع على مكان العمل والمراجعين، والكثير من المعاملات تتعطل من جراء عدم الالتزام بالدوام، مشيرا إلى أنّ الأمانة تقتضي أن يكمل الموظف عمله أولا قبل أن يسعى لقضاء ساعات مع أهله ويسافر إلى ولايته مبكرًا، فالعمل واجب يجب أن يؤدي من جانب الموظفين في كل الأحوال، وأكّد المطاعني أنّ العديد من الموظفين لا يعون تلك الحقوق وضوابطها في ظل غياب اللوائح الإدارية الحازمة التي تحد من تلك التصرفات غير المسؤولة ومحاسبة من يقوم بذلك إذا رغبنا في ترسيخ ثقافة عمل تحترم النظم والقوانين وتلتزم بالجوانب الإدارية المحددة للعمل ومواعيده.

وقالت عزيزة راشد البلوشية إنّ الشوارع في نهاية كل أسبوع تزدحم بشكل لافت من جانب مختلف فئات المجتمع، والجميع فيما يشبه الحج الأسبوعي المغادر من مسقط إلى الولايات القريبة من العاصمة، لافتة إلى أثر ذلك على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، حيث إنّ أسواق الولايات تنتعش انتعاشًا لافتا في الإجازات، في ظل عودة أفواج العاملين في العاصمة إليها، كما أنّ بعضا ممن يسكنون العواصم عادة ما يفضلون التسوّق من الأرياف أكثر من المدن نظرا لقلة الأسعار وغزارة العرض في المنتجات الغذائية، كما يتلاحم النسيج الاجتماعي في الولايات بعد عودة سكانها إليها، ونلاحظ أن الأعراس والعزائم والاحتفالات تنشط بشكل كبير.

وأضافت البلوشية أنّ العواصم تنجح في جذب السكان للعمل لكنّها لا تحقق لهم الألفة والحميمية والتعايش الاجتماعي المنسجم كون العواصم تضعف العلاقات الاجتماعيّة وهو ما يجعل بيئة الولايات أو الأرياف أكثر جذبًا للسكان الأصليين.

وقالت أمل الجهوريّة باحثة إعلاميّة بمجلس الشورى إنّ العودة للبلد في نهاية كل أسبوع مظهر اجتماعي اعتاد عليه من يعملون في العاصمة، حيث نجدهم ينتظرون نهاية الأسبوع بشوق ليغادروا مواقع عملهم متوجهين إلى بلدانهم، وتشكل هذه العودة الأسبوعية رابطا اجتماعيا يحقق التواصل بين الأبناء وأسرهم للحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم، كما تمثل فرصة للتجديد والترويح عن النفس حيث إنّ الخروج من أجواء العاصمة وصخبها وزيارة الأهل ينعش الروح. وأكّدت على أهميّة الحفاظ على تلك العادة حيث إنّ تلك الزيارات الأسبوعيّة أو الشهرية للأهل تسهم في ربط الأبناء بأقاربهم من أبناء الأسرة الواحدة في الولاية، كما أنّها توجد علاقة قوية بينهم وبين المكان والأعرف والتقاليد لا سيما في أوقات المناسبات.

تعليق عبر الفيس بوك