أحمد السلماني
مشهد درامي مثير شهده فندق هرمز مساء أمس السبت، ذلك الذي حوى اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العماني لكرة القدم والذي تحوّل بين عشية وضحاها إلى اجتماع تشاوري بدلا من حجب الثقة بناء على طلب بعض أندية السلطنة.
اتحاد الكرة فاجأ الشارع الرياضي برسالة الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA المتضمّنة عدم قانونية الاجتماع لعدم اكتمال النصاب القانوني بعد أن تقدم 12 ناديًا بطلب حجب الثقة ثم تلاه انسحاب ناديين وانضمام ناديين آخرين إلا أنّ الأندية المنضمة حديثا للطلب لايعتد بها لأنّها طلباتها منفصلة وبعد إقرار موعد وتاريخ الاجتماع.
ومع ذلك مضى اتحاد الكرة ومعه الجمعيّة العمومية في عقد الاجتماع الذي صار مبتورًا بعد انتفاء السبب، وأيا كانت تحركات اتحاد الكرة في سعيه لإفشال الاجتماع والولوج والعبور من ثغرات يجهلها الطرف الآخر أو لم يعمل لها حسابا فإنّ هذا حق مشروع له طالما أنه متشبث ويرغب في البقاء على رأس منظومة الكرة العمانية وفي المقابل فإن الطرف الآخر هو الآخر كانت تحركاته واسعة وسعي بكل الأسلحة إلى أن يطيح بالاتحاد الحالي وبشتى الطرق والوسائل وبصراحة فقد اعتمد كلا الطرفين وفي بعض الأحيان طرقا ملتوية ولكنّها فعالة وفي النهاية كسب اتحاد الكرة فيما يبدو الجولة الأولى ووجه ضربة كبيرة لمعسكر الحجب ليس لأنه أدار أزمته بحكمة واقتدار وحنكة ودهاء ولكن لأن الطرف الآخر فيما يبدو لم يدرس أو يتطرق إلى النظام الأساسي للاتحاد بتعمق كبير وتعامل مع الأحداث والتطورات بشكل غير منظم أو مدروس وبعاطفة واكتفى بظاهر القانون ولم يكن يدرك أن للقوانين والنظم وفي أحيان كثيرة توضع ثغرات لينفذ منها الشاطر واتحاد اللعبة أجاد فن التعامل مع الأزمة وخرج منها ولو بشكل مؤقت.
من هذا كله ولأننا طوال الفترة السابقة التزمنا الحياد في كل أطروحاتنا خدمة للصالح العام وللكرة العمانية إلا أنه وبعد مشهد الاجتماع فإننا قد صرنا على قناعة تامة أن أندية الحجب وبعد انسحابها من الاجتماع ومداخلاتها وتعاطيها مع المشهد بطريقة حادة كلها تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن توجهاتها كانت مشخصنة وطريقة تعاطيها مع الطلب لم تكن منسقة أو مدروسة أو نابعة من حرص حقيقي على مصلحة الكرة العمانية؛ ولكن للحق فإنّ بعض مطالبها كانت فعلا تصب في خانة التعديل وتصحيح المسار ولكنها مؤكد أنها كانت جراحات عاجلة لا تنطلق من وجهة نظر بعيدة المدى.
وتفاجأت حقيقة وبعد استعراض السيد رئيس الاتحاد إلى إنه وبعد اجتماع الأندية التمهيدي فيما بينها لحجب الثقة فقد توسط أحد رؤساء هذه الأندية في محاولة يشكر عليها للملمة الأمور ولضمان انسيابية دورة عمل منظومة الكرة فقدمت أندية الحجب 12 مطلبًا بعضها تعجيزي وفاجأ الاتحاد الأندية بموافقته على هذه المطالب لتعود بعدها مجددا وتطالب بـ 3 مطالب إضافية وافق عليها مرة أخرى اتحاد الكرة إلا واحدا لأنّها مرتبطة بعقد وخلافه والمدهش في الأمر أنّ كل طلب لم يكن يخلو من عبارة "العمل به وبشكل فوري" .
من كل هذا كنا نتمنى على هذه الأندية ألا تنسحب من الاجتماع بل ترد على الاتحاد وبشكل مباشر وبحضور وسائل الإعلام ولكن انسحابها فيما يبدو دليل على أنّها لا تملك شيئًا سوى كلام عام وتنظيري يتمثل في فشل المنظومة الكروية وتجاوزات مالية وعدم تنفيذ قرارات الجمعية العمومية وهنا طالبت الأندية الأخرى أن تضع أندية الحجب أدلة وإثباتات وعدت بها ولكن وحسب إفادات رؤساء ومندوبي هذه الأندية فإنّ أندية الحجب دائمًا ترد عليهم بأنّها ستعرض ذلك في الاجتماع وبدلا من ذلك إنسحبوا دون أن يقدموا شيئًا.
ويحسب صراحة لرئيس نادي الرستاق عدم انسحابه بل إنّه الوحيد الذي ملأ القاعة أسئلة ونقاشات ومداخلات ووضح وجهة نظر ناديه بكل صراحة وشفافية الأمر الذي قابله اتحاد الكرة والحضور بالاستحسان وتجاوز ذلك بأنه وفي التصويت الذي طالب به رئيسا ناديي النصر والعروبة لحجب الثقة ولو أن التصويت كان فقط عبارة عن مؤشر أكد التأييد الكبير الذي يحظى به اتحاد الكرة.
من كل ما سبق نعود ونكرر أن الأندية التي طالبت بالحجب إنما هي مارست حقها القانوني وعملت من أجله أيًّا كانت دوافعها، واتحاد الكرة دافع عن نفسه ومن كل هذا نكرر مطالبتنا بضرورة الهدوء ومراجعة النفس وأن يعود عقد الأندية جميعا متماسكًا وألا ينفلت حتى لا تدخل الكرة العمانية في نفق يعلم الله وحده كيفية الخروج منه وإنني شخصيًا لعلى يقين أنّّ هناك أصواتا حكيمة وهادئة بالجمعيّة العمومية تستطيع لملمة الأمور والمساهمة في قيادة سفينة الكرة العمانية نحو بر الأمان والشارع الكروي يترقّب ذلك بشغف.