راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
ثروة حيوانية مُمتدة من مسندم إلى ظفار وفي مختلف محافظات عُمان، التي حباها الله ببيئة وتضاريس مناسبة، ساهمت في نمو هذه الثروة، وإيجاد مصدر دخل للكثير من المواطنين من خلالها.
ومع الاحتياج إلى الأعلاف الحيوانية لتغذية هذه الثروة الحيوانية وبكميات كثيرة؛ كونها أصبحت مصدر دخل كبير للكثير من الأسر العمانية المهتمة بتربية الإبل والأغنام والأبقار والدواجن والطيور وبأعداد كبيرة أصبحت تلك الثروة مع غلاء أسعار الأعلاف التي باتت ترتفع من يوم إلى آخر في خطر توقف مربو الثروة الحيوانية من الاستمرار في تربيتها وخطر آخر في توقف مصدر دخلهم؛ حيث أصبحوا لا يجنون شيئًا سوى خسارتهم اليومية من وراء تربيتها.
حكايات يومية أسمعها من عدد من مربي الثروة الحيوانية خاصة الأغنام والجمال وهم يعانون ويحملون هذه المُعاناة لنا لننقلها للجميع عسى أن تجد شكواهم الأذن الصاغية من مختلف الجهات كوزارة الزراعة والثروة السمكية والشركات المحلية الرائدة في إنتاج الأعلاف الحيوانية؛ لدعمهم والتخفيف من خسائرهم بعد أن باتت هذه الثروة هي مصدر دخلهم الوحيد ولأسرهم والمعيل لهم.
ارتفاعات متعددة في أسعار بيع الأعلاف عللتها الشركات بتكلفة الشحن المُرتفعة عالميًا دون الالتفات لهؤلاء البسطاء الذين يعيشون على الكفاف من وراء مهنتهم، ويسعون لإيجاد دخل لهم ولأسرهم مع ما نعرفه اليوم من متطلبات صعبة في حياتهم اليومية.
بعض مشاريع تربية الدواجن كذلك توقفت بسبب التكلفة المرتفعة من شراء الأعلاف وأسعار الكهرباء والإيجارات وتجهيز البيوت المحمية دون دعم على الأقل لتلك المشاريع في أسعار الأعلاف المصنعة من الشركات الكبرى المحلية للتخفيف من مُعاناتهم.
ضريبة القيمة المضافة ألقت بظلالها كذلك في ارتفاع الأسعار؛ حيث زادت بنسبة 300 بيسة للكيس الواحد. مقاطعة منتجات بعض الشركات الكبرى المحلية من قبل مربي الثروة الحيوانية خلال هذه الأيام تعد أحد مظاهر التنبيه على عظم المعاناة والمشكلة التي يُعاني منها المواطن مربي الثروة الحيوانية.
أسر بسيطة لا تملك سوى تربية الحيوانات تأثرت من ارتفاع الأعلاف، وهي اليوم على المحك، إما أن تترك تلك المهنة التي توفر لها دخلًا يعينها على صروف الدهر وإما أن تسأل الناس ليعينوها وتصبح عبئًا على المجتمع.
اليوم نوجه النداء لجميع المسؤولين في الحكومة ورؤساء مجالس إدارة الشركات الكبرى المنتجة للأعلاف بضرورة تخفيض الأسعار، ودعم مربي الثروة الحيوانية، وتشجيع كل المشاريع في هذا المجال؛ فما حققته عُمان من أمن غذائي في هذه الثروة سيندثر بتلك الإجراءات التي اتخذتها بعض الشركات من رفع الأسعار الذي يكاد يكون بشكل يومي؛ حيث لا نتمنى غدًا أن نرى ثروتنا الحيوانية في مهب الريح!
حفظ الله عُمان وقائدها المفدى وشعبها العزيز، ورفع من شأنها في جميع المجالات التي تُساهم في رفعة المواطن وزيادة دخله وعيشه الكريم.