حمود بن علي الحاتمي
كنتُ أحاول أن أقنع نفسي بأنَّ البرتغالي كارولس كيروش قَدِمَ ليكتب مَجدًا للكرة العُمانية، أما وقد خرج من مُلحق تصفيات كأس العالم، صدقنا تصريحاته بأن التصفيات أقيمت في ظروف غير عادلة، مع علمنا بأنَّ المنتخب ليس بالإمكان أفضل مما كان، بسبب السُبات الذي عانت منه الكرة العُمانية على مدار عقود في المراحل السنية وكان نتاج ذلك ضعف المواهب.
ذهبنا معه لكأس العرب وظننا أن كيروش سيتحلى بالشجاعة ويزج بعناصر جديدة من المنتخب الأولمبي، غير أن المدرب ذهب بنفس الأسماء وخرجنا من الدور الأول؛ ليخرج الشارع الرياضي يجُر خيبات الأمل لما آلَ إليه حال الكرة العُمانية. وبعدها تخرج شائعات مغادرة كيروش الدكة الفنية للمنتخب يتعاقد مع الاتحاد المصري كمدير فني للاتحاد المصري. بعدها يخرج المتحدث الإعلامي سيف الجابري وينفي شائعة خروج كيروش، والتزام الطرفين بالعقد.
ولم يخرج الاتحاد العُماني لطرح رؤيته حول المنتخب خلال الفترة القادمة، وكأنَّ الاتحاد يقول أنا أعرف ماذا أفعل وما أريكم إلا ما أرى.
كيف ننظر للصورة الحالية للكرة العُمانية؟!
الواقع يقول إن المنتخب الأول معظم لاعبيه على وشك الاعتزال ولا يمكن أن نعول عليهم خلال الفترة المُقبلة.
المنتخب الأولمبي لا يُمكن أن نُعوِّل عليه كثيرًا، ومن يبرز منهم تستقطبهم الدول المجاورة مثل حارسي المرمى مازن الحراصي ومؤمن الصولي وخرج من معظم المشاركات خالي الوفاض عدا بطولة غرب آسيا
منتخب الشباب لم نشاهده سوى ببطولة الخليج بدون مدرب المنتخب والتحق به مُؤخرا العزاني ولم تظهر بصمته.
منتخب الناشئين خرج من تصفيات كأس آسيا لا أداء ولا مهارات ولا مدرب.
مسابقات المراحل السنية تقام لتنهى قبل موعدها دون الاستفادة منها
دوري جندال لم تظهر أسماء بارزة مباريات مُملة.
مستقبل كيروش الغامض!!
منذ لقاء الإعلامي أحمد الكعبي مع كيروش والمدرب يحاول أن يرمي الكرة في ملعب الاتحاد عقب الخروج من تصفيات كأس العالم "إذا لم تتغير منهجية العمل ابحثوا عن مدرب آخر".
تغيير منهجية الاتحاد لا يملك الاتحاد تغييرها بنفسه إنما هناك شركاء هم الأندية وزارة الثقافة والرياضة والشباب كلهم وجهات حكومية وأهلية ولا يمكن أن يعطي الاتحاد صك وعد بتحقيق مطالب كيروش.
بالنظر إلى مسيرة كيروش مع المنتخب خلال الفترة القادمة يظهر لنا أن عقد كيروش ينتهي في يونيو 2026 وأقرب استحقاق لنا كأس الخليج في السعودية والسؤال المطروح ماذا لو أنهى كيروش العقد في شهر يونيو، كما حدث مع الإسباني لوبيز كارو الذي أنهى عقده في فترة سابقة ولم يبدِ رغبة في تجديد العقد الذي استمر سنة واحدة. والمنتخب لديه استحقاق كيف سيعمل الجديد مع المنتخب.
ثانيا المنتخب بحاجة إلى تجديد العناصر كيروش لم يشرح لنا كيفية الإحلال والتجديد.
والإبقاء على كيروش ليس في صالح الكرة العُمانية ولن يخدم المنتخب ضبابية الموقف رحيله من عدمه.
ماذا نحتاج خلال الفترة المقبلة؟!
أولًا: يقدم الاتحاد العُماني رؤية واضحة المعالم لبناء منتخب وطني قوامه من المراحل السنية ويشرك فيها الجميع الأندية والإعلام والجماهير.
ثانيًا: تحديد الموقف في بقاء كيروش لسنوات قادمة في بناء استراتيجية بعيدة المدى يقبل كيروش تنفيذها ويتم تقييمها من جهات عدة وحتى إن أشركت وحدة التنفيذ برؤية "عُمان 2040" في المتابعة لضمان صحة التنفيذ.
ثالثًا: في حال عدم استمرار كيروش يتم التعاقد مع مدرب فني جديد يعهد إليه الإشراف على جميع المنتخبات ويعمل معه أجهزة فنية متخصصة تنفذ برامجه التي يقدمها ويتم تقييم عمل هذا المدرب باستمرار. ويمكن استنساخ تجربة الأردن مع جمال السلامي الذي سيشرف على منتخب الأولمبي مرحبا في نهائيات كأس آسيا في السعودية وبالتالي يستطيع اختيار العناصر من منتخبات المراحل السنية وتدرجها ويملك العين الكاشفة عن المواهب وخاصة منتخب الناشئين، وتوحيد الأفكار الفنية وهوية اللعب لمنتخباتنا ونضمن تواجدنا مع كبار آسيا.
ما مصير كيروش؟
لم يعد السؤال ما مصير كيروش مع المنتخب؛ بل السؤال ما مصير منتخبنا في ظل عدم الاطمئنان من استمرار كيروش وتجديد عقده من عدمه وعلى الاتحاد العُماني ووفق المعطيات أن يحسم الجدل؟
عليه أن يقدم مشروع بناء منتخب واعد مع كيروش أو بدونه، والعمل المحكم الممنهج هو الذي يحقق الإنجاز عدا ذلك تبقى اجتهادات لا أكثر.
