تحدياتٍ مضت.. وهمةٍ متجددة

 

 

 

لا تتخلوا عن طموحاتكم وأحلامكم لمجرد صدمة وخذلان فالأعوام متجددة والأحلام والطموحات كذلك

 

منى بنت حمد البلوشية

مع إطلالة عام جديد، تتجدد الأسئلة، وتتسع مساحات التأمل، وتُفتح أمامنا نوافذ الأمل من جديد. يأتي هذا العام حاملا معه صفحات بيضاء، تدعونا لأن نُعيد كتابة حكاياتنا بوعي أعمق وتجربة أنضج، بعد عام مضى مثقلًا بالتحديات، لم يكن عابرًا ولا سهلًا، بل كان محطة اختبار حقيقية للصبر، وقوة الإيمان، وصدق العزيمة والإرادة.

لقد كان العام المنصرم مليئًا بالمنعطفات الصعبة التي طالت مختلف جوانب حياتنا؛ الشخصية والمهنية والاجتماعية. تحديات جاءت على حين غفلة، وأخرى فرضت علينا التوقف لإعادة النظر في أولوياتنا، ومراجعة طرق تفكيرنا، بل وإعادة رسم مسارات كنَّا نظنها مستقرة. غير أنّ تلك الظروف، على قسوتها، لم تمر دون أثرٍ إيجابي في ذواتِنا؛ إذ كشفت لنا عن طاقات كامنة بداخلنا كانت جامدة، وعن قدرة حقيقية على التكيّف والصمود، وعن معنى أعمق للنضج والمسؤولية.

ومن رحم تلك التجارب، تعلمنا أنّ العثرات ليست نهاية الطريق، بل بدايات جديدة لهمة وإنجازاتٍ أعظم، وأنّ الفشل الظاهري قد يكون تمهيدًا لنجاحٍ أكثر ثباتًا. أدركنا أنّ الحياة لا تسير دائمًا وفق ما نخطط لها، لكنها تمنحنا، في كل مرة، فرصة لإعادة البناء والنمو، شريطة أن نمتلك الشجاعة للتعلّم، والإرادة للاستمرار دون الاستسلام ومع بزوغ فجر العام الجديد، لا نحمل معنا أثقال الماضي الذي أثقل كاهلنا، بقدر ما نحمل خلاصاته ودروسه. ندخله بقلوب أكثر وعيًا، وعقولًا أكثر اتزانًا، ونظرةً أكثر واقعية للحياة. فالتفاؤل الحقيقي لا يعني تجاهل التحديات، بل الإيمان بالقدرة على تجاوزها، وتحويلها إلى فرص للنمو والتقدم.

العام الجديد ليس مجرد رقم يتغيَّر في التقويم؛ بل مساحة زمنية جديدة للعمل والأمل، وفرصة متجددة لتعزيز قيم الاجتهاد، والمسؤولية، والتعاون. هو دعوة صريحة لأن نكون أكثر التزامًا بأحلامنا وتحقيقًا لطموحاتنا، وأكثر قربًا من ذواتنا، وأكثر حرصًا على صناعة أثر إيجابي في محيطنا.

وفي خضّم هذا الأمل والهمة المتجددة، تبقى الثقة بالله تعالى، وحسن الظن بالمستقبل، والعمل الجاد، ركائز أساسية لعبور هذا العام بثبات وصمود. فالغد لا يُبنى بالأمنيات وحدها، بل بالسعي الواعي، والقرارات الحكيمة، والإصرار على تحويل التحديات إلى منجزات.

مهما تقدمت الأعوام سيظل العقل البشري والأرواح تتعلم من الدروس والصدمات التي تتلقاها، فليكن هذا العام بداية لمرحلةٍ أكثر إشراقًا، ومسارًا جديدًا للأحلام المؤجلة، وفرصة حقيقية لصناعة إنجازات تليق بما مررنا به من تجارب. وليظل الأمل رفيق خطواتنا، إيمانًا بأن القادم أجمل، لأننا اليوم أصبحنا أكثر قوة، وأكثر نضجًا، وأكثر استعدادًا لصناعة مستقبل أفضل.

فلا تتخلوا عن طموحاتكم وأحلامكم لمجرد صدمة وخذلان؛ فالأعوام متجددة والأحلام والطموحات كذلك. كونوا لذواتكم الأمن والأمان والسند واليد التي تصفق لكم لنهوضكم ولنجاحاتكم من جديد.. فأنتم لها!

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z