راشد بن حميد الراشدي
رحل الجسد وبقي العمل مزهرًا، والسيرة الطاهرة الزكية تُذكر في كل مكان شامخة بما زرعه الراحل الكريم من خير، وفضائله على ثرى هذه الأرض الطيبة تنضح في كل مكان.
وعلى أثر أخيه الراحل سعود بن سالم بهوان، تنتفض معاني الخير في كل بيت برحيلهما، فقد كانا سند الفقير والبسيط في حياة ملؤها الكفاح والعطاء والبناء لوطن سعيد يرفل بالخير في عهدٍ زاهر عاشا تفاصيله منذ نشأتهما، فشقا طريق الحياة بين صُور التي أنجبتهما إلى مسقط التي احتضنت كل تفاصيل حياتهما وكفاحهما لبناء مؤسسات وشركات يُشار إليها بالبنان، مكنتهما من التميز والانفراد في عالم المال والأعمال، والتي صقلت تلك الشخصيات العُمانية النابغة في التجارة.
رحل بالأمس الشيخ سهيل بن سالم بهوان كما يرحل الصالحون البررة، وكما رحل أخوه الشيخ سعود، وأيديهم موسومةً بالعطاء اللامحدود، فبكتهم الأفئدة والقلوب وقد تعلقت بمكارم صدقاتهم وإحسانهم الذي امتد إلى آلاف البيوت في هذا البلد العزيز.
رحل الشيخ الكريم، وصاحب مناقب الشجعان وخصالهم التي تتحدث عنها مجالس العظماء، والحديث بين أبناء عُمان المحبة لهم، والتي عرفت جودهم وكرمهم وأعمال البر والإحسان التي كانوا روادًا فيها على مر السنين. فمؤسساتهم الوقفية والخيرية مستمرة في العطاء، تتحدث عن مآثرهم الخالدة في الإحسان وإعانة الملهوف والفقير، وشموخ مساجدهم ومشاريعهم الخيرية باقية ومستمرة في أعمالها بما أورثوه من خير لتلك الأعمال الطيبة المباركة.
اليوم تفقد عُمان أحد رجالاتها الذي لن يتكرر في صفائه وبساطته ومواقفه وسيره الصالحة الموجهة للخير، وألسنة جميع محبيه تدعو له بالجنة والمغفرة، وأن يثيبه الله خير الثواب بما قدم وأخَّر.
يرحل الصالحون ويبقى الأثر مخضرًا زاهرًا على أرض عُمان الماجدة التي بناها رجال مخلصون بأيديهم البيضاء الممتدة بالعطاء، ومع الأمل الكبير في أبنائهم بالسير في طريق ونهج الآباء وصفاتهم وسيرهم الحسنة التي ستشرق كل يوم بإذن الله على رُبا هذا الوطن.
اللهم اغفر وارحم أمواتنا وأموات المسلمين، وإلى جنات الخلد أيها الشيخ الكريم صاحب الأيادي البيضاء، فقد فقدتك عُمان قاطبة.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
