مسقط- العُمانية
تحلّ سلطنة عُمان ضيف شرف على معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ48، تحت شعار "وطن الكتاب.. عاصمة الثقافة"، ويقام في أرض المعارض الدولية بمنطقة مشرف خلال الفترة من 19 إلى 29 نوفمبر الجاري.
ويشارك في جناح سلطنة عُمان في المعرض إلى جانب وزارة الثقافة والرياضة والشباب؛ وزارة الإعلام، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ووزارة التراث والسياحة، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، والنادي الثقافي، ومؤسسة بيت الزبير، والجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء، ومركز ذاكرة عُمان، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة من المكتبات ومؤسسات النشر الأهلية، وقد اختارت إدارة المعرض محمد بن الزبير شخصية الدورة لهذا العام؛ تقديرًا لإسهاماته الوطنية الكبيرة، لاسيما في ميدان الثقافة والفنون.
وأكد سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، على أن المشاركة في معرض الكويت الدولي للكتاب تمثل أهمية خاصة، لاسيما أن الكويت تحتفل بكونها عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025، وتعد فرصة مواتية لمشاركة الأشقاء في دولة الكويت احتفاءهم بهذه التظاهرة السنوية الكبيرة، عبر هذا المعرض الذي يعد منبرًا ثقافيًّا مهمًّا على خارطة معارض الكتاب العربية.
وأضاف سعادته أن هذه المشاركة تأتي في إطار التبادل الثقافي بين البلدين الشقيقين وتوطيدًا لأوجه العلاقات المتينة على مختلف الأصعدة، وتعزيزًا للحضور العُماني في المحافل الثقافية الدولية، وسعيًا لنشر النتاج الفكري العُماني والتعريف به وإبراز المنجز الحضاري والتاريخي لسلطنة عُمان في مختلف المحافل، بالإضافة إلى تحقيق التفاعل الثقافي الذي يجمع بين الكتاب والقراء والمثقفين ودور النشر المختلفة، وذلك انطلاقًا من ثوابت رؤية "عُمان 2040"، وتنفيذًا لأهداف الاستراتيجية الثقافية الوطنية للوزارة، كما تهدف المشاركة إلى التعريف بالمقومات السياحية العُمانية والاستثمار في الثقافة التي تعزز من مكانة سلطنة عُمان عالميًّا.
وأوضح سعادة السيد وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، أن الجناح العُماني يستمد إلهامه من النهضة المتجددة والحضارة العريقة، ليقدم صورة متكاملة للهوية الثقافية، ويحمل في تفاصيله روح التاريخ العُماني، مرورًا بإرثها الثقافي الغني الذي امتد عبر العصور، وصولًا إلى علمائها الذين تركوا بصماتهم في مختلف ميادين العلم والمعرفة، وستشتمل المشاركة على مفردات ثقافية متنوعة منها معرض للنتاج الفكري العُماني الخاص بإصدارات المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، وركن للعلاقات العُمانية الكويتية تبرز العلاقات الثنائية بين البلدين فيما يتعلق بالموانئ البحرية العُمانية الكويتية، بالإضافة إلى ما تناولته الوثائق والنصوص والرحالة العرب والأجانب عن العلاقات المشتركة بين البلدين، ومعرض للوثائق والمخطوطات العُمانية.
وأضاف أن الجناح يهدف إلى إبراز نقوش المخطوطات العُمانية القديمة، ومعرض للمفردات الثقافية العُمانية المسجلة في القائمة العالمية للتراث الثقافي العُماني، إلى جانب ركن إلكتروني للكتب الإلكترونية والسمعية وهي "منصة عين"، وركن للواقع المعزز (AR) وتقنية الهوليجرام لعرض بعض المفردات الثقافية العُمانية، بالإضافة إلى ركن التصوير العُماني، ومعرض الترويج السياحي للتعريف بالمقومات الثقافية والحضارية والسياحية لسلطنة عُمان، وشاشة عرض لعرض منجزات النهضة العُمانية الحديثة وحضارتها ومقوماتها الثقافية والحضارية والسياحية، كما سيضم الجناح المجلس العُماني الذي سيستقبل زوّاره بالضيافة العُمانية الأصيلة.
وبيّن أن البرنامج الثقافي المعد لهذه المشاركة يشمل إعداد وتنفيذ برنامج ثقافي موسع يعكس التنوع الإبداعي العُماني، ويبرز الهوية الوطنية، ويعزز العلاقات الأخويّة بين البلدين بشكل خاص والحوار الثقافي العربي بشكل عام، بالإضافة إلى حزمة من الفعاليات المتنوعة تتضمن الاحتفاء بشخصية المعرض محمد بن الزبير، وجلسات حوارية ونقاشية حول عدة موضوعات أبرزها المشتركات التاريخية والثقافية بين سلطنة عُمان والكويت، والعلاقات العُمانية الكويتية، والتاريخ المعماري، والأزياء العُمانية، بالإضافة إلى تقديم الفنون الشعبية العُمانية بشكل يومي بالمعرض.
ويأتي اختيار سلطنة عُمان ضيف شرف لهذه الدورة، تقديرًا لإسهاماتها البارزة في الحراك الثقافي العربي، واعترافًا بغنى المشهد الأدبي والفكري العُماني، ودورها الريادي في الحفاظ على التراث وتعزيز الهوية الثقافية، إضافة إلى حضورها الفاعل في المحافل الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى إبراز العلاقات الأخويّة المتينة بين سلطنة عُمان ودولة الكويت، ويعكس دور الثقافة في بناء الجسور بين الشعوب وتعزيز الحوار الحضاري في المنطقة.
يُشار إلى أن معرض الكويت الدولي للكتاب يعد من المعارض المهمة نظرًا للإقبال الكبير الذي يشهده المعرض من مختلف الشرائح العمرية والنخب الثقافية والفكرية، إلى جانب المؤسسات الثقافية والعلمية والتعليمية التي تحرص على زيارة جناح سلطنة عُمان للحصول على الكتب والمراجع المهمة في كافة المجالات، كما يعد معرض الكويت الدولي للكتاب أحد أهم المعارض الثقافية التي تُعنى بتدوير عملية نشر وصناعة الكتاب، إضافة إلى أنه يصنف ضمن قائمة المعارض على المستوى العربي والعالمي.
