"الشارقة الدولي للكتاب" يمنح الموهوبين الجدد أسرار كتابة الرواية والقصة القصيرة

قدّم معرض الشارقة الدولي للكتاب، ضمن فعاليات دورته الـ44، تجربة تدريبية في فن السرد امتدت على مدار ثلاثة أيام، من خلال دورة مهنية تناولت منهج كتابة الرواية والقصة القصيرة، قدّمها الروائي والكاتب الكويتي عبدالوهاب الرفاعي، والتي هدفت إلى تقديم منهج شامل للكتابة السردية، يمكّن الموهوبين والكتّاب الجدد من تطوير أدواتهم الأدبية، وتحويل أفكارهم إلى مشاريع روائية متكاملة، عبر خطوات عملية مدعومة بأمثلة وتجارب تطبيقية.

وأسهمت الدورة في تعريف المشاركين بالمسار الكامل لكتابة العمل الأدبي، ابتداءً من تصنيف الكتب وقراءة تاريخ الأجناس السردية، مروراً بكيفية العثور على فكرة جديدة للرواية، ووصولاً إلى بناء الشخصيات، وتقنيات السرد، وأساسيات كتابة القصة القصيرة، إضافة إلى أكثر الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكتّاب المبتدئون. كما تناول الرفاعي عناصر الرواية الناجحة، والتسلسل الزمني، والسرد، وصياغة مداخل الرواية، وتحديد اسم مناسب للعمل، فضلاً عن كيفية تطبيق المنهج عملياً وإخراج الكتاب ونشره وتسويقه.

وشكّل المحتوى التمهيدي للدورة مدخلاً لفهم البنية العامة للأدب؛ إذ تطرق الرفاعي إلى تصنيف الكتب بين مؤلفات تخصصية تعتمد على المصادر الموثوقة، وكتب أدبية تُعنى بتطوير الخيال والتحليل العاطفي والقدرة على قراءة الشخصيات وربط الأحداث. وأوضح الفرق بين الشعر والنثر، وأنواع النثر الأساسية، إلى جانب مفهوم القصة باعتبارها المظلة التي تندرج تحتها الرواية والقصة القصيرة والحكاية.

واستعرض الروائي الكويتي أبرز تصنيفات القصص، مثل الدراما والبوليسي والخيال العلمي والرعب والمغامرات، وفروقها الفنية، مبيّناً أن الدراما تبقى الأقرب إلى القارئ لارتباطها بالتجربة الإنسانية اليومية، وهذا ما يجعلها أيضاً سهلة التناول من قبل الكاتب أكثر من غيرها؛ كما أشار إلى مزايا الكتابة في الدراما وعيوبها.

وسلّط الرفاعي الضوء على شروط الكتابة الأدبية، وتاريخ الرواية، وأهم الأعمال المؤسِّسة لهذا الفن على المستوى العالمي والعربي، مؤكداً أن الفكرة تظل المحرّك الأساسي لنجاح أي قصة، وأن اختيار التصنيف المناسب يساعد الكاتب على تطوير عمله بصورة أكثر وضوحاً واحترافية.

ويُعدّ الروائي عبدالوهاب الرفاعي من أبرز الأسماء الكويتية في مجال السرد، إذ يمتلك رصيداً واسعاً من التجربة الأدبية والإبداعية الممتدة منذ عام 1998، وتنوعت مؤلفاته بين الرواية والقصة القصيرة في عشرات الإصدارات المنشورة. وقدّم الرفاعي خلال مسيرته أكثر من 80 دورة تدريبية وورشة عمل داخل الكويت وخارجها، تناولت كتابة الرواية والقصة القصيرة وتقنيات السرد، إلى جانب مشاركاته في عدد من المبادرات الثقافية والبرامج التلفزيونية، كما تم تحويل بعض أعماله إلى سيناريوهات سينمائية وتلفزيونية، وحصل على تكريمات أدبية متعددة، منها اختياره واحداً من أكثر 100 شخصية كويتية مؤثرة ومبدعة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة