الرؤية- كريم الدسوقي
لم تتوقف منطقة تشيرنوبل الأوكرانية عن مفاجأة العالم منذ الكارثة النووية عام 1986. لكن المشهد هذه المرة بدا أشبه بلوحة سريالية، تمثلت في "كلاب زرقاء اللون" تتجول في منطقة الحظر النووي!
بدأت القصة عندما كان فريق من منظمة Dogs of Chernobyl التابعة لمؤسسة Clean Futures Fund – ينفذ حملة لتعقيم الكلاب الضالة المنتشرة في المنطقة، والتي يقدر عددها بنحو 700 كلب، جميعها من نسل الحيوانات التي تركها السكان أثناء الإخلاء الشامل عقب الانفجار النووي، إذ عثر أعضاء الفريق خلال عملهم على 3 كلاب لونها أزرق بالكامل، كما لو أنها خرجت من فيلم خيال علمي!
ونشر أعضاء الفريق الصور على منصة "إنستجرام"؛ فاشتعلت التعليقات والتكهنات بالتساؤل: هل تلونت الكلاب بسبب الإشعاع؟ أم بفعل مواد كيميائية غامضة؟
سكان المنطقة أكدوا أن الكلاب كانت بلونها الطبيعي قبل أسبوع واحد فقط، ما زاد من غرابة الموقف، لكن المنظمة سارعت إلى طمأنة الجميع بالتأكيد في بيان على أن "الأرجح أن اللون ليس إشعاعيا، بل ناتج عن تماس الكلاب مع مواد كيميائية زرقاء مثل سوائل المراحيض المتنقلة أو مخلفات صناعية قريبة".
الفريق أشار أيضا إلى أن الكلاب الزرقاء كانت بصحة جيدة وحيوية، ما جعل الأمر أكثر غموضا وإثارة.
انتشرت الصور بسرعة في الصحف العالمية ومنصات التواصل، وتحولت إلى رمز غريب للحياة وسط الدمار، إذ رأى البعض فيها "دليلا على أن تشيرنوبل لا تزال تخبئ أسرارًا بعد أربعة عقود من الكارثة".
في المقابل، استغل فريق الإنقاذ شهرة القصة لحشد تبرعات جديدة لتمويل حملاتهم في المنطقة، مؤكدين أن هدفهم هو حماية هذه الكلاب "التي نجت من الإشعاع، وتعيش اليوم بين أطلال التاريخ".
هكذا، وبين الغموض والدهشة، بقيت الكلاب الزرقاء تذكيرًا بأن تشيرنوبل، رغم صمتها الطويل، لا تزال أرضًا تنبض بالحياة.. وبالألغاز.
