"الزواج السام".. 5 عوامل تؤكد ضرورة إنهاء العلاقة

 

 

الرؤية- كريم الدسوقي

كانت تعتقد أن ما يربطها بزوجها حب عميق، وأن تقلباته المزاجية مجرد سوء فهم عابر، لكن مع مرور الوقت بدأت تدرك أن ما تعيشه ليس حبًا؛ بل نوع من الأسر النفسي.

هذه قصة امرأة أمريكية اكتشفت، بعد سنوات من الزواج، أنها عالقة فيما يعرف في علم النفس بـ"رابطة الصدمة"، وهي علاقة يعتبرها خبراء النفس "سامة"؛ حيث تجعل الضحية تشعر بالانتماء لمن يؤذيها، حتى وهي تدرك أنه سبب ألمها.

نشرت الزوجة على الإنترنت بعضا من محادثاتها مع زوجها، بعد أن بدأت تشك في طبيعة العلاقة التي تجمعهما، وكانت الرسائل كانت مليئة بالتناقضات: في لحظة، يقول لها "أنت لا تستحقين أحدا غيري، لا أحد سيتحملك كما أفعل أنا"، وفي اللحظة التالية يرسل: "أنا آسف، كنت غاضبا فقط، لا أستطيع العيش بدونك". وفي صباح اليوم التالي، يتجاهل رسائلها تماما. ثم يعود مساء برسالة مليئة بالحنان: "اشتقت إليك، لماذا لا تثقين بي؟".

هذا التذبذب بين القسوة والحنان هو ما يسميه علماء النفس "رابطة الصدمة"، وهي الرابطة التي تجعل الضحية مشوشة بين الخوف والحب، بين الألم والرغبة في البقاء.

وتصف الأخصائية النفسية، آيفي كوانغ، رابطة الصدمة بأنها "حلقة مفرغة من المكافأة والعقاب"؛ حيث يستخدم الشريك السام مشاعر الذنب والعطف لإبقاء الطرف الآخر تحت السيطرة.

أما الدكتورة، راماني دورفاسولا، فترى أن الزواج السام يشبه "آلة المقامرة"؛ إذ ينتظر الضحية تلك اللحظات النادرة من الحنان كما ينتظر المقامر الفوز الكبير، رغم علمه أن الخسارة حتمية.

في حالة المرأة الأمريكية الضحية، كانت كل محاولة للانسحاب تقابل بعاصفة من الوعود: "سأتغير، فقط امنحيني فرصة أخيرة"، لكنها ما تلبث أن تجد نفسها في المشهد نفسه: كلمات جارحة، اتهامات، برود عاطفي، ثم انفجار في الغضب. وبعده مباشرة، تأتي مرحلة "قصف الحب"، حيث يغمرها زوجها بالاعتذارات والهدايا والرسائل الطويلة عن "القدر المشترك". ومع كل دورة جديدة من هذه اللعبة النفسية، كانت تفقد الضحية جزءا من إحساسها بذاتها.

وتحدد الخبيرتان بعلم النفس علامات واضحة تشير إلى أنك عالق في زواج سام، وهي:

  1. عندما تشعر بالخوف من الشريك أكثر مما تشعر بالأمان معه.
  2. عندما تبرر الإهانة بدافع الحب أو الضغوط.
  3. عندما تقنع نفسك بأنك السبب في كل مشكلة.
  4. عندما تتقلص حياتك الاجتماعية لأن الطرف الآخر يغار أو يتحكم بمن تراهم.
  5. وعندما تشعر أن الحب تحول إلى واجب مؤلم، لا إلى مصدر دعم وطمأنينة.

ويشدد الخبراء على أن الوعي هو الخطوة الأولى للخلاص؛ فالخروج من رابطة الصدمة لا يعني مجرد الانفصال الجسدي؛ بل التحرر النفسي من وهم "التغيير القادم".

كثيرون مثل تلك المرأة الأمريكية يعيشون اليوم في زواج سام دون أن يدركوا ذلك، لأن الألم صار مألوفًا، ولأن الكلمات الرقيقة التي تتخلل القسوة تعيد إحياء الأمل الزائف.

المرأة التي شاركت قصتها لم تبحث عن تعاطف؛ بل عن يقين، وحين قرأت آلاف الردود التي تقول لها "اهربي فورًا"، أدركت أن ما كانت تسميه حبًا لم يكن سوى قيد من حرير.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة