آهٍ يا كرستالاتي.. حين يختل توازن العالم في رأسك!

حسين الراوي

أحيانًا لا تأتي الدوخة من تعبٍ أو حزنٍ أو سهر، بل من شيءٍ صغيرٍ جدًا يسكن أعمق الأذن، يُسمّى «الكرستالات»!
لم أكن أتخيّل أن في أذني ما هو أهمّ من السمع، حتى علمت أن فيها كرستالاتٍ دقيقةً من كربونات الكالسيوم، مسؤولةً عن حفظ توازن الإنسان الجسدي والنفسي، وعن إدراكه الدقيق لحركة الحياة من حوله.

بدأتُ أشعر بدوخةٍ خفيفةٍ ظننتها من قلّة النوم، ثم تحوّل الأمر إلى دورانٍ مستمرٍّ أفقدني الاتّزان والتركيز، حتى قرّرتُ عند الثالثة صباحًا الذهاب إلى المستشفى بحثًا عن تفسيرٍ مقنعٍ لما يحدث.

بعد سلسلةٍ من الفحوصات الدقيقة، قال طبيب الأنف والأذن والحنجرة بهدوءٍ واطمئنان:

«يبدو أنك تعاني من مشكلةٍ في كرستالات الأذن.»

ثم قرّر إحالتي إلى الدكتور هاني فانوس، الطبيب المعروف بخبرته في هذا المجال. وبعد فحصٍ دقيق، قال بثقته المعهودة:

«المشكلة بالفعل في الكرستالات.»

ومن هناك، تابعتني الطبيبة المتخصّصة منى حامد في عيادة التوازن، حيث أجرت لي فحوصاتٍ متقدّمةً بأجهزةٍ دقيقةٍ ترصد حركة العين لتحديد موضع الخلل في الأذن الداخلية. كانت دقيقةً في ملاحظاتها، هادئةً في أسلوبها، ومخلصةً في عملها.
وفي نهاية الفحوصات قالت بابتسامةٍ مطمئنة:

«كرستالاتك تحتاج فقط إلى المتابعة وبعض التمارين لإعادة توازنها.»

خرجتُ من العيادة متأمّلًا هذا الإعجاز الدقيق في خلق الإنسان. من كان يظنّ أن اختلال التوازن الجسدي — بل وربما النفسي أيضًا — قد يبدأ من ذراتٍ صغيرةٍ جدًا في الأذن؟

سبحان الخالق يا كرستالاتي… كم أنتنّ صغيراتٍ في الحجم، وعظيماتٍ في التأثير!
وشكرًا من القلب للدكتور هاني فانوس، وللدكتورة الرائعة منى حامد، على ما لمسته فيهما من تفانٍ، وإخلاصٍ، وإنسانيةٍ تُشعر المريض بالاطمئنان قبل العلاج.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة