راشد بن حميد الراشدي
إن أشد ما يؤثر ويضعف الدول هم المفسدون؛ فالفساد آفة لئيمة يجب اجتثاثها وكشف بواطنها ومسبباتها وأصحابها من خلال أجهزة رقابية صارمة متمرسة على أساليب المتلاعبين في المال العام للدولة.
إن الدور المنوط بجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة عظيم الشأن فهي أمانة حُملت على أعناق المسؤولين في الجهاز لاجتثاث ومحاربة الفساد بشتى أنواعه المالية والإدارية وكشف التجاوزات التي تخسر الدولة من خلالها ملايين الريالات في سبيل مطامع شخصية بحتة تحصل بسبب تلك التجاوزات الصارخة.
إن التقرير الأخير لجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة لعام 2024 كشف الكثير من خفايا التجاوزات والفساد في إدارة بعض موارد الدولة من قبل بعض المسؤولين والذي حمَّل الدولة خسائر كثيرة كان أولى بها ديمومة العيش الكريم للمواطن وتقوية اقتصاد الوطن نحو التنمية باعتبار تلك الأموال المهدرة هي من مُقدرات الوطن وحقوقه.
إن ما يقوم به جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة من دور كبير وحساس يحتاج إلى دعم كبير من الدولة والمواطنين في الكشف عن التجاوزات التي تقع في وضح النهار أو في سواد الليل من مثل هؤلاء الفاسدين.
إن التقرير الذي صدر لعام 2024، أثلج صدور الكثير من المواطنين الذين يشددون على ضرورة السير في هذا النهج الشفاف الشريف والضرب بيد من حديد على كل من يجرؤ على المساس بثروات الوطن ومقدراته مما سينعكس إيجابًا غدًا بإذن الله على الوطن وأبنائه في تسخير تلك الثروات لصالحهم.
التقرير الأخير يعد صفعة على وجه الفاسدين أولي الضمائر الميتة الطامعة في مكاسب الحياة، وبإذن الله ستستمر تلك الصفعات على كل من خان وطنه وتجاوز حدود مسؤولياته، فما خفي كان أعظم من سلوكيات ملتوية يقوم بها البعض، وستُكشف قريبًا من خلال التفتيش الدقيق ومعرفة مكامن الفساد وستظهر قريبًا في التقارير المقبلة؛ فالوطن لا يرضى ولا يحتمل وجود المفسدين بين ثناياه يقتطعون من ثرواته لأنفسهم.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان والاستقرار.